كل ما يدور حولنا وتصل شظاياه إلينا احيانا كما طالعنا في آخر الاحداث الاخبارية في الاصل مستجدات، مهما سميناها ونعتناها بالصفات المختلفة فهى مستجدات فكرية دخيلة أو توجهات لم تكن موجودة ولا نستطيع أن نتكئ على أنها سناريوهات اوجدت بمخرجات عالمية لا نعرفها، سواء كانت قاعدية أو طالبانية وداعشية أو تداعيات لخلافات فئوية دينية ضاربة في القدم، فكله صب واحقنه لبن، يعنى إننا نواجه مشكلة لا نستطيع أن نمسك بخيوطها جميعا في آن، ولكن من الممكن المساعدة واقول المساعدة اذا تمكنا من تحديد المسببات التى من الممكن أن تلعب دورا فاعلا سلبا أو ايجابا، وإذا تعقلنا وخطونا فلن نضل الطريق وصولا إلى تلك المؤثرات لنلعب الدور المحورى في عملية اصلاحية شاملة تبدأ من الصفر حرصا على سلامة هذا الوطن وما حوى من القمة للقاعدة، والقاعدة محتاجة للقمة والقمة في حاجة للقاعدة ولزاما علينا جميعا أن نحافظ على وطننا بمكوناته الاجتماعية والدينية والثقافية، ولن يتأتى ذلك الا بالتكاتف والتعاضد والعمل بتجرد من اجل المستقبل قريبه وبعيده ولا يكفى ان نعمل دون ان نفكر كما لا يكفي التفكير والتنظير دون عمل. وعموما ينشأ المؤثر الأساس من الأسرة لأنها الخلية الأساسية الاولى في المجتمع وهي تتكون من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم، وتساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية، وللاسرة حقوق مثل حق الصحة حق التعلم حق السكن الامن، كما للاسرة واجبات مثل الوفاء للوطن وقيادته ونقل التراث واللغة عبر الاجيال، ولتوضيح وتعريف بعض المسميات فالاسرة النواة تتكون من الزوج والزوجة والاولاد ومن صفاتها قوة العلاقة والترابط نسبة لصغر حجمها وقلة عدد افرادها مع استقلاليتها حتى في السكن ولفترة انتقالية تنتهى بتكوين الابناء اسرا جديدة منفصلة ووفاة الوالدين والاسرة الممتدة تشمل الجد والجدة وصولا إلى الاحفاد وكلمة اسرة أصح من كلمة عائلة. والاسرة الممتدة هي التي تقوم على عدة وحدات أسرية تجمعها الإقامة المشتركة والقرابة الدموية، وهي النمط الشائع قديماً في المجتمع ولكنها منتشرة في المجتمع الريفي، بسبب انهيار أهميتها في المجتمع نتيجة تحوله من الزراعة إلى الصناعة وتتنوع الصناعة وتضم الأجداد والزوجين والأبناء والأحفاد والأصهار والأعمام، وهي تعتبر وحدة اجتماعية مستمرة إلى ما لا نهاية حيث تتكون من ثلاثة أجيال وأكثر، وتتسم بمراقبة أنماط سلوك أفراد الأسرة والتزامهم بالقيم الثقافية للمجتمع، وتعد وحدة اقتصادية متعاونة يرأسها مؤسس الأسرة، ويكتسب أفرادها الشعور بالأمن بسبب زيادة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة. أما الاسرة المشتركة فهي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية ترتبط من خلال خط الأب أو الأم أو الأخ والأخت وتجمعهم الإقامة المشتركة والالتزامات الاجتماعية والاقتصادية. اذا من مهام الأسر أن يقدم الآباء لأبنائهم الخبرات الكافية عن دينهم وعن تعاليمه، وعن كل ما يؤدي بهم إلى ان يكونوا أبناء صالحين يتحلون بالأخلاق الدينية، دون إغفال حقهم بعيشة كريمة في هذه الحياة والاهم ان تعطي الدرس الاول في الوطنية وحب الوطن والمجتمع، ومن ثم تأتى المدرسة والشارع وبعد ذلك تتفرع الأشياء وتزداد وتزدان ايضا وأقصد المؤثرات غير التى ذكرت كالإعلام بكل اطيافه وانواعه والشارع بالتأكد لا يغفل له دور وهو الأكثر حاجة للرقابة الأسرية. اذا امامنا مؤثرات ان تم ضبط ايقاعها وجعلها تتناغم مع متطلبات الوطن والدولة، فغالبا ما تساعد الجميع ليكونوا صالحين لديهم المناعة ضد الحقد والكراهية والانتقام والتخريب والتدمير ولو بالكلام فقط، وبالتأكيد لن تكون بيننا فئات ضالة او طابور خامس لجهة منحرفة فكريا او حتى قابلية الأصغاء لمثل تلك الدعوات الخربة الفاسدة، ناهيك عن السعي اليها دون وعي بقنوات التواصل الكارثية وحمى الله هذا الوطن المعطاء ورعى قائده وشفاه وقلوبنا معه دائما وأبدا وبس.