نحن أعداء لأنفسنا أكثر من كوننا أعداء للآخرين، فتجد خلافا بسيطا نشب بين زوجين وعلى أثره يسمحان لشيء واحد بأن يقتل كل الأشياء. وحينما يتخذان هذا القرار، يسقط الفرح من بين أصابعهما، ويفقد الزمن لحظاته الجميلة، وتبقى كل المسارات في هذا الكون مظلمة وموحشة، يحملان حقائب الألم في زمن شَح فيه المعالج والدواء، وقل فيه المواسي والعطاء.! دعونا نجعل كل فترة في حياتنا محطة للمراجعة ومحاسبة لأنفسنا، ومن الأجدى أن نكون صادقين مع أنفسنا أولاً. ومن المهم أن نكون أكثر شفافية مع أنفسنا ! أحياناً نظرنا يتجه للمسافات البعيدة، نبحث من خلالها عن أناس كالملائكة بلا أخطاء ولا مشاكل كما نتصوره في مخيلتنا من أجل أوهام عابرة وتصورات كاذبة، ونعتقد كل ما نظنه حقيقة، وننسى إننا لسنا ملائكة، فالحقيقة كلنا نرتكب أخطاء شتى.! إن حل المشاكل يبدأ من ذواتنا، فعندما نبادر تبدأ الحلول وأن التراجع عن كذا قرار والتخلي عن بعض ما يتمسّك به الإنسان هو حل وانتصار له، وهو في الحقيقة استعادة الإنسان لنفسه، فهذا يعتبر إنجازا في حد ذاته. ولعلنا نتذكر دائما أن أصعب أنواع المشاكل هي التي في مخيلتنا وليست التي في واقعنا، تلك التي نتصورها هي التي توجد المسافات وتبعد الخطوات بيننا حتى يمضي الزمن ولن يعود أبداً.! أتمنى أن يدرك الزوجان أنهما ليسا لنفسيهما فقط، بل لأشخاص ارتبطت حياتهم بهما، وأصبحا بالنسبة لهم القضية والمصير، كالأبناء صغارا كانوا أو كبارا. يحتاج الزوجان الى أن يعيدا حساباتهما، وأن ينظرا للعالم بشكل جديد، وأن يمدا الجسور لأبنائهما لأن الأبناء هم الذين يستحقون. ليس هذا المقال للعتب على الأخطاء، وليست هذه الكلمات هنا للتظلم، ولم أقف مع واحد ضد الآخر لكننى أشير إلى أن الزوج والزوجة يحتاجان الى أن يكونا واقعاً وشريكاً في حياتهما، ويبنيا مشوار العمر وطريق الحياة سويا كي يكون للحياة معنى وللحظة قيمة. ومعاً يستطيعان أن يرسما لوحة للسعادة عنوانها هو وهي وأبناؤهما بينهما. فالأبناء لا ينظرون لمن حولهم من الناس، ولا يرون بين الحشود أحداً سوى الأب والأم فقط..!.