كشف خبراء في الأمراض الوراثية أن الدواء التجريبي الجديد لعلاج مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) الذي تشرف على إنتاجه وتجربة فاعليته شركة سويدية تابعة لمعهد (كارولينسكا) للأبحاث الطبية، يعمل على تفكيك تجلطات الدم في الشرايين، ليعود جريان الدم بشكل طبيعي. جاء ذلك خلال الندوة التعريفية المنعقدة مساء أمس الأول للدواء الجديد المخصص لعلاج مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) بمقر جامعة الخليج العربي بالمنامة. وأوضح البروفيسور بارت بيدمونت، خبير الأمراض الوراثية في مستشفى أمستردامبهولندا، أن الدواء الجديد يخفف آلام المريض، ويقلص مدة النوبة، ويخفض جرعات العلاج، وبالتالي يقلل زمن التشافي ومدة البقاء في المستشفى، كما ويساعد على تفادي الإدمان على بعض الأدوية ذات الأعراض الجانبية الخطيرة مثل المورفين. مشيراً إلى أن مشروع البحث العلمي للدواء الجديد يضع حداً لمعاناة حوالي 18 ألف مصاب بمرض فقر الدم المنجلي في البحرين طبقاً للنسبة المعتمدة من وزارة الصحة البحرينية. في غضون ذلك، أكد صادق الشهابي وزير الصحة البحريني على أهمية دعم الدراسات والبحوث الإكلينيكة التي تجرى لعلاج وتشخيص مرض (السكلر) في مملكة البحرين، مثنياً على الجهود الحثيثة والمبادرات القيمة التي يبذلها المختصون في مجال الطب والصحة بالبحرين من أجل الاهتمام بعلاج هذه الشريحة من المرضى بالمجتمع البحريني. وأعرب الشهابي عن تقديره العميق للتعاون العلمي المشترك والمستمر بين وزارة الصحة وجامعة الخليج العربي لعرض نتائج آخر البحوث والدراسات التي تتعلق بهذا المرض، والتي تصب في صالح خدمة المرضى والتخفيف من معاناتهم مع نوبات ومضاعفات المرض. من ناحيته، أكد الدكتور خالد العوهلي رئيس جامعة الخليج العربي أثناء الحفل أن جامعة الخليج العربي تتبنى هذا المشروع انطلاقاً من دورها في التصدي للقضايا الصحية والاستراتيجية في دول مجلس التعاون، من خلال الدور المتنامي الذي يلعبه مركز الأبحاث السريرية في جامعة الخليج العربي، بالتناغم مع مدينة الملك عبدالله الطبية التي ستكون حاضنة استراتيجية على المستوى الإقليمي في مجال الأبحاث والعلوم الطبية التي تشكل تحدياً لمجتمع الخليج العربي. موضحاً أن التعاون القائم بين وزارات الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي التي تسعى لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين في دول التعاون، وجامعة الخليج العربي كمؤسسة أكاديمية وبحثية تسعى للتصدي للقضايا الاستراتيجية التي تواجه مجتمع الخليج العربي كالأمراض النادرة، ومؤسسات المجتمع المدني والتي تعد جمعية مرضى السكلر أحد أوجهها لما تقدمه من دور كبير في توعية المرضى، من شأنه أن يؤتي نتائج إيجابية فيما يتعلق بتطوير العلاج لهذا المرض العضال. لافتاً إلى أنه من المؤمل أن يتوصل المشروع إلى نتائج متقدمة حول فاعلية دواء جديد سيسهم بشكل كبير في رفع المعاناة عن مرضى السكلر. من جهته، تناول الدكتور بهاء الدين فتيحة، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، والأمين العام للمجلس الأعلى للصحة في مملكة البحرين أثر الأبحاث الإكلينيكية على تطور مستوى الخدمات الصحية في البحرين، مشيراً إلى أن البحرين وباقي دول الخليج سعت منذ 25 عاماً للتوصل إلى علاج لهذا المرض، "لذا فإن هذا المشروع يعتبر أول خطوة على الطريق". من جانبه، أوضح الدكتور عادل مذكور مدير مركز الأبحاث الإكلينيكية في جامعة الخليج العربي أن مرض السكلر يعد من أمراض الدم المستعصية التي لا يوجد لها علاجات قاطعة أو أدوية فعالة، رغم التطورات في التكنولوجيا الطبية الحديثة، وهو الأمر الذي تسعى الجامعة لدراسته لبحث مدى فاعلية الحلول البديلة، خصوصاً بعدما نجح باحثون من معهد كارولينسكا السويدي، بمعية أطباء هولنديين وأمريكيين في تطوير دواء جديد يمنع خلايا السكلر من الالتصاق ببعضها، والذي يعتبر السبب المؤدي إلى انسداد الشرايين، مما يترتب على الانسداد آلام حادة ومضاعفات لمرضى السكلر تصل إلى حد الوفاة. وفي غضون التجربة البحثية للدواء الجديد، سيشرف مركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي على تسيير المشروع بالتعاون مع الأخصائيين بوزارة الصحة ومركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي، إذ يضم المشروع أخصائيين من أربع دول في العالم هي: هولندا وتركيا، البحرين ولبنان، وفي حالة ثبات سلامة وفاعلية هذا الدواء في تخفيف آلام المريض وأعراضه سيتم الانتقال إلى المراحل المقبلة اللازمة في إطار تطويره والتمهيد لإنتاجه وطرحه في الأسواق.