رجّح باحثون في مملكة البحرين أن يستغرق تجربة الدواء الجديد لمرض فقر الدم المنجلي (السكلر) سنة كاملة للحصول على النتائج العلمية، وإتمام مشروع البحث الطبي في 2016، والذي تشرف عليه وزارة الصحة البحرينية بالتعاون مع جامعة الخليج العربي والهيئة الوطنية لتنظيم المهن الطبية وجمعية البحرين لرعاية مرضى «السكلر». وأوضح زكريا الكاظم رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى «السكلر» أن الدواء الذي سيتم تجربته على مجموعة من المرضى المصابين بفقر الدم المنجلي «السكلر» في البحرين مصادق عليه دولياً، مبيناً أنه عبارة عن دواء يستخدم لسيولة الدم تم تحسينه ليقلل من التصاق كريات الدم المنجلية ببعضها البعض، مشيراً إلى أنه لا يوجد في البحرين من يعمل ضد مرضى «السكلر» أو من يخطط لجعلهم حقل تجارب. جاء ذلك، خلال فعاليات مشروع البحث العلمي للدواء الجديد الذي استضافته جامعة الخليج العربي مساء أمس، والتي تضمنت ندوة تعريفية عن دواء لمرضى «السكلر» وأهاليهم. وأضاف الكاظم: «إن الندوة هي تعريفية عن الدواء وليس دعوة لاستخدامه بل سيقوم المعهد المشرف على تطوير الدواء بشرح فكرة الدواء والتجارب المخبرية السابقة، ولن يتم استخدام الدواء إلا لمن يرغب في استخدامه، ولن يجبر المريض على استخدامه، كما أن الجمعية ستحضر للاستماع للخبير الأجنبي، خاصة أن سياستها لا تمانع العلاجات الجديدة التي أثبتت نجاحها في أماكن أخرى، ولو ثبت وجود تعارض استخدام الدواء مع مصلحة المريض فستقوم بتمثيل رأي المرضى ورفض الدواء». وأوضح أن الدواء الجديد ليس له علاقة ب«الهيدروكسوريا» رغم أن رؤية الجمعية تشير إلى أن «الهيدروكسوريا» هو الأكثر تأثيرا في تقليل نوبات «السكلر»، داعيا جميع المرضى للتريث في أخذ القرارات وإطلاق الانتقادات، خاصة أنه يتعلق بشيء يجهله جميع المرضى، مؤكدا علي ضرورة الاستماع وطرح الأسئلة والاستفسارات على البروفيسور، ومن ثم استنتاج الأمور والخروج برأي قبل الاستماع غير حكيم. من جانبه، أوضح الدكتور عادل مذكور مدير مركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي أن الجامعة بدأت مع شركائها في إطلاق فعاليات مشروع أبحاث سريرية تخص مرضى فقر الدم المنجلي «السكلر» تحت إشراف المركز، بعد حصولها على التراخيص والموافقات من وزارة الصحة بمملكة البحرين والهيئة الوطنية لتنظيم المهن الطبية ولجان أخلاقيات الأبحاث بمجمع السلمانية الطبي، معتبراً المشروع الذي يطرح دواء بديلا للمسكنات التي تعطى لمرضى «السكلر» خلال نوبات المرض هو الأول من نوعه، ويأتي في إطار اتفاقية تعاون بين جامعة الخليج العربي ومعهد «كارولينسكا» السويدي. منوهاً إلى أن مرض «السكلر» من أمراض الدم المستعصية التي لا يوجد لها علاجات قاطعة أو أدوية فعّالة، رغم التطورات في التكنولوجيا الطبية الحديثة، وهو الأمر الذي تسعى الجامعة لدراسته لبحث مدى فاعلية الحلول البديلة، خصوصاً بعدما نجح باحثون من معهد «كارولينسكا»، بمعية أطباء هولنديين وأمريكيين في تطوير دواء جديد يمنع خلايا «السكلر» من الالتصاق ببعضها، والذي يعتبر السبب المؤدي إلى انسداد الشرايين، مما يترتب على الانسداد من آلام حادة ومضاعفات لمرضى «السكلر» تصل حد الوفاة. ورداً على سؤال، قال مذكور: «يعمل الدواء الجديد الذي تشرف على إنتاجه وتجربة فاعليته شركة سويدية تابعة لمعهد «كارولينسكا» للأبحاث الطبية، على تفكيك تجلطات الدم في الشرايين، ليعود جريان الدم بشكل طبيعي، مما يخفف آلام المريض، ويقلص مدة النوبة، ويخفّض جرعات العلاج، وبالتالي يقلل زمن التشافي ومدة البقاء في المستشفى، كما يساعد على تفادي الإدمان على بعض الأدوية ذات الأعراض الجانبية الخطيرة مثل المورفين». لافتاً إلى أنه في غضون التجربة البحثية للدواء الجديد، سيشرف مركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي على تسيير المشروع بالتعاون مع الأخصائيين بوزارة الصحة ومركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي، إذ يضم المشروع أخصائيين من أربع دول في العالم هي؛ هولندا، تركيا، البحرين، لبنان، وفي حالة ثبات سلامة وفاعلية هذا الدواء في تخفيف آلام المريض وأعراضه، سيتم الانتقال إلى المراحل المقبلة اللازمة في إطار تطويره والتمهيد لإنتاجه وطرحه في الأسواق. وتمضي جامعة الخليج العربي في تنظيم الورش المتخصصة في أخلاقيات الأبحاث الإكلينيكية والحفاظ على حقوق المريض المتطوع في إجراء الأبحاث، لوضع ضوابط وآليات تحمي حقوق المرضى المتطوعين في إجراء البحوث الإكلينيكية، وقد كان الاهتمام بالبحث العلمي أحد أهم أسباب استحقاق الجامعة لمراتب متقدمة على المستويين العربي والإقليمي. وقال مدير مركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي: إن إجراء الأبحاث والدراسات الطبية المرتبطة باحتياجات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هي أولوية في أهداف الجامعة الإستراتيجية منذ إنشائها قبل أكثر من ثلاثة عقود، ولذلك تأسس مركز الأبحاث الإكلينيكية بداية عام 2013 ليكون المركز واحداً من أهم المشاريع البحثية المتخصصة، إذ يعمل بالتعاون مع مؤسسات البحث العلمي العملاقة في مجال البحث الإكلينيكي، لدراسة وعلاج العديد من الأمراض المستعصية، لا سيما مع توافر الخدمات المتقدمة في مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية التابع للجامعة، مشيراً إلى أن الجامعة تواصل سعيها الدؤوب إلى توظيف البحث العلمي في خدمة قضايا المجتمع الخليجي، وتقديم الرؤى وطرح البدائل والخيارات، بما يدعم عمليات صنع القرارات ورسم السياسات المستقبلية. يُشار إلى أن الدواء نفسه سيكون قيد التجربة في ثلاث دول أخرى وهي: هولندا، تركيا، لبنان، بالشراكة مع إحدى مؤسسات البحث العلمي في مجال البحث الإكلينيكي ومعهد «كارولينسكا» السويدي، فيما ستقدم نتائج استخدامه على مجموعة من المرضى بعد موافقتهم مع نهاية عام 2016 إلى المفوضية الأوروبية للصحة العامة وإدارة الأغذية والأدوية العالمية، لاعتماد الدواء الجديد بعد الانتهاء من التجارب.