برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة يقوم مجمع الشارقة للآداب والفنون في سياق تنظيم تظاهرة صيف الفنون في دورتها السادسة بتعزيز حالة العمل التشاركي التي ترسخها المؤسسات الحكومية والأهلية بإمارة الشارقة، وهذا التعاون كان له الأثر الكبير في تفعيل الأفكار التي تربط الفن بالبيئة، وبالتالي التناول الخلاق لموضوعة هذه الدورة من صيف الفنون «إعادة التدوير» والتي يتناغم فيها العمل الجماعي بدوافع الحفاظ على البيئة والشغف بالفن ليكون السبيل لحماية البيئة. هذا وتشارك 10مؤسسات متعاونة مع المجمع في تنظيم الفعاليات، وبلغ عدد الفعاليات إجمالًا 260 فعالية، وتم التعاون مع هذا المؤسسات في 70 فعالية منها، ومن هذه المؤسسات: إدارة متاحف الشارقة، ومركز مرايا للفنون، ومؤسسة فن، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، واتحاد المصورين العرب، وجمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة، وجمعية الإمارات للتصوير الضوئي. وكل منها يقدم الأفكار النيرة والدعم المجدي من خلال تنظيم فعاليات لها وقعها وأثرها الإيجابي على أبناء الشارقة جيل المستقبل. هذا وأكد سعادة هشام المظلوم على أهمية هذا العمل التشاركي المؤسسي مؤكدًا على دور الفنون البصرية في تشكيل الوعي لدى المجتمعات، وعمليًا فإن الورش وعروض الأفلام والمعارض وغيرها من الفعاليات تحمل في محتواها عوامل النشر المعرفي عبر الفن وارتقاء الذائقة الجمالية. وقد نظم المجلس الأعلى لشؤون الأسرة عرض فيلم وثائقي تخصصي في الفنون البصرية، وأما إدارة متاحف الشارقة فنظم فيها كل من متحفي الشارقة للخط والشارقة للحضارة الإسلامية مخيمات صيفية يتخللها ورش فنية تشاركية، هذا وأقامت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية جلسات حوارية تمت فيها مناقشة القضايا التشكيلية الراهنة، وأبرزها النهوض بالفنون البصرية المحلية ودعم الفنان وإشكاليات التسويق وتداول الأعمال الفنية والانفتاح على النشاط التشكيلي العالمي، كذلك أقام اتحاد المصورين العرب معرض رؤى إسلامية إضافة لورشات التصوير التي جذبت العديد من المشاركين، وفي هذا الإطار أقامت أيضًا جمعية الإمارات للتصوير الضوئي ورشات مهمة فضلًا عن المعرض الفني والمحاضرات التي تم فيها الشرح المستفيض لكثير من مسائل التصوير الضوئي. ووقفة عند معرض رؤى إسلامية الذي نظمه مركز الذيد للفنون بالتعاون مع اتحاد المصورين العرب، وهو لأربعة من الفنانين الضوئيين هم يوسف الزعابي، وأبوبكر الاحمر، وحسين البحراني، ووسيم خير بك نجده يلقي الضوء على ملامح من العمارة الإسلامية في إمارة الشارقة، ونجد في العرض هواجس المصور لالتقاط تفاصيل بصرية أبدعها المعمار العربي في الشارقة خلا لقرون طويلة، لتختزل هذه الكوادر من اللوحات المؤثرة تاريخًا من التراكم الثري للمنجز الثقافي الحضاري المحلي الذي يعكس حال المدنية والريف لهذه المنطقة الغنية بتراثها وجمالياتها.