جدد طيران التحالف في وقت مبكر من صباح الأحد، غاراته الجوية على مواقع يسيطر عليها الحوثيون وقوات الجيش الموالية للمخلوع علي صالح بمحافظات اليمن. وقالت مصادر محلية إن غارات عنيفة استهدفت معسكر اللواء 25 ميكا، والمعهد التقني الصناعي وعددا من المواقع الأخرى بمدينة عبس بمحافظة حجة غربي اليمن. وذكرت المصادر أن انفجارات عنيفة هزت المدينة، وارتفعت ألسنة اللهب من مقر اللواء وأعمدة الدخان من المواقع المستهدفة. وأضافت أن غارة أخرى استهدفت ناقلة محملة بالصواريخ تتبع الحوثيين وقوات صالح كانت في طريقها إلى المناطق الحدودية، وأدت إلى انفجارها. وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري: إن طيران التحالف استهدف معسكر تدريب لمرتزقة أفارقة تجندهم ميليشيات الحوثي في محافظة حجة. وأوضح أن الموقع المستهدف كان مخصصا لتجميع المتفجرات وتصنيع الألغام والعبوات الناسفة التي يزرعها الحوثيون في المناطق السكنية. وأكد عسيري أن الموقع المستهدف كان الحوثيون يستخدمونه لتجهير العبوات الناسفة بدائية الصنع وتدريب مهاجرين أفارقة أجبروا على حمل السلاح، مشيرا الى أن التحالف حصل على معلومات دقيقة عن هذا الموقع قبل قصفه. واتهم المتحدث الحوثيين باستخدام المهاجرين الأفارقة كوقود للحرب في العمليات الخطرة على الحدود. وكان هؤلاء المهاجرون قد حوصروا في اليمن بعد وصولهم بحرا قبل نشوب الحرب على أمل عبور الحدود إلى السعودية والعثور على عمل في المملكة المنتجة للنفط. كما أعلن التحالف الذي تقوده المملكة أن قواته نفذت عمليات توغل محدودة متكررة عبر الحدود مع اليمن منذ بدء الضربات الجوية ضد قوات الحوثي في 26 مارس الماضي. وقال عسيري : إن القوات قد تضطر للتحرك في بعض الأحيان، وألا تكون ثابتة على خطوط الدفاع وهي تتحرك باحثة عن مصدر الهجوم لتجد هدفها المنشود، مشيرا الى ان ذلك يحدث بين الحين والآخر. وأوضح أنه ليس في نية التحالف التوغل في أراضي اليمن عبر الحدود، لكن أحيانا ونظرا لبعض التضاريس الوعرة والجبال والكهوف التي قد يختبئ بها الحوثيون تضطر قوات التحالف الى البحث عن مواقعهم وتطهيرها، ثم عودة القوات الى قواعدها ثانية. وأضاف إن مثل هذه الوقائع من التوغل تحدث ردا على هجمات الحوثيين على المواقع الحدودية السعودية وتحدث على مسافة مئة متر أو نحو ذلك داخل أراضي اليمن. مشيرا الى انه قد يحدث ان تتوغل القوات الى مسافة أقصاها كيلومتر أو كيلومترين على أكثر تقدير. وفيما يتعلق بالوضع في مأرب أكد العسيري أن التعزيزات العسكرية المقدمة للقوات الشرعية هناك تتناسب مع حجم المهمة. وفي محافظة مأرب (شرق) شنّت قوات التحالف غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في المحافظة. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن الغارات أسفرت عن تدمير مخزن أسلحة وثلاث دبابات في صرواح والفاو في جنوب مدينة مأرب وغربها. وفي حضرموت شرقي اليمن عبرت مزيد من الأرتال العسكرية في وقت سابق باتجاه محافظة مأرب (شرق العاصمة صنعاء)، وذلك في إطار استعدادات جارية لعملية عسكرية محتملة لطرد الحوثيين وحلفائهم من صنعاء. وكانت أرتال تضم أكثر من مئة آلية ومئات الجنود اليمنيين المدربين عبرت مؤخرا إلى مأرب، كما تحدثت تقارير عن نشر مروحيات أباتشي في المحافظة. وكانت طائرات التحالف قد استهدفت السبت معسكرات للحوثيين وحلفائهم في باب المندب وصنعاءومحافظات أخرى، وقتلت مسلحين منهم. وفي تعز قالت مصادر محلية إن معسكر الدفاع الجوي في جبل أومان التابع لقوات الرئيس المخلوع صالح يواصل القصف العشوائي للمدينة. وأضافت المصادر إن عشرات القذائف سقطت في مناطق متفرقة من المدينة وبينها أحياءٌ مكتظة بالسكان. وكان عشرات المدنيين في تعز لقوا حتفهم الأسبوع الماضي حين قصف الحوثيون وحلفاؤهم مناطق سكنية بالأسلحة الثقيلة، اغتيال وفي الجنوب اغتال مسلحون مجهولون اليوم الأحد مسؤولا أمنيا بمحافظة عدن. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية إن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا الرصاص على العقيد عبدالحكيم السنيدي مدير أمن عمليات عدن أثناء خروجه من منزله في منطقة المنصورة ما أدى إلى مقتله على الفور. إقليم تهامة يثور على صعيد اخر، دخل اقليم تهامة خط المقاومة بشكل قوي، يوحي ان المقاومة بدأت في تطويق المليشيا الحوثية في مربع ضيق، وتقترب يوما عن يوم نحو العاصمة صنعاء. وفتح جبهة الحديدة هو أمر طال انتظاره لأهمية هذه المحافظة الساحلية في حسم المعركة ضد مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، وطوال الاسبوعيين الماضيين شهدت محافظات اقليم تهامة "الحديدة، حجة، ريمة، المحويت" تطورات ميدانية، كشفت عن تحركات واسعة على الارض لرجال المقاومة الشعبية، خاصة محافظة الحديدة الساحلية. ويرى الكاتب والمحلل السياسي عمار على أحمد، ان السيطرة على الحديدة تعني فتح الطريق نحو العاصمة. وقال في حديث ل(اليوم): "علينا الآن لا ننسى ان الحديدة كانت أول محافظة توجه لها الحوثي بعد إسقاطه العاصمة صنعاء حتى قبل ان يتجه إلى مدينة ذمار، رغم وجود الحاضن الشعبي فيها، وذلك لأهمية المحافظة كونها تعتبر رئة العاصمة اقتصاديا". وتابع حديثه بالقول: "علينا ان لا نغفل ان جماعة الحوثي عجزت تماما عن ايجاد أي حاضن شعبي او تأييد لها في المحافظة بل وفشلت حتى في تجنيد شبابها ضمن ميليشياتها وهو ما يعني سهولة السيطرة عليها لو امتلكت المقاومة هناك السلاح الكافي لطردتها". مشيراً في سياق حديثه، الى ان السيطرة على الحديدة سيكون لها تأثير كبير على ما يجري في تعز كونها اصبحت طريق الامداد لمليشيات الحوثي وصالح من صنعاء نحو تعز بعد كثرة الكمائن التي تعرضت لها تعزيزاتهم في الطريق المار من ذمار وإب. وأعلنت المقاومة الشعبية في تهامة بداية عملية تطهير "إقليم تهامة" من قبضة ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح، بداتها بسلسلة عمليات ضد المليشيا الحوثية. احدى اقوى تلك العمليات تفجر المواجهات بين عناصر المليشيا الحوثية ورجال المقاومة الشعبية من ابناء قبائل الزرانيق في مدينة "بيت الفقية" مركز قبائل الزرانيق التهامية. وامتدت تلك المعارك لتصل الى مناطق "القوقور ومفرق اللاودية، والعباسي"، لتشن المليشيا الحوثية عقب تلك المواجهات، قصفا هستيريا على قرى الزرانيق بالقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا طوال يومي السبت والاحد، وفق مصدر محلية. وأشارت تلك المصدر ل(اليوم) ان المليشيا الحوثية تكبدت خسائر فادحة في العتاد والارواح، اثناء تلك المواجهات، وتم اعطاب ثلاث سيارات عسكرية تقل مسلحين حوثيين، وافشال محاولات المليشيا لاقتحام بعض قرى القبيلة، لتكون مركز امتداد نحو مناطق اخرى. وكشف المصدر عن اعلان نفير وسط ابناء قبائل الزرانيق التهامية العرقية الممتدة في اقليم تهامة، للقتال ضد الغزو الحوثي لأراضيها، ومحاولتها المليشيا الحوثية افتعال صراع داخلي بين ابناء القبيلة وابناء المناطق الاخرى. وبحسب الكاتب والمحلل السياسي اليمني عمار علي احمد تعد قبيلة الزرانيق من اشرس القبائل اليمنية، واكثرها تمرداً وقوة، ولدى ابنائها مهارة عالية في القفز على الجمال واداء الرقصات القتالية الخطرة، ودخولها في مواجهة مباشرة مع المليشيا الحوثية، قد يقلب الطاولة على جماعة الحوثي ويفقدها سيطرتها على اقليم تهامة كاملاً في غضون ايام. تابع بالقول: "اهمية دخول قبيلة الزرانيق على خط المقاومة فلها بعد تاريخي لا يغفله الحوثي، فهذه القبيلة كانت من أقوى القبائل التي صمدت في وجه أخر أئمة اليمن ودارت فيها معارك لسنوات في ثلاثينات القرن الماضي بل إن الانتصار فيها كانت مكافأته منح حكم اليمن للإمام أحمد من والده، ومن هذا التاريخ مورس القمع والاضطهاد بحق هذه القبيلة واستمر في عهد صالح حتى لا تقوم لها قائمة". مؤكداً ان الزرانيق قبيلة سيأتي منها تحرير كل اقليم تهامة.