«تعلمنا في العلوم أن كوكب المشتري بعيد عن كوكب الأرض، ولكن عندما كبرنا أيقنا تماما أن الأرض بعيدة جدا جدا عن المشتري (المواطن)». واستطرد ممتعضاً بقوله «أُريد منزلا (مُلكا) فقط أضمنه لأولادي قبل مماتي متنازلا عن أي خدمات إضافية من مساحة فناء أو مسبح أو حتى موقف سيارة».. هذا ما علق عليه زميلي ابراهيم اثناء مداخلته حول نسبة ال 30% المقدمة المفروضة على الراغب في شراء المنزل.. ويؤيده في ذلك زميلنا ماجد بقوله: (خلها على ربك يا رجال الحال من بعضه)، وعبدالعزيز الذي أعلن تضامنه اللامحدود مع ابراهيم وماجد معلقا على وزارة الإسكان بقوله «نسمع جعجعة ولا نرى طحنا!». الا ان الزميل خالد كانت مداخلته نتيجة تجربة قائلا انه احد ضحايا بعض الكتاب الاقتصاديين المبشرين بانهيار العقار إلا أنه تدارك نفسه بالشراء منذ عامين ووجه نصيحته بقوله (اختر لنفسك حياتك ولا تتبع احدا) كان هذا حوار مع مجموعة من الزملاء؛ شدني لطرح مثل هذه التساؤلات: هل المشكلة من العقاريين، أم من وزارة الإسكان، أم من عدم قيام المؤسسات المالية بدورها في (القروض العقارية) كما يجب، أم من انعدام ثقافة الادخار لدينا كمواطنين؟ حسب التقارير الاقتصادية إن مجمل القروض «الاستهلاكية» بالمملكة حتى نهاية الربع الثاني من 2015 بلغت 313,74 بليون ريال وقروض بطاقات الائتمان بلغت 8,51 بليون ريال. أما القروض «العقارية» فبلغت للأفراد 98,13 بليون ريال، وللشركات بلغت 72,89 بليون ريال أي بمجموع بلغ 171,11 بليون ريال، وإذا فهمنا ان وزارة الاسكان لا تمتلك مصباح علاء الدين لتوفر منزلا لكل مواطن لأن عملها الأساسي يقوم على توفير مسكن لذوي الدخل المحدود الذين يعتبرون أولوية في حاجتهم للسكن، لذا يجب أن لا نُعلق آمالا كبيرة على وزارة الإسكان بل يجب أن ننظر للأمر بواقعية أكبر ونضع الصورة في إطارها المناسب لأن الخلل لا يكمن في مواطن عاجز عن توفير 30% من قيمة منزل يحلم به بل الخلل يظهر جلياً في العقبات التي تحول بين المرء وحلمه وتجعل هذا الحلم يتلاشى كل عام ويبعد عن ملمس يده لذا نحتاج الى وقفة وإعادة دراسة لكل القرارات المعيقة، ونسعى للبحث عن مخارج مناسبة وقانونية. أعتقد أن ضعف القروض العقارية يؤثر سلباً على البنوك التي وضعت النسبة المقدمة (30%) لحمايتها أولا فالمواطن العادي أصبح يقترض قروضا استهلاكية وأغلب هذه القروض تصرف خارج المملكة، ثقافة الادخار يمكن أن تعلم للمواطن الذي يستطيع ادخار جزء من دخله؛ لكن لا يمكن تعليم الادخار لمن لا يملك دخلا مناسبا اصلا.. ونستمر ندور في نفس الحلقة المفرغة التي لا تنفع احدا يجب كسر الحلقة والتحليق بأفكارنا وحلولنا لنحقق حلما.