قصة طويلة عريضة حدثت الأسبوع الماضي، فقد تجادل اثنان أمامي حول قول المسلم للآخر: جمعة مباركة. واحد يقول لم لا؟ وواحد يقول إنها بدعة!! وأنا أقول جعل الله كل أيامنا مباركة، سبتها وأحدها واثنينها وثلاثاءها وأربعاءها وخميسها وجمعتها. فإذا كنا نقول: (في السنة عيدان وهذا الثالث) فإننا لم نعلم قولا مماثلا منطبقا على ذلك من السنة. وإذا كان اللفظ حميدا ومغلفا بالأمنيات السعيدة فهل من الضروري أن نجد بالضبط ما يبرره من السنة، وإلا فهو بدعة. لم نكن نقول لبعضنا شيئا جميلا في يوم الجمعة، يوم إجازتنا وراحتنا. ولنفترض أنه جاء من اخترع القول الجميل: جمعة مباركة. ما المشكلة؟ لماذا نحفر في الأشياء ونظل نحفر ونحفر إلى أن ينكشف القاع على لا شيء سوى هدر الوقت. من المهم جدا أن نتعود على أخذ الأمور ببساطة ووضعها مواضعها الصحيحة بدل محاولات تخريجها، إما اجتهادا وإما تنطعا. سأقول لمن أراه اليوم «اثنين سعيد»، ولن يكون اليوم، ولا أي اثنين سعيدا بدون توفيق الله ورضاه. هذا أمر بديهي في نفسي وفي قلبي، فمن عساه يأتي ليقول لقد أتيت منكرا أو اجترحت بدعة. توظيف اللغة لبناء الجمل الناعمة والحسنة أمر في غاية الروعة واللطف، كما أن توظيفها لبناء الألفاظ والجمل السيئة أمر في غاية القبح. على هذا المحمل فقط، الجمال والقبح، يجب أن نحمل الألفاظ التي يتبادلها الناس. تجنبوا ما استطعتم محاكم التفتيش اللفظي. اللغة وجدت قبل السنة، وجميلها جميل وقبيحها قبيح منذ الأزل، فلا تضعوا الصحاح أمام كل لفظ لتروا إن كان بدعة ثم ترسلوه إلى مغبة الضلالة. @maoaziz1964