واصلت المقاومة الشعبية اليمنية الأحد تقدمها في محافظة تعز وسط البلاد والسيطرة على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي صالح بالمحافظة. وقالت مصادر من المقاومة الشعبية: إن المقاومة سيطرت على قلعة القاهرة المطلة على المدينة إلى جانب سيطرتها على منطقة صينة والأربعين، ومواقع أخرى كانت في قبضة الحوثيين وقوات صالح. وأشارت إلى أن مواجهات عنيفة شهدتها تلك المواقع بين الطرفين ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين وقوات صالح لم تحدد أعدادهم بعد حيث لا تزال جثثهم منتشرة. وأكدت المقاومة أنها اقتحمت مقر الأمن السياسي بالمحافظة، وفرّ عشرات المسلحين الحوثيين وقوات صالح خلال هجوم المقاومة، مشيرة إلى أن «معظم المناطق في تعز أصبحت بيد المقاومة، وأن ما تبقى هو مواقع في الحوبان وعلى أطراف تعز». وتابعت: «النصر بات قريباً والساعات القادمة ستعلن بها تعز محافظة حرة محررة من المليشيات». ولا تزال المقاومة تحاصر قوات الأمن الخاصة «الأمن المركزي سابقاً» والقصر الجمهوري. وتمكّنت المقاومة السبت من السيطرة على عدد من المواقع التي كانت في قبضة الحوثيين وقوات صالح من بينها مبنى محافظة تعز ومقر الشرطة العسكرية، ومؤسسة الجمهورية للصحافة، وقصر صالح، ومبنى التموين العسكري في حي الجحملية الذي يُعد من أبرز معاقل الحوثيين في المدينة. وهزت معارك بالدبابات وضربات جوية تعز منذ إبريل عندما بدأت القوات الموالية للحكومة التحرك ضد الحوثيين بدعم من طائرات التحالف العربي. وحوّل الصراع جانبا كبيرا من المدينة إلى أنقاض وحبس سكانها داخل منازلهم. واندلعت حرب أهلية في اليمن في أواخر مارس عندما تقدّمت قوات الحوثيين المتحالفة مع إيران -والتي سيطرت على العاصمة صنعاء في سبتمبر- جنوبا. ولم تمل كفة القتال لصالح أي من الطرفين على مدى أربعة شهور لكنّ معارضي الحوثيين أصبح لهم اليد العليا من خلال التدريب وشحنات السلاح من دول خليجية وسيطروا على عدد من محافظات الجنوب في تقدمهم شمالا نحو صنعاء. وأبلغ سكان في العاصمة الأحد عن أول ضربة جوية منذ نحو شهر استهدفت المطار العسكري الرئيسي ومستودعا للأسلحة. وقصفت طائرات التحالف الأحد مواقع الحوثيين وصالح بالعاصمة صنعاء ومحافظة مأرب. وقال سكان محليون: إن غارات عنيفة شنتها طائرات التحالف على قاعدة الديلمي الجوية، حيث هزت انفجارات عنيفة تلك المنطقة، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة. واستأنفت طائرات التحالف غاراتها على مواقع الحوثيين وقوات صالح بصنعاء بعد هدوء حذّر شهدته العاصمة لأكثر من ثلاثة أسابيع. وفي مدينة مأرب شرق اليمن، شنّت طائرات التحالف غارات عنيفة على المطار بمنطقة صرواح، مستهدفة آليات عسكرية تابعة للحوثيين وقوات صالح. وبحسب مصادر محلية، فإن الغارات دمرت آليات الحوثيين وخلفت قتلى وجرحى في صفوفهم. نقل جرحى على صعيد آخر، وصل إلى العاصمة الأردنية عمّان دفعة ثانية من الجرحى الذين أصيبوا برصاص المليشيا الحوثية والمخلوع صالح والبالغ عددهم 83 جريحا. وقالت اللجنة العليا للإغاثة في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن طيران الخطوط الجوية اليمنية نقلت 83 جريحا من عدن إلى عمّان، وذلك في إطار الاتفاق الثنائي بين حكومتي الجمهوية اليمنية والمملكة الأردنية الهاشمية. وكان قد وصل إلى العاصمة الأردنيةعمان في 9 من أغسطس الجاري 80 مصابا لاستكمال علاجهم في الأردن. التفاف سياسيا، يقوم مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد بزيارات مكوكية بين الأطراف المتحاربة ومنهم مندوبو الحوثيين في سلطنة عمان ضمن مساع لتأمين انسحاب الحوثيين من مدن والحفاظ على عاصمة اليمن الأثرية من معركة أخيرة مدمرة. ووصفت الحكومة اليمنية مطالب حوثية نقلها المبعوث الأممي ولد الشيخ، بأنها التفافٌ على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وعلّقت في ردها بقولها إنها تفاجأت لطبيعة المقترحات التي حملها ولد الشيخ، خصوصا أن هناك قرارا دوليا بشأن الحل. وينتظر أن تقدم الحكومة اليمنية ردها للأمم المتحدة، والذي يشدد على ضرورة انسحاب ميليشيا الحوثي وصالح من المحافظات اليمنية، خصوصا العاصمة صنعاء وبسط نفوذ الدولة على المدن والمحافظات، بما فيها صعدة وتسليم أسلحة الدولة التي نهبتها الميليشيا الحوثية وأتباع المخلوع صالح، وإطلاق سراح المختطفين السياسيين والعسكريين والإعلاميين.