السؤال: هذا نداء أوجهه إليكم من قلب يئس من الحياة فلم يعد لها طعم عنده أحس بالكآبة القاتلة رغم أني متزوج وأب لطفل أعينوني أرجوكم.. الجواب: ما تعاني منه نوع من أنواع الاكتئاب الذي يبدأ أحياناً بشكل فجائي وأحياناً أخرى يزحف تدريجياً من اكتئاب بسيط إلى اكتئاب شديد. ويمكننا التعرف على هذا الاضطراب من خلال أعراضه الأولية التالية: أ) اضطرابات العاطفة وتبدأ بشكوى المريض من فقدان القدرة على التمتع بمباهج الحياة مع انكسار النفس وهبوط الروح المعنوية والإحساس باليأس والجزع وقد يصاحبها نوبات من البكاء المتكرر وقد تزيد وطأة الاكتئاب لتصل إلى رفض المكتئب لاستمرار الحياة. ب) اضطرابات التفكير والإدراك حيث تتأثر الوظائف العقلية لدى المصاب فتبدو عليه قلة الانتباه والسرحان وعدم القدرة على التركيز والإجهاد الشديد في التفكير في ابسط الأشياء، والإحساس بتأنيب الضمير لأتفه الأسباب، والصراع الدائم مع النفس وربما اتهام نفسه بالخطيئة. ج) اضطرابات النشاط الحركي والنفسي حيث تقل قدرته على العمل ويهمل بيته وينتابه الخمول والكسل الذي قد يصل إلى حد الشلل التام ويكثر الشكوى. د) الأعراض الجسدية مثل فقدان الشهية واضطرابات النوم وبعض الآلام الجسمية والدوار.. الخ. ه) الميول الانتحارية حيث يعتبر الانتحار من أكثر الأعراض خطورة في هذا الاضطراب. أما أسباب الاكتئاب فهي نتاج مجموعة من العوامل الوراثية اي أن المورثات المسببة لهذا الاضطراب تكون موجودة أصلاً لدى الإنسان بشكل أو بآخر، وقد تكون عوامل بيئية تتعلق بتعرض الفرد للإحباط لفشله في إشباع حاجاته المختلفة أو إلى تحد لقدراته أو عدم توافق بين طموحاته وإمكاناته أو بين قدراته وإنجازاته وما يطلب منه.. الخ. وقد تكون عوامل كيميائية مرتبطة بكيمياء الجسم وإفرازات الغدد.. الخ. أما علاج الاكتئاب بدرجاته فهو بفضل الله متوافر وموجود وله نتائج إيجابية كبيرة إذا تعاون المريض والتزم بتعليمات الطبيب النفسي وهذا العلاج هو: (أ) العلاج الدوائي عن طريق العقاقير المضادة للاكتئاب أو بعض الجلسات العلاجية الخاصة. (ب) العلاج النفسي ويعتمد على بعض الجلسات النفسية ومحاولة فهم مشاكل المريض وصراعاته الداخلية ومن ثم تشجيعه على مقاومة الأفكار السوداوية والسلبية تجاه الحياة والناس وربما نفسه، وتبصيره بطبيعة انفعالاته ووضع برنامج نفسي للمريض، والنتائج غالباً مشجعة. (ج) العلاج الديني من أذكار الصباح والورد اليومي وشيء من القرآن الكريم وكل ذلك في وقت لا يتجاوز ثلاثين دقيقة، ثم تتفرغ لبرنامجك اليومي المعتاد، مؤدياً الرواتب والصلوات المفروضة في أوقاتها ومنهياً يومك بالوتر وأذكار المساء وشيء من القرآن الكريم، وتصلي على رسوله موقناً أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ومنشرح الصدر، مدركاً أن الدنيا لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء!! وأنها دار ممر وليست دار مقر, وأن الآخرة هي الغبطة والفوز لمن وفقه الله وعمل لما بعد الموت.