فارق كبير يلمسه كل ذي بصر وبصيرة بين اليد الممدودة لفعل الخيرات لأهالي اليمن من قبل قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - حيث ما زالت المساعدات تنهال من قبله لإخوانه اليمنيين لانتشالهم من أزماتهم ومآسيهم الطاحنة، من خلال المساعدات التي تقدمها المملكة من غذاء ودواء لأولئك المنكوبين حتى لأولئك الذين يقبعون تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح. فارق شاسع بين اليد التي تمارس اصناف الانسانية والبذل والعطاء وبين أيد شريرة تحاصر بعض المدن اليمنية وتمنع دخول الاغاثة الانسانية اليها، في محاولة لتجويع ابناء الشعب اليمني وزيادة معاناتهم وآلامهم وجراحهم، وهذا ما يفعله الحوثيون وقوات صالح حيث يمنعون وصول الغذاء والدواء للمدن المحاصرة لتجويع اليمنيين وإنهاكم وقتلهم على طريقتهم الشريرة. وسوف يكتب التاريخ بأحرف من نور مواقف خادم الحرمين الشريفين المشرفة ازاء اشقائه اليمنيين، فقد كان حريصا من خلال مركزه للإغاثة والاعمال الانسانية على انتشال اهل اليمن – الذي كان سعيدا – قبل ان يمنى بشرور المليشيات الحوثية وقوات صالح من ازماتهم الطاحنة وجروحهم الغائرة التي ما زالت تلك المليشيات والقوات تحاول يائسة تضخيمها والحيلولة دون تسويتها وعلاجها. سوف يكتب التاريخ لرجل الانسانية والمواقف المسؤولة خادم الحرمين الشريفين تلك الاحرف لما يبذله من مساعدات وإمدادات إغاثية لشعب، انهكته أفاعيل تلك المليشيات والقوات التي حاولت يائسة ان تقفز على الشرعية وان تطيح بكل النوايا الحسنة لاعادة اليمن الى اوضاعه الطبيعية وانتشاله من اوضاعه المأساوية الراهنة، وهي نوايا بدأتها المملكة التي ارادت في البدء عدم استعمال القوة واختيار المفاوضات التي اطاحت بها تلك الميليشيات والقوات. ويخطئ الحوثيون وتلك القوات ان ظنوا من خلال تصعيدهم لوتيرة الصراع على ارض اليمن انهم قادرون على دحر القوات الشعبية المناضلة التي ما زالت تحقق الكثير من الانتصارات على الارض، وما زالت تحقق سلسلة من النجاحات المظفرة على تلك المليشيات والقوات التي يبدو واضحا للعيان انها اخذت في لفظ انفاسها الاخيرة وان هزيمتها النكراء غدت وشيكة للغاية. لقد حرصت المملكة منذ اعلان المليشيات الحوثية وقوات صالح على اشعال فتائل الحرب على اهمية ايصال المساعدات الانسانية لأبناء الشعب اليمني المنكوب، وهي بذلك تضرب اروع الامثلة في التضحية وتقديم اشكال العون لأشقائها في اليمن في وقت يحاول فيه الحوثيون وقوات صالح تجويع الشعب اليمني من خلال محاصرة مدنه ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية اليها. وسلاح التجويع هو سلاح العاجزين الشاعرين بقرب نهايتهم، فأولئك الاعداء لليمن واليمنيين عجزوا تمام العجز عن مواجهة القوات الشعبية وجها لوجه فأرادوا استخدام سلاح التجويع في محاولة يائسة لغسل ماء وجوههم والخروج بوجه يظنون انه يجلب لهم الفوز في معاركهم مع القوات الشعبية، وهم بذلك غارقون في اوهاههم الى الذقون، فما يحدث على ارض اليمن هو خزي وعار على جبين تلك المليشيات والقوات المعتدية. ان ما تقدمه المملكة من مساعدات انسانية كبرى لليمن هو واجب اسلامي من واجباتها، وهي حريصة على اداء تلك المهمة الانسانية لدحر الظلم والظالمين واعلاء الحق وازهاق الباطل، وهذا الواجب الاسلامي الذي تضطلع به المملكة ليس غريبا عليها، فهي في كل الازمات التي تتعرض لها الشعوب الاسلامية والعربية تمارس نفس الدور الذي تمارسه مع اشقائها في اليمن تكريسا لمبدأ اسلامي قويم تمارسه منذ زمن طويل. ان تجويع ابناء الشعب اليمني وسفك دمائهم وتدمير مساكنهم هي افعال اجرامية بكل مقاييس الاجرام ومعاييره الدولية التي شجبتها كل القوانين والاعراف، وسوف يدفع اولئك الجناة من المليشيات الحوثية وقوات صالح الثمن غاليا لما اقدموا ويقدمون عليه من افعال اجرامية سوف تقودهم الى حتفهم المنتظر وهزيمتهم الوشيكة، ويبدو ان ساعة خلاص اليمن من المعتدين على مقدراته اصبحت قريبة جدا.