من المعلوم أن العمل التجاري يتطلب إمكانيات وعناصر أساسية للبدء في أي مشروع، ويعتبر التخطيط وإيجاد الموقع المناسب ودراسة الكلفة المالية والنسبة المتوقعة من الربح والخسارة، وإتمام المتطلبات القانونية والإلزامية مع وزارة التجارة والجهات الحكومية ذات العلاقة، من الشروط الرئيسية للشروع في مزاولة العمل التجاري النظامي. كما يمثل «رأس المال» الحجر الأساسي في العمل التجاري وعنصرا مهما في إنجاح المشروع، وكلما ارتفع رأس المال زادت الأرباح وتقلصت نسبة الخسائر، شريطة أن تكون دراسة المشروع مستوفاة من كل جوانبها ومحسوبة النتائج بشكل دقيق. لكن هناك ما هو أهم من هذا كله! «المصداقية» وهي من الصفات الحميدة التي حث الدين الإسلامي الفرد المسلم على التحلي بها وتطبيقها في جميع معاملاته اليومية (الدينية والدنيوية). إن المصداقية والنزاهة هما المفصل الحقيقي بين البائع والمشتري، قال لي ذات مرة رجل الأعمال وعضو غرفة تجارة الأحساء الراحل فهد بن سعد بوسعد الجميعة ناصحاً: احرص على تقديم المنتج المناسب حسب طلب الزبون، لا تكترث للربح، وكن على وضوح وشفافية باطلاعه على سلبيات المنتج إن وجدت قبل الإيجابيات. على رواد الأعمال الجدد والراغبين في مزاولة الأعمال الحرة الالتزام بقواعد العمل والتجارة النزيهة، وتطوير أساليبهم التسويقية لتتماشي مع العصر الحالي. إيجاد طرق مباشرة غير تقليدية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من العملاء لعرض المنتج وبيعه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة آراء الزبائن في سعر وجودة المنتج، والوقوف على اقتراحاتهم وتطلعاتهم. التركيز على (كفاءة الخدمة) بالشكل الذي يجعل تفكير وثقافة العميل موضع تقدير واحترام وإنصاف، (لا) فرصة للاستغلال والانتهاز. عدم استغلال الثغرات القانونية وانتهاز الأخطاء لتطبيق الشروط والاحكام في العقد المبرم مع العملاء، للتملص من الالتزامات المالية والجزائية. توثيق العلاقة مع الزبائن بتقديم ما لم «يدون» في العقد المبرم من مزايا وهدايا وتسهيلات شرائية في حال التقصير أو الخلاف العرضي، لكسب رضاهم ورفع جدارتكم وسمعتكم السوقية. العمل على استمرار ديمومة العلاقة مع العملاء لعقود ولربما أجيال قادمة، والحرص على تطبيق المعنى الحقيقي (اللفظي والجوهري) لكلمة «نحن في خدمتك».