الحوادث أقدار إلهية، وقضاء من الله، وحادث سقوط الرافعة في الحرم المكي الشريف، على الأرجح أنه بسبب الرياح التي هبت بشدة في تلك اللحظات، حتى أنها طيرت أشخاصاً من أماكنهم وزحفت بهم أمتاراً في ساحة الحرم، طبقاً لفيديوهات أخذت لساحة الحرم في تلك اللحظة. ولأن المملكة لا تترك الأمور للصدف، فقد شكلت لجنة تحقيق فورية، وسترفع مرئياتها إلى المسئولين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي تفقد موقع الحادث، وزار المصابين في المستشفيات وقدم تعازيه لأسر الشهداء، وقال: إن نتائج التحقيق ستعلن للمواطنين. وحادثة الحرم مؤلمة، ولكن ما يزيد إيلاما أن آلة التجني والاختلاق قد استثمرت الحادث للإساءة إلى المملكة، وطوال أيام مضت تستمر آلة الاختلاق الإيرانية وخلاياها، في النيل من المملكة كعادتها وشيمها. وآلة الدعاية الإيرانية السوداء وخلاياها في الوطن العربي، شهيرة بالتجنى والتضخيم وفبركة المعلومات واختلاق صور ليست موجودة سوى في أذهان مريضة وملوثة بالعدوانية. وفي أحيان كثيرة تبادر آلة الدعاية الإيرانية كي تصنع ضجيجاً لسحب الأضواء من أن تفضح ثقافة الفشل في الأداء الإداري للنظام الإيراني في الداخل، والجرائم التي يرتكبها في الخارج. ومنذ زمن طويل جعلت آلة العدوان الإيرانية المملكة هدفاً لها، بهدف التغطية على جرائم النظام الإيراني وخططه الماكرة في سوريا ولبنان والعراق وأخيراً في اليمن والبحرين، لأن المملكة هي البلد الوحيد الذي يمكنه صد العدوان الإيراني على الأمتين العربية والإسلامية، وتعرية إسلامية نظام الجريمة والخداع. والمملكة هي الوحيدة التي تقدم نموذجاً إسلامياً صادقاً وصافياً في تعاملاتها وعلاقاتها وحكمتها الدبلوماسية، بينما نظام طهران يسعى لثقافة إسلام يتبنى الخداع والمؤامرات والجرائم وتجنيد الخلايا والتفجيرات. ونشرت إيران ثقافتها هذه في كل بلدان العالم تقريباً، بل ان نظام إيران الذي يتباكى على الحرمين الشريفين وعلى الحجاج، هو نفسه قد أرسل شحنات متفجرات عالية الخطر إلى مكةالمكرمة، وكان يمكن أن تحدث مذبحة في المشاعر المقدسة، لو لم يوفق الله جنوده الموظفين السعوديين الذين اكتشفوا عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة في حقائب حجاج إيرانيين قرويين مسنين، لم يتورع نظام طهران عن خداعهم، ودس المتفجرات في حقائبهم عام 1986. وشهد مهدي كروبي رئيس بعثة الحجة الإيرانية في ذلك العام على جرائم طهران، وعبر عن مدى حرجه حينما أبلغته السلطات السعودية باكتشاف المتفجرات في حقائب الحجاج الإيرانيين. وفي العام التالي رتب نظام طهران أعمال شغب للحجاج الإيرانيين في مكةالمكرمة، ولكن السلطات السعودية سيطرت على الموقف ومنعت احتلال الحرم، ومنعت حدوث مواجهة محتملة بين الحجاج الإيرانيين وملايين الحجاج الآخرين في قلب مكةالمكرمة يمكن أن تؤدي إلى موت عشرات الآلاف. وفي عام 1989 أرسلت إيران مجموعة من المغرر بها لتنفيذ تفجيرات في مكةالمكرمة وفي موسم الحج، وفعلا فجروا أحد الجسور، وينوون ارتكاب تفجيرات أخرى، ولكن الله وفق رجال الأمن السعودي حماة الحرمين وعيونها الساهرة، إلى القبض على الخلية بكاملها، حيث أخذ المجرمون جزاءهم العادل بما اقترفته أيديهم في بيت الله الحرام. وضوضاء نظام طهران واستهدافاته الإعلامية للمملكة تحاول التغطية على هذه الجرائم الكبرى المروعة تجاه أقدس مقدسات المسلمين التي ترعاها المملكة وتحميها، وترخص الغالي والنفيس من أجل خدمتها وحمايتها وتحقيق أمن يضرب به المثل لحجاج البيت العتيق ليقضوا مناسكهم في أمن وطمأنينة ويسر وسلام.