الحمد لله رب العالمين الذي جعل المملكة العربية السعودية بلد الأمن والأمان الذي يتمتع به كل مواطن ومقيم، ونحن نشكر الباري عز وجل أن منحنا الخيرات الوفيرة التي ينعم بها جميع أبناء الشعب السعودي الكريم سواء بتوفر الخدمات أو بقيام المشاريع التنموية في كافة المناطق أو بوجود المورد المادي لأفراد الشعب من خلال الوظائف أو أعمال القطاع الخاص المختلفة التي يقوم بها المواطنون. إن التوجه للانخراط في أعمال القطاع الخاص خصوصاً للمشاريع الصغيرة أمر إيجابي ونافع جداً لشباب الوطن (ذكورا وإناثا) سواء كان العمل أو المشروع في القطاع الخدمي أو التجاري أو الصناعي وغيرها، لأن هذه الأعمال تشكل النسبة الأكبر من الاقتصاد في الدول المتقدمة مما يتطلب توجه أبناء المملكة العربية السعودية الكرام بصورة أكبر إلى هذا الجزء من قطاع الأعمال الا وهو المشاريع الصغيرة، ولا شك أن هناك مخاطرة للقيام بهذا النوع من العمل ولكن فرص النجاح كذلك موجودة للشخص المجد والمبادر، خصوصاً مع وجود صناديق الإقراض التي وفرتها الدولة مشكورة لدعم المبادرات والمشاريع الصغيرة، والتي حقق العديد منها نجاحات متميزة سواء التي قام بها الأبناء أو البنات في مختلف المناطق، والتي بدأت أساساً بفكرة بسيطة وذكية ثم طبقت بصورة أولية وبسيطة، وبعد ذلك تطورت إلى أن أصبحت مشروعا قائما بذاته يحقق فائدة للمجتمع ودخلا ماديا جيدا لصاحب المشروع. لذلك فإن المطلوب من الشباب هو البحث عن الفرص ودراسة الحاجة في السوق أو ما يطلبه الناس من خدمات ثم يبادرون بتأسيس مشاريع أو أعمال بسيطة لسد هذه الحاجة أو تقديم الخدمة المطلوبة مع الاهتمام بالصبر والعمل الجاد لتحقيق النجاح الذي سيكون حليفهم بإذن الله. إن شريحة الأعمال بالمشاريع الصغيرة لأبناء الوطن تحتاج إلى اهتمام وتشجيع أكثر من قبل الدولة عن طريق وضع جهة محددة تتولى هذا الأمر، بدلاً من تشتت الجهود على جهات حكومية وشبه حكومية مختلفة تتولى تمويل المشاريع الصغيرة، وبحيث تكون هذه الجهة التي تتولى الأمر منتشرة في كافة محافظات المملكة وذات منهجية عمل سهلة ومبسطة تتحمل من خلالها مخاطرة الخسارة، بالإضافة إلى المرونة بالعمل والدعم الإداري المستمر لأبنائنا لكي يتشجعوا إلى التقدم والمبادرة للدخول في المشاريع الصغيرة التي سيكون لها مردود كبير جداً على الاقتصاد الوطني ... وإلى الأمام يا بلادي.