بعد الضربات المتوالية القاصمة الناجحة لقوات التحالف والمقاومة الشعبية اليمنية لقوى التمرد الحوثي والمخلوع صالح، يبدو أن استمرار الحوثيين وحليفهم في الحرب نوعٌ من العبث والاستخفاف بأرواح رجالهم أولاً واستقرار اليمن ثانياً. ويفترض أن يفهم الحوثيون وحلفاؤهم أن مسير الأمور يتجه تماماً ضد أحلامهم وعكس ما خططوا له وأن مؤامرتهم قد فشلت، وان عليهم الآن أن يعترفوا بالفشل وأن يرضوا بنصف الهزيمة حتى لا يتكبدوا خسائر فادحة أكثر ويمنوا بهزيمة ساحقة. والأهم أن يتخلى الحوثيون وحليفهم عن مراوغاتهم ومسرحياتهم، فهم الآن يحاولون طلب المساعدة لإقرار هدنة بهدف الاحتفاظ بأسلحتهم التي شنوا بها حرباً مجانياً ودموية ضد اليمنيين وهددوا بها المملكة، ربما كي يستخدموها في وقت لاحق بعد أن تهيئ لهم طهران الأوقات المناسبة. وبكل وضوح أي عاقل يدرك أن المؤامرة الإيرانية في اليمن قد فشلت وأن مراهنات علي عبدالله صالح على مواجهة إيرانية سعودية في اليمن يستفيد منها، كانت خاطئة لأن التحالف العربي بقيادة المملكة وخادم الحرمين الشريفين قد حسم الأمر، وأصبحت المواجهة الآن بين علي عبدالله صالح والحوثيين من جهة واليمنيين والتحالف العربي من جهة أخرى. والآن يتعقب التحالف العربي والمقاومة الشعبية اليمنية فلول الحوثيين وقوات حليفهم في المعارك الأخيرة تقريباً بعد تحرير ثلاث محافظات يمنية كان الحوثيون وقوات حليفهم يسيطرون عليها. وقد بدأت تشتد حركة المقاومة الشعبية في تعز وفي إب، بل حتى في صنعاء وجهت المقاومة ضربات. وأصبح الحوثيون يخشون أن يغدر بهم صالح وصالح يخشى أن يغدر به الحوثيون، والاثنان يتلاومون وكل منهما يلقي بتهم الهزائم على الآخر. وواضح أن الحل الناجع في اليمن ليس المراوغات الحوثية ولا محاولة صالح جلب الوساطات، فكل ذلك أصبح خارج التاريخ، بل إن الحل يكمن في أن يخضع الحوثيون للإرادة اليمنية العربية الدولية، وأن يسلموا أسلحتهم الثقيلة ويعودوا إلى محافظة صعدة ويقبلوا بإرادة الأغلبية اليمنية، فنزع أسلحة الحوثيين هو الضمان الوحيد لإرغامهم على الجنوح إلى السلام، ومنعهم من إعادة خلط الأوراق ومنعهم من أن يكون جيوباً عسكرية لطهران يعتدون على اليمن ويهددون المملكة ودول الجوار. والأمر المهم الآخر أن تجري إعادة هيكلة كاملة للجيش اليمني يؤدي حصراً إلى إلغاء جيوب علي عبدالله صالح، وضمان ان يكون الجيش اليمني جيشاً وطنياً مسئولاً يحمي اليمن وأمنها وألا يكون تحت سيطرة شخص أو قبيلة، ولا يكون قابلاً للمتاجرة أو للتوظيف والابتزاز، فسيطرة المخلوع على الجيش اليمني أغرته أن يوظف جيش اليمن لدى طهران وأن يساند الحوثيين للاستيلاء على الإرادة اليمنية واختطافها لصالح طهران، وأن يستخدم الجيش للابتزاز السياسي ولي الاذرع مع الآخرين ومع القوى الإقليمية. ومن غير اللائق أن يتحول جيش اليمن البلد العربي الكريم جيشاً للابتزاز والارتزاق والمناورات السياسية على حساب اليمن وسلام اليمنيين واستقرارهم.