اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت ان "كل ممارسات "حزب الله" اثبتت انها ضد مفهوم الدولة"، معتبراً ان كلام الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله عن الدولة والشراكة الحقيقية "يتناقض مع أفعاله"، موضحاً ان "أولويات الحزب استراتيجية وكبيرة تتجاوز في الكثير منطق الدولة في لبنان". ولفت في حوار خص به "اليوم" الى أن الحزب في "الأمور المصيرية والأساسية لا يملك قراره والقرار إيراني وهو مضطر للسير فيه"، مشدداً على ان "المصلحة الايرانية تأتي قبل كل شيء". وقال: "لا يمكن أن يكون هنالك دولة فاعلة في لبنان في ظل وجود ميليشيا ووجود دويلة ل"حزب الله"، مؤكداً ان "وجود السلاح هو تناقض كبير مع وجود الدولة اللبنانية وهو منافٍ للشراكة في البلد ولاتفاق الطائف وللدستور". وبشأن الملف الرئاسي، رأى فتفت أن مشكلة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون تكمن في "تحالفه مع "حزب الله" المتحالف مع إيران"، موضحاً انه "يجب على الجنرال عون ان يدرك انه فشل في ان يكون رئيساً توفيقياً وهو لا يريد ان يكون رئيساً توافقياً فيما الجميع اليوم يبحث عن رئيس توافقي"، مؤكداً ان "هنالك قرارا لدى "حزب الله" بناء على قرار ايراني بان يعطل انتخابات الرئاسة حتى تأتي المصالح الاستراتيجية الإيرانية". وحول تهديد عون بتحريك الشارع، أشار فتفت الى ان "عون يخوض معركتين متوازيتين هي معركته الشخصية ومعركة عائلته من جهة ومعركة "حزب الله" ونسي مصالح المسيحيين ومصلحة لبنان وبالتالي ردة الفعل الشعبية كانت ضعيفة حتى الآن". وهنا نص الحوار: نصر الله والشراكة لقد تقاطع كلام نصر الله الأخير حول الدولة والشراكة الحقيقية مع مبادئ قوى 14 آذار فيما خص "العبور الى الدولة"، فهل هذا التبدل في مواقف "حزب الله" هو تهيئة لبيئته نحو مرحلة سياسية جديدة تتزامن وتترافق مع المرحلة التي تلت الاتفاق النووي؟ في هذا السؤال الكثير من حسن الظن، لكن للأسف فلقد اثبتت كل ممارسات "حزب الله" وحتى طريقة اصراره على بعض الأمور وتدخله في سوريا وتعطيله المجلس النيابي في ما خص انتخابات رئاسة الجمهورية وتعطيل المؤسسات انه ضد مفهوم الدولة كلياً وبالتالي فإن ما يقوله حسن نصر الله هو نتيجة احساسه بأن الوضع الأمني لم يعد يحتمل وان التعطيل الذي مارسوه عملياً منذ العام 2006 (أي عندما عطلوا المجلس النيابي لسنة ونصف) أنتج انهيارا تدريجيا في الدولة اللبنانية ويدفع ثمنه الجميع بما فيه بيئة "حزب الله"، لهذا اتساءل هل هذا الكلام مؤشر لتغيير السياسة نأمل ذلك، لكن للأسف اعتقد ان "حزب الله" في ما خص الأمور المصيرية والأساسية لا يملك قراره والقرار إيراني، وعندما يتخلص نهائياً من هذا القرار يكون هنالك امكانية لان يكون اعلاء الشأن اللبناني في مفهومه وان يكون هناك مفهوم الدولة أفضل الا انه حتى اللحظة ما زال الحزب يعتبر ان المصلحة الايرانية تأتي قبل كل شيء. ما مدى ارتباط كلام نصر الله الأخير بالواقع، أم أن الأقوال تتناقض كلياً مع الأفعال، في ظل مصادرة "حزب الله" للقرار الاستراتيجي للدولة ليشمل الحدود مع سوريا في موازاة الحدود مع إسرائيل؟ لدى "حزب الله" أولويات إستراتيجية كبيرة تتجازو في الكثير منطق الدولة في لبنان الا ان شعار قوى 14 اذار هو لبنان اولاً قبل ان تكون الدولة التي هي مدخل للبنان اولاً، اي المصالح اللبنانية ومصالح الشعب اللبناني اولاً اي ان يكون القرار لبنانيا. لدى "حزب الله" قرار اقليمي واضح وارتباطات والتزامات اقليمية واضحة ولديه تعاطٍ تعطيلي دائم في الداخل منذ العام 2006 أي منذ ان قرر تحويل المقاومة الى ميليشيا من ثم الى طرف في صراع الحرس الثوري في المنطقة دفاعاً عن المصالح الايرانية، وبالتالي هناك نوع من الانفصام الكامل في الشخصية بين ما يقوله حسن نصر الله وبين ما يمارسه حتى الآن، انما اتساءل هل تستطيع البيئة الحاضنة للحزب ان تستمر في هذه المواجهة بعد ان تجاوز عدد قتلاه في سوريا الالف وبعد ان يتّم الكثير من اللبنانيين نتيجة لسياسته الخرقاء في سوريا لناحية المصالح اللبنانية لانها ليست سياسة خرقاء لجهة مصالح السياسة الايرانية. انا ما زلت ارى ان استمرار "حزب الله" كحزب مسلح يتناقض تناقضا كلياً وسنستمر نحن في هذه الرؤية لاننا مع منطق الدولة في لبنان فلا يمكن ان يكون هنالك دولة فاعلة في لبنان في ظل وجود ميليشيا ووجود دويلة ل"حزب الله". عن أيّ شراكة يتحدث نصر الله عندما يتفرّد حزبه في قرار الحرب ويتمسّك بسلاحه في موازاة السلاح الشرعي؟ هنالك تناقض كبير بين أفعال "حزب الله" وأقواله، فوجود السلاح هو تناقض كبير مع وجود الدولة اللبنانية وهو منافٍ للشراكة في البلد ولاتفاق الطائف وللدستور الذي يقول ان سيادة الدولة يجب ان تكون معممة على جميع الاراضي اللبنانية وان لا سلاح سوى سلاح الدولة اللبنانية وهي الوحيدة المسؤولة عن استعمال العنف، فيما قرر نصر الله في العام 2008 استعمال السلاح للدفاع عن السلاح وهذه أبغض الصور لناحية الاستكبار والاستعلاء على الآخرين فحتى هذه اللحظة لا نجد أي انسجام بين هذا الكلام ومضمونه وحقيقة بما يفعله الحزب فهل هذه مقدمة لشيء دائماً نتأمل والسياسة دائماً متفائلة. "المستقبل" عون اما بشأن الحوار، فلقد دعا نصر الله تيار "المستقبل" إلى النزول من برجه العاجي والانفتاح على الحوار مع الجنرال ميشال عون، ماذا اراد نصر الله من هذه الدعوة وما الفائدة منها؟ اراد نصر الله ان يوجه الانظار الى مكان آخر فهو لا يريد ان يعترف ان هنالك مشكلة مرتبطة بالسلاح وان المشكلة الأساسية ليست معه وان المشكلة مع الجنرال عون ليست مشكلة مع التيار "الوطني الحر" وليست مشكلة بالتأكيد مع المسيحيين، وليست مع التيار كتيار سياسي انما المشكلة هي مع الخط السياسي الذي يلتزم به الجنرال عون، أي التحالف مع "حزب الله" اي المشكلة مع الحزب وايران وليست مع عون. ما اراد ان يفعله نصر الله هو ان يقول ان المشكلة هذا يسيء الى منطق الشراكة التي يتحدث عنها ان هنالك مشكلة سنية مسيحية يجب معالجتها، انما الصحيح ان هنالك مشكلة لبنانية مع حزب الله وليست مشكلة مذهبية او طائفية وهذه الطريقة لتحديد وجهات النظر، فتيار "المستقبل" ليست في عليائه ولا يملك ملكية العلياء ولا يملك السلاح للاستعلاء على الآخرين بالعكس هو دائماً منفتح للحوار والدليل على ذلك انه يتحاور مع "حزب الله"، ونحن على اتم الاستعداد لمحاورة الجنرال عون ولكن المفهوم لدى الحزب ان الحوار يعني الاستسلام لمنطقه وهذا أمر غير وارد على الاطلاق، لذلك نحن سبق واعلنا حتى في حوارنا مع "حزب الله" ان هنالك امورا اساسية لن نتحاور بها لان القرار ليس بيده، فلم نتحاور حول السلاح وتدخله في سوريا وحول تحالفه مع ايران وموضوع المحكمة الدولية، فهذه النقاط ليست بيده بل بيد القوى الخارجية بينما نتحاور ونجحنا في تخفيف الاحتقان السني الشيعي وكنا نتأمل ان نتحاور حول رئاسة الجمهورية ولكن من الواضح ان "حزب الله" يضع حواجز امام هذا الموضوع. خسارة عون للرئاسة في الشأن الرئاسي، هل خطاب نصر الله كرس خسارة عون لرئاسة الجمهورية بعد خسارته معركة قيادة الجيش؟ الموضوع ليس خسارة ولا انكسارا، فلقد حاول الجنرال عون و"حزب الله "ان يوحوا ان ما جرى هو خسارة وانكسار فانا لا ارى الامور كذلك، لأن الخسائر التي جلبت الى التيار "الوطني الحر" ومن تخلى عن الجنرال عون ومن ادى به الى هذه الخسائر هي سياسة "حزب الله" التي استعملت الجنرال عون وهي لا تستطيع ان تعطيه اي شيء، فعلى سبيل المثال وعد الجنرال عون المسيحيين باسترداد موقع مدير عام الامن العام الا انه لم يف بوعده ولا يزال لدى الطائفة الشيعية، وسبق ان وعدهم بعدم التمديد للمجلس النيابي فكان اول المصوتين للتمديد هو "حزب الله" في اول مرة وثاني مرة والآن بالتمديد لقائد الجيش، لانه لو اعترض الحزب لما كان هذا التمديد والجميع يعلم ذلك وبالتالي الجنرال عون يجب ان يبحث بالحقيقة عمن سبب المشكلة أي حلفائه وتحديداً "حزب الله". برأيك، هل تجاوز لبنان نسبياً مرحلة العونية الرئاسية كما سبق واعلن نصر الله؟ يتلاعب نصر الله دائماً على الكلمات ويمكن ان نسمع غداً خطاباً مختلفاً منه، انما يجب على الجنرال ان يدرك انه فشل ان يكون رئيساً توفيقياً وهو لا يريد ان يكون رئيساً توافقياً فيما الجميع اليوم يبحث عن رئيس توافقي لهذا على الجنرال عون ان يدرك هذا الموضوع. لذا، اعلم انه في الحوار الجاري بين الجنرال عون وبين الدكتور سمير جعجع سبق وقال جعجع لعون فيما يعني ان لا مكان لسمير جعجع ولا لميشال عون في الرئاسة في هذه المرحلة، وعليهم ان يتفقوا على مرشح ولم يفعل الجنرال عون لانه لا يريد بالاضافة الى وجود قرار لدى "حزب الله" بناء على قرار ايراني بان يعطل انتخابات الرئاسة حتى تأتي المصالح الاستراتيجية الايرانية، وعندما يرى الايراني ان مصلحته تنسجم وانتخاب رئيس جمهورية سيحصل ذلك خلال ساعات. فشل عون بعد فشل العماد عون في حشد التسونامي الشعبي ووسط التبدل الواضح في خيارات "حزب الله" الرئاسية، الى ماذا سيلجأ الجنرال وما هو المتوقع؟ الجنرال عون يهدد دائماً بتسونامي شعبي الا انه عندما نستطلع آراء الناس نعلم ان الكثيرين ادركوا ان الجنرال عون يخوض معركتين متوازيتين هي معركته الشخصية ومعركة عائلته من جهة ومعركة "حزب الله" ونسي مصالح المسيحيين ومصلحة لبنان وبالتالي ردة الفعل الشعبية كانت ضعيفة حتى الآن، قد يستطيع الجنرال بتصعيد خطابه الطائفي احياناً وتصعيد خطابه المطلبي وقد يستطيع زيادة الحشد الا انه ما حشده حتى الآن دليل على وعي الشعب اللبناني بانه لم يعد ينجر الى الخطاب الشعبوي. مصير الحكومة أما فيما خص الحكومة، فهل انتهت التسوية التي أتت بحكومة الرئيس تمام سلام وما احتمالات مصير الحكومة؟ الحكومة مستمرة على الاقل لانه لا يمكن اسقاطها ولا بديل عنها فلا يوجد رئيس للجمهورية وبتسمية رئيس حكومة وبالتالي لا يمكن إسقاطها ف"حزب الله" بعث برسالة واضحة من خلال نصر الله ألا مجال لاسقاط الحكومة وبالتالي هي مستمرة وباعتقادي أن هنالك توجها سياسيا أكثر فأكثر لتجاوز العقد والتعطيل.