صدر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي "ديوان مصبح الكندي المرر» ضمن سلسلة شعراء من الظفرة، جمع وشرح علي أحمد الكندي المرر، الذي يوضح في مقدمة الكتاب أنّ أهمية إصدار هذا الديوان وتجميع هذه القصائد يعودان الى حفظ تراث منطقة الظفرة، ونشر وإتاحة الفرصة للأدباء والمثقفين ومتذوقي الشعر ومحبيه للتعرف على بعض شعراء الظفرة الفطاحل والأدباء الكبار، الذين اشتهروا في قديم الزمان بشعرهم، وساهموا في إثراء الساحة الأدبية بكلماتهم وشعرهم الفذ. وقد بقيت قصائد بعض هؤلاء الشعراء محفوظة في قلوب أهل الظفرة سنين طويلة لم تكتب أو تسجل في ديوان، ولهذا تلاشى الكثير منها مع النسيان. لذا فقد حاول المؤلف مجتهداً حسب طاقته في أن يوثق قصيد شعراء الظفرة.ويتضمن الإصدار الجديد إلى جانب المقدمة، السيرة الذاتية لحياة مصبح الكندي بن علي المرر، حيث يذكر المؤلف أن مصبح الكندي ولد سنة 1917م بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي في دولة الإمارات، حيث مقر أهله وعشيرته، ونشأ في كنف والديه في محاضر ليوا والمناطق التى حولها وتوفي سنة2005 في مدينة زايد. الجدير بالذكر أنه كان قاضياً وقد عُرف بهذه المهنة مع أنه كان ضليعاً في الشعر وخبيراً به، وهو حفيد القاضي الشيخ علي بن سالم بو ملحا قاضي منظقة الظفرة وشاعرها وأحد رجالات المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي (1955-1909). يجمع الديوان الشعر النبطي لمصبح الكندي فصلين، الفصل الأول: للقصائد، والفصل الثاني : للمساجلات الشعرية، حيث تطرق فصل القصائد بعرض العديد من القصائد متنوعة الأهداف والأغراض الشعرية، منها "زايد عرين المجد"، "الورقا"، "ودي أسايرهم"، "البيت خالي"، "الهوى"، "حجاب"، "حسين العود"، "تستاهل الناموس"، "الوقت يتحداني". فيما جاء بفصل المساجلات الشعرية مجموعة من القصائد الشعرية التي أعدّها مجموعة من الشعراء رداً على قصائد مصبح الكندي، ومن هذه القصائد "يادحابي"، "بنت العامري"، "سامحوني واعذروني"،"يالمطوع"، "يا ابن أحمد". أما البحور الشعرية التي مشى عليها مصبح الكندي في قصائده فهي البحور المعروفة لدى أهل الظفرة، وهي: "الطارج ويسمى الونّه، الردح، السامر، الهجيني الطويل وهو نظير البسيط في الشعر الفصيح، والتغرودة". عالم الشعر المنبثق من أكاديمية الشعر منذ عام 2007، يؤكد نجاح الشعر وتشكله كسفير بين القلوب والأرواح، وسفير بين الحضارات. حيث تعد الأكاديمية أول جهة أدبية متخصصة في الدراسات الأكاديمية للشعر العربي بشقيه (الفصيح والنبطي) وجاءت فكرة تأسيسها استكمالاً للاهتمام الذي توليه إمارة أبوظبي للأدب والثقافة بما في ذلك الشعر الذي يعد مرجعًا مهمًا وأصيلاً في تاريخ العرب.