عندما ارتدى الاسباني تشافي هرنانديز قميص برشلونة للمرة الاخيرة كان ذلك امام حشد جماهيري بلغ 70 الف متفرج، لكن الوضع كان مختلفا تماما مساء امس الاحد في اول مباراة له في مغامرته القطرية لان بطل العالم السابق خرج منتصرا امام جمهور لم يتجاوز 2253 متفرجا. وبالنسبة للاعب متوج بجائزة افضل لاعب في العالم ويملك في خزائنه 28 لقبا، بينها كأس العالم وكأس اوروبا، وللاعب انهى مشواره مع فريقه السابق برشلونة وهو على قمة القارة العجوز باحرازه لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا بفوزه في مباراته الاخيرة بقميص "بلاوغرانا" على يوفنتوس الايطالي 3-1، فان اللعب امام اقل من 2500 متفرج في ليلة حارة من ليالي الدوحة قد لا يعتبر من اللحظات المضيئة في مسيرته الرائعة. لكن بالنسبة لفريق تشافي الجديد، اي السد، فان بداية الشراكة مع اللاعب الاسباني كانت اكثر من مثالية اذ تمكن من الفوز خارج قواعده على الوافد الجديد مسيمير برباعية نظيفة، معلنا عن نفسه بقوة ومؤكدا بانه يعتزم هذا الموسم الفوز باللقب وعدم الاكتفاء بالوصافة. حافظ تشافي على مقاربته للامور بغض النظر اذ كان يلعب في نهائي كأس العالم او كأس اوروبا او دوري ابطال اوروبا، وفضل التركيز على الفريق عوضا عن شخصه، قائلا بعد المباراة: "الفوز كان ايجابيا بالنسبة لنا. خلقنا الكثير من الفرص. نحن نملك فريقا جيدا ونلعب كرة جميلة". واشار تشافي الى ان فريقه الجديد قادر على تعزيز سجل القابه والفوز بلقب الدوري. ما هو مؤكد ان تشافي كان عنوان مباراة الامس التي احتشد فيها مشجعون من كافة الجنسيات من اجل متابعة نجم برشلونة السابق، ان كان من بوركينا فاسو، اوغندا، ايران، كينيا، اثيوبيا او نيبال وذلك الى جانب الجمهور المحلي بالطبع. "انها المرة الاولى التي اشاهد فيها مباراة هنا لكني جئت بسبب تشافي. انا مشجع لبرشلونة"، هذا ما قاله سادات، المشجع الاوغندي البالغ من العمر 29 عاما والذي يعمل كحارس امن، مضيفا لوكالة فرانس برس: "انها المرة الاولى التي اراه فيها يلعب". وكان هناك ايضا من بين مجموعة من المشجعين الصاخبين الذين تواجدوا في ملعب العربي شاب اخر اسمه اريسالا، ابن ال23 الذي ينحدر من مومباسا، وهو جاء ايضا لرؤية تشافي: "نحن سعداء لتواجدنا هنا. انه امر مثير للغاية. نريد رؤية جميع اللاعبين الجيدين في قطر". ولم يضطر الجمهور الى الانتظار طويلا من اجل الاحتفال ببطله الجديد، اذ نجح تشافي في تمرير كرته الحاسمة الاولى في الدوري القطري منذ الدقيقة 11 بعدما نفذ ركلة حرة على رأس الكوري الجنوبي جونغ سو لي الذي وضع السد في المقدمة. وكان هذا الهدف البداية وحسب بالنسبة للسد الذي هيمن تماما على المباراة وجعل من حارسه سعد عبد الله الشيب المتفرج ال2254 في الملعب الذي كان شاهدا على افضل لحظات المباراة الاولى لتشافي بالقميص الابيض والاسود بعد انطلاق الشوط الثاني بقليل حيث كان صاحب الرقم 6 قريبا من الوصول الى الشباك من ركلة حرة، ثم بكرة رأسية وذلك الى جانب تمريراته الاعتيادية الرائعة في ظهر الدفاع والتي كادت ان تهدي فريقه هدفا لو احسن مصعب خضر محمد استغلال الامر. من المؤكد ان الجمهور كان يمني النفس بهدف من تشافي لكن فشل الاخير في الوصول الى الشباك في مباراة تألق خلالها البرازيلي موريكي بتسجيله ثلاثية، لم يعن الكثير للذين تواجدوا في المدرجات اذ هتفوا طويلا "تشافي، تشافي، تشافي" عندما اقترب منه لتنفيذ ركلة ركنية في الدقائق فرد الاسباني التحية لترتفع حدة التشجيع اكثر فأكثر. وتشافي الذي وقع عقدا لمدة عامين، ليس الاسم الكبير الاول الذي يلعب في دوري الدولة المضيفة لمونديال 2022، فمواطنه اسطورة ريال مدريد السابق راوول غونزاليس مر في السد بالذات، والامر ذاته ينطبق على نجم برشلونة السابق البرازيلي روماريو ومواطنه فيليبي جورج والغاني عبيدي بيليه والفرنسي فرانك لوبوف والايراني علي دائي والارجنتيني ماورو زاراتي. كما ان لاعب وسط برشلونة ومدربه السابق ومدرب بايرن ميونيخ الالماني الحالي جوسيب غوارديولا مر بالدوري القطري ايضا حيث دافع عن الوان الاهلي من 2003 حتى 2005. ومن المؤكد ان توجه الاندية القطرية للتعاقد مع نجوم كبار يهدف الى تعزيز وضع اللعبة في بلد يتحضر لاستضافة اكبر حدث كروي على الاطلاق، كما جعل البعض يمني النفس بامكانية رؤية لاعبين من طراز نجمي برشلونة الحاليين الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار في هذا الدولة الخليجية، وهذا ما اشار اليه مدرس اللغة الانكليزي الايراني علي قائلا: "رؤية تشافي كانت من الاحلام التي راودتني، وربما بامكاني ان احلم بلاعبين اخرين مثل ميسي او نيمار".