باتت معركة تحرير صنعاء وشيكة بعد أن حققت المقاومة الشعبية اليمنية تقدماً نوعياً في محافظات ومدن قريبة من صنعاء، فبعد مواجهات استمرت عدة ايام نجحت المقاومة الشعبية اليمنية بتحرير مديرية عتمة بمحافظة ذمار (100 كم جنوب العاصمة صنعاء) من سيطرة مليشيات الحوثي المسنودة بقوات موالية للمخلوع صالح. وبذلك تصبح مديرية عتمة هي المديرة الأولى في إقليم «آزال» التي يجري تحريرها من قبضة ميليشيات الحوثي وحلفائها. ويضم إقليم «آزال» محافظات: ذمار وصنعاء وعمران وصعدة. وبذلك فإن المقاومة اليمنية أصبحت عملياً تخوض معركة تحرير صنعاء، فيما ميلشيات الحوثي وحلفاؤها تتراجع وتفقد يومياً المزيد من الأراضي. وينظر إلى الإقليم على أنه معقل مهم لتحالف الحوثي-صالح، وحول المتمردون الإقليم إلى مخزون بشري لمد جبهات الميلشيات بالمقاتلين. وتمكنت المقاومة الشعبية اليمنية في غضون شهر تقريباً من تحرير خمس محافظاتجنوبية، وتحرير 90% من محافظة تعز (جنوب غرب). وأربعة مديريات في محافظة مأرب (وسط). وأعلنت المقاومة الشعبية في إقليم آزال انها أحكمت سيطرتها على مديرية عتمة والمواقع والنقاط التي كانت ميليشيات الحوثي تتمركز فيها، وشهدت مديرية عتمة وهي أول محمية طبيعية في اليمن اليومين الماضيين مواجهات عنيفة قبل ان تجبر المقاومة الشعبية بقايا المليشيا الحوثية على الانسحاب من المديرية مخلفة عددًا من القتلى والجرحى وآليات عسكرية. وقال محمود الغابري في حديث ل«اليوم»: إن المواجهات الدامية خلفت 9 قتلى وأكثر من 6 جرحى في صفوف جماعة الحوثي وثلاثة قتلى في صفوف رجال المقاومة الشعبية. وتابع الغابري وهو ناشط اعلامي من أبناء منطقة عتمة: إن المقاومة تمكنت من تطهير قرى عديدة تابعة للمديرية، بعد مواجهات مع ميليشيات الحوثي، أدت إلى مقتل 8 مسلحين حوثيين واصابة ما لا يقل عن 6 آخرين، فيما قتل شاب من رجال المقاومة الشعبية الأحد الماضي، وواصلت المقاومة إحكام سيطرتها على قرى: المهلالة والشقر ويفاعة وجبل سالم وربيعة بني بحر، وقرية رخمة التي دخلتها الميليشيات بشكل مفاجئ قبل طرد تلك المليشيات. وهاجمت المليشيا الحوثية بعض القرى الآمنة في المديرية وفجرت ثلاثة منازل في قرية رخمه بهدف نشر الرعب في صفوف الاهالي الذين اعلنوا تأييدهم للمقاومة الشعبية. وقالت مصادر ميدانية ل(اليوم): إن مدينة ذمار تشهد تحركات وصفت ب«المريبة» للمليشيات الحوثية وانتشارًا في أحياء المدينة المكتظة بالسكان مثل أحياء القاع والصلاحي والحوطة. ويتخذ الحوثيون تحرزات بعد ورود أنباء تفيد أن قبائل داعمة للمقاومة الشعبية في ضواحي مدنية ذمار تتهيأ للانقضاض على بقايا المليشيا الحوثية في المدينة. قصف مخازن أسلحة في الحديدة وفي الحديدة قصفت طائرات التحالف العربي أمس الاثنين مستودعات تخزين أسلحة تابعة للحوثي في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون واتخذوه مركزًا للتسلط على اليمنيين وأجبروا سفن إغاثة على الرسو في هذا الميناء ونهب شحناتها. وفي محاولة للتضليل يخزن الحوثيون أسلحتهم ومدافعهم المضادة للطائرات في منازل ومؤسسات مدنية. وشن التحالف العربي أمس غارات على مخازن «المؤسسة الاقتصادية» في الحديدة ومبنى «بيت الشباب»، وهي مؤسسات مدنية اتخذت مخازن للتسليح ومراكز قيادة عسكرية. ويشكو مواطنون في صنعاء وفي مدن أخرى احتلها الحوثيون أنهم ينشرون أسلحتهم في الأحياء المدنية وأحيانًا في المساجد. وأشار سكان في الحديدة إلى أن دوي انفجارات عنيفة هزت المكان كما ارتفعت أعمدة الدخان بكثافة. وكانت غارات عنيفة شنتها مقاتلات التحالف يوم الأحد، استهدفت مبنى ومستودعات المؤسسة الاقتصادية، ونادي ضباط الشرطة، ومعسكر الدفاع الجوي الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. وفي محافظة إب وسط اليمن قصفت مقاتلات التحالف مواقع عسكرية. ابتهاج في تعز ويوم أمس الأول احتشد آلاف اليمنيين من أبناء محافظة تعز ثالث كبرى مدن اليمن في شوارع المدينة للتعبير عن فرحتهم بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش الوطني الموالية للشرعية والمقاومة الشعبية ضد مليشيا الحوثي وصالح. وشهد شارعي جمال عبدالناصر و26 سبتمبر توافد آلاف من المواطنين الذين قدموا لتحية أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وارتفعت الاعلام وصدحت الأغاني الوطنية ابتهاجًا بتطهير غالبية احياء تعز. وكانت المقاومة الشعبية قد تمكنت يوم الأحد من استعادت قلعة القاهرة التاريخية ومقر جهاز الأمن السياسي وقمة العروس الاستراتيجية في جبل صبر. وتوافد العشرات من سكان تعز الى قلعة القاهرة لالتقاط صور تذكارية بعد تحريرها. معارك في الجبهة أدت المعارك العنيفة التي تواصلت أمس الاثنين بين قوات المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين في تعز جنوب غرب اليمن الى سقوط اكثر من 80 قتيلًا خلال الساعات ال24 الاخيرة على ما افادت مصادر عسكرية. واوضحت المصادر انه عثر بين الانقاض في مناطق المعارك في تعز على جثث 50 متمردًا فيما فقدت المقاومة 31 جنديًا. وكانت القوات الموالية لهادي وبدعم جوي وبري من قوات التحالف الذي تقوده السعودية، نجحت في طرد الحوثيين من جميع المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في جنوب اليمن. وانسحب الحوثيون أولًا من عدن ثاني أكبر مدن البلاد، وكذلك من محافظات لحج والضالع وابين وشبوة. ولم يدخل الحوثيون قط محافظتي حضرموت والمهرة في شرق البلاد، وهما أيضًا جزء من اليمن الجنوبي السابق. وأسفرت معارك المقاومة الشعبية في تعز في اليومين الأخيرين عن مقتل ما لا يقل عن 160 مسلحًا من الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري و53 من المقاتلين الموالين للحكومة المعترف بها دوليًا، طبقًا لتصريحات أدلت بها مصادر الهلال الأحمر اليمني وأوردها موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أمس. وعلى الأرجح أن هذه الأرقام متضمنة القتلى الذين سقطوا يوم أمس الاثنين في جبهات تعز. وأشارت المصادر إلى أن استسلام العشرات من المقاتلين الحوثيين الذين حوصروا لساعات في موقع العروس وحي القصر الجمهوري أدى لخفض أعداد الضحايا.