يبدو أن شركة بيكسار للرسوم المتحركة التي صنعت طفرة في هذا المجال منذ العام 1979، تود العودة إلى قواعدها التي صنعت منها أقوى منافس لشركة والت ديزني، بفيلم جديد يعتقد الكثيرون أنه سيكون أفضل إنتاج رسوم متحركة عرفته هوليوود خلال السنوات الأخيرة. ويعرض فيلم (من الداخل إلى الخارج) جماهيرياً تسبقه إشادة كبيرة حصل عليها الفيلم بعد مروره بالنسخة الأخيرة من مهرجان «كان» السينمائي، ويتناول ما يحدث في عقل صبية صغيرة على أعتاب المراهقة. وكما يقول صناع الفيلم : "استغرق مشروع الفيلم فترة طويلة في مطبخ بيكسار، حتى قبل أن تستحوذ ديزني على استديوهات الشركة في 2006". ويعتبر بيت دوكتر هو صاحب الفكرة، وهو بالمناسبة مبدع أفلام تعتبر علامات في عالم الرسوم المتحركة مثل (شركة المرعبين المتحدة) و(إلى أعلى) التي حققت نجاحات كبيرة في العقد الأخير. وبهذا الإنتاج الجديد تود بيكسار أن تقول لجمهورها ولكل هوليوود : إنها لا تزال تحتفظ بقدرتها وطاقتها على الخيال والإبداع كما هي. وحصل فيلم (من الداخل إلى الخارج) بعد عرضه في مهرجان كان، كما لو أن بيكسار نجحت مرة أخرى في استعادة سحرها المفقود وروعة الإبداع الذي ميز أعمالها، لدرجة أن النقاد يتحدثون عن عمل فريد يضاهي الأعمال الكلاسيكية. بل ويعتبرون هذه التحفة الفنية أفضل ما أبدعته استديوهات بيكسار على الإطلاق، نظراً لأن الفيلم أكثر تعقيداً من أعمال مثل (سيارات) و(الخارقون). وكما أشارات التوقعات فإن فيلم (من الداخل إلى الخارج) نجح في تحقيق إيرادات عالمية بلغت 635 مليون دولار ليصبح ثامن فيلم على التوالي لشركة بيكسار التابعة لوالت ديزني، يتخطى حاجز ال «500» مليون دولار. ويتوغل فيلم (من الداخل إلى الخارج) في عقول البشر المحيطين بالفتاة المراهقة رايلي أندرسن، التي تمر بمرحلة بالغة التعقيد، خاصة بعد اضطرارها للانتقال من ولاية مينيسوتا إلى سان فرانسيسكو. حيث اضطرت أسرتها للقيام بذلك بسبب ظروف وظيفة الوالد الجديدة، ما يتسبب في تعرض عقلها لعاصفة من المشاعر المتضاربة، نجح دوكتر في نقلها إلى الشاشة ببراعة فائقة وتوظيف رائع لجرعة الخيال. وبمطلق الحرية تتوغل رايلي في عقول كل المحيطين بها من خلال تقنية في عقلها أشبه باستوديو تحليلي داخل تليفزيون أطلق عليها في الفيلم (المكتب الرئيس) جميع الشخصيات التي تقوم بالتحليل به عبارة عن مجموعة من المشاعر مثل (السعادة، الخوف، الغضب، الحزن، الاشمئزاز). وتتفاعل هذه الشخوص في مدينة تحاكي بالفعل مدينة سان فرانسيسكو، بينما يجسد الأداء الصوتي للشخصيات نجوم كوميديا مثل آمي بوهلر في دور (السعادة) أو النجمة فيليز سميث في دور (الحزن). بدأت عملية إنتاج الفيلم عام 2011 بمسودة مشروع العمل الأولى، ومنذ البداية حرص دوكتر على التأكيد للجميع أن هذا المشروع ربما سيكون أعقد عمل شارك فيه على الإطلاق. "اكتسبت الشخصيات هذه الجرعة الفائقة من الطاقة الخلاقة، لأننا حرصنا على أن نكشف للمشاهد كيف يكون ممكنا رؤية تجسد المشاعر، لهذا صنعناها من جزيئات قابلة للحركة، وبدلا من الشخصيات التقليدية من جلد وعظم، صنعنا مجموعة جزيئات من الطاقة"، يؤكد دوكتر. ويؤكد دوكتر أيضاً أن التحديات منذ البداية كانت ضخمة للغاية، ليس فقط بسبب صعوبة التنسيق بين كل هذه المشاعر المختلفة داخل عقل الطفلة، ولكن بسبب رسم صورة شخصية الطفلة نفسها، وصولاً إلى رسم صور عقليات ومشاعر والديها، دائمي الشجار لكي يتمكنا من مساعدة ابنتهما على تجاوز هذه المرحلة العمرية العصيبة بنجاح. تمكن فريق عمل بيكسار في النهاية من إنجاز المشروع وخرجت النتيجة مذهلة، ما يزيد فرص الفيلم ليس فقط في تحقيق إيرادات خيالية، بل المنافسة في الأوسكار، وفي فئة أكبر من الرسوم المتحركة. بوستر الفيلم