عندما كان طارق يلعب اون لاين عبر جهازه المفضل «playstation 4» محاولا تكوين صداقات باستخدام المايكروفون، فوجئ بإلغاء طلب اللعب من الآخرين مباشرة عندما يبدأ بالتحدث نتيجة لاضطرابات النطق الموجودة لديه. سأله أحدهم «ليش ما تعرف تتكلم؟ أنت هندي ؟» وأجابه «لا أنا تعودي (سعودي)». رفض الآخرين التحدث وتكوين صداقات معه كان له من الأثر البالغ على نفسيته مما دفعه الى الاستعانة بأشخاص آخرين ليقوموا بالتحدث نيابة عنه، اضافة الى التساؤلات التي أصبحت تتردد على ذهنه وأبرزها: ليش ما أعرف أتكلم؟. يصعب على الوالدين ايجاد رد مناسب يقنع طفلهم ذا الاعاقة، وفي هذا المقال سأتناول خطوتين لمساعدة الاشخاص ذوي الاعاقة على فهم اعاقتهم، أولها: تكوين حلقة نقاش حول الاعاقة التي يعاني منها الطفل مع عدد من أقرانه والمعلمين والوالدين. تلك الفكرة جيدة للمساهمة في توضيح ماهية الاعاقة التي يعاني منها الطفل ومساعدته على تقبلها والتعامل معها، خاصة فيما لو تواجدت شخصية ناجحة في التكيف مع الاعاقة. يمكن استخدام مدرسة شرشل في نيويورك لذوي صعوبات التعلم كنموذج ناجح في هذا السياق، حيث قامت تلك المدرسة باعتماد مؤتمر سنوي يسمى "مؤتمر إزالة الغموض" والذي يهدف لتوعية الطلاب ذوي صعوبات التعلم حول صعوبات التعلم،و التحديات التي قد يواجهونها ونقاط القوة التي سيكتسبونها نتيجة تلك التحديات. فهم ذوي الاعاقة لإعاقتهم يساعدهم على اداء افضل في المهارات الاكاديمية والحياتية مع مستوى عال من التكيف والثقة بالنفس، مع اكسابهم القدرة على الدفاع عن النفس وذلك امر مهم، لأنه يعتبر بمثابة الخط الاحمر الذي يجنب الاخرين توجيه التهم إليهم. الخطوة الثانية: هي مساعدتهم على فهم ضرورة استخدام التقنيات المساعدة التي تقوي نقاط الضعف وتدعم نقاط القوة. كضرورة كاستخدام "السماعة الطبية" لضعاف السمع. يصعب على بعض الآباء تبسيط تلك المعلومات لأطفالهم. لعل توضيح مفهوم الاختلاف أو سمات التميز بين كل شخص وآخر ويحتاجونها للتعايش بشكل افضل هي طريقة فعالة. على سبيل المثال يمكن الاستدلال باستخدام فلان للنظارة للرؤية بشكل افضل، واحتياج آخر لمكان هادئ للمذاكرة وأن كل شخص لديه احتياج وهذا امر مقبول. اقناع الطفل وايصال ذلك قد يستغرق وقتا طويلا ويحتاج الى التكرار حتى تصله الفكرة مكتملة. اعاقته جزء من هويته، فهم ذلك سيساعده على معرفة من هو، وما هي احتياجاته، وكيف يتعامل معها.