ضمن جهود مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدولية في مجال التخطيط اللغوي ودراسة حال اللغة العربية في دول العالم الناطقة بغير العربية ضمن مشروع المركز "اللغة العربية في البلاد غير العربية" أصدر المركز كتاب: اللغة العربية في إسبانيا بمشاركة مجموعة من الخبراء والمتخصصين الإسبان المهتمين باللغة العربية. وصرح الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي أن المركز أصدر عددا من الإصدارات المتنوعة، التي أسهمت في إثراء المكتبة العربية المتخصصة في مختلف المجالات، ومن هذه الإصدارات الكتب التي يصدرها المركز لدراسة وضع اللغة العربية في دول العالم الناطقة بغيرها ضمن مشروعه (اللغة العربية في البلاد غير العربية) أو مشروعات النشر الأخرى، حيث أصدر كتبا عن اللغة العربية في الهند والصين وإندونيسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأصدر مؤخرا كتاب (اللغة العربية في إسبانيا). وأضاف: في إسبانيا إرث عربي عظيم لا يمكن أن يختفي، فلقد ظلت شواهده حاضرةً في الإرث العمراني، وفي التراث المعرفي، بل في اللغة الإسبانية والتواصل الثقافي، وإن مما يدعو إلى الاعتزاز ما رآه المركز في إسبانيا من اهتمام مشكور باللغة العربية وتاريخها، وتخصص جمع من الأساتذة المتعمقين فيها، واهتمام عدد من الكليات ومراكز البحث بها، وهو ما دعا المركز إلى أن يكلف محرر الكتاب (د.ماء العينين العتيق) بالتواصل مع المؤلفين الإسبان، واستكتابهم لهذا الكتاب الذي يسعى إلى الكشف عن اللغة العربية في إسبانيا، تاريخها وواقعها، راغبين في التعريف بهذه الصلة الثقافية، وساعين إلى أن يكون هذا العمل مفتاحا لأعمال أخرى ينهض بها المركز أو ينبّه عليها. وتولى تحرير الكتاب والمشاركة فيه: د.ماء العينين العتيق، ود.إغناثيو كوتيرّث دي تران كومث بنيتا، ود.إغناثيو فيراندو فروتوس، ود.نيقولاس روزير نبوت، ود.باربارا بولويكس غالاردو. وجاء هذا الكتاب الذي يتكون من 136 صفحة لدراسة واقع اللغة العربية في إسبانيا متضمنا عددا من العناصر منها: تاريخ اللغة العربية في إسبانيا، ونسبة الألفاظ العربية في اللغة الإسبانية حسب مجالات توزعها، بين علوم النبات والفلك والفيزياء والحيوان، والرياضيات والطقس والمعادن والكيمياء والطبّ، والحضارة العربية باعتبارها مكوِّنا ثقافيّا للهويّة الإسبانية، وتطور الخط العربي في التاريخ الإسباني، والكتابات العربية في الآثار الإسبانية، وأصنافُ الكتابات من الآيات القرآنية الكريمة إلى الأدعية والأشعار والحِكم والأمثال، وأسماء السلاطين وتواريخ تشييد المباني، ولمحة عن المصاحف الكريمة في إسبانيا، وتعليم اللغة العربية في الجامعات والمعاهد الإسبانية، والتداخل بين اللغتين العربية والإسبانية حسب مناطق إسبانيا، ومستويات التداخل بين العربية والإسبانية، وظاهرة الاستعراب الإسباني -باعتبار الاستعراب مباينا للاستشراق- مدخلا لفهم المجتمعات العربية وثقافتها، والمراكز والمؤسسات وهيئات البحث المعنية بالدراسات العربية في إسبانيا.