استهدافت طائرات النظام الحربية والمروحية عددا من القرى والبلدات السورية، والتي تقع تحت سيطرة المعارضة بريف إدلب، حيث قتل 18 مدنياً وأصيب العشرات. وأفاد موقع "السورية نت" أن "طائرة حربية تابعة لقوات النظام استهدفت بالصواريخ الفراغية، مشفى الشفاء في المدينة، ما أدى لمقتل طاقم طبي مؤلف من رجلين وامرأة. بالمقابل أدت الغارة إلى تدمير غرفة العمليات والتوليد ومركز التصوير في المشفى. ونوه ناشطون من المنطقة إلى أنه بالتزامن مع شن الطيران الحربي غارة على مشفى سراقب، استهدفت غارة أخرى مشفى أورينت الجراحي في بلدة كفرنبل بريف إدلب، مما أدى لأضرار كبيرة في التجهيزات الطبية الخاصة بالمشفى، وتعتبر هذه الغارة الثانية على المشفى خلال هذا الأسبوع. وقال ناشط إعلامي من ريف إدلب، إن "الطيران الحربي شن عدة غارات على قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب، مخلفاً ثلاثة شهداء وعشرة جرحى بقرية الموزرة، وخمسة شهداء بقرية أرنبة، وستة شهداء بقرية جوزف، إضافة لشهيدين وعشرات الجرحى بتل النبي أيوب، ودماراً هائلاً بالأبنية السكنية والمحال التجارية". ويرى ناشطون إلى أن هذا التصعيد من قبل قوات النظام على المناطق الخارجة عن سيطرته، والتي تسيطر عليها المعارضة في إدلب، يأتي رداً على تقدم الأخيرة المنضوية تحت "جيش الفتح"، في ريف محافظة حماة. وأعلنت فصائل "جيش الفتح"، في وقت سابق من يوم الجمعة، عن سيطرتها على "تل القرقور" الاستراتيجي مروراً بقرية "القرقور" ووصولاً إلى قرية "المشيك"، بعد معارك عنيفة خاضها مقاتلو الجيش، وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي ل"فيلق الشام" (إحدى الفصائل المنضوية في جيش الفتح)، أن "معركة تحرير تل وقرية القرقور قد بدأت منذ عصر الخميس". وبدأت المعارك مباشرة بعد إصدار البيان، حيث استهدفت قوات المعارضة بالمدفعية الثقيلة منطقة "تل القرقور" تمهيداً للاقتحام، وتبع ذلك دخول انغماسيين من "جيش الفتح" إلى عمق مناطق تواجد قوات النظام، لتسيطر المعارضة على التل وقرية "قرقور" بعد ساعتين من إعلان بدء المعركة. وتأتي أهمية "تل قرقور" من كونه صلة وصل بين مناطق ريف إدلب الغربي وسهل الغاب، وبين جبل الأكراد في ريف اللاذقية وسهل الغاب، وبالتالي فإن السيطرة على التل تعني فتح طريق اللاذقية - سهل الغاب وصولا إلى ريف حماة الشمالي وجبل الزاوية بريف إدلب. وأيضاً فتح طريق جبل الزاوية إلى جبل الأكراد ومصيف سلمى في ريف اللاذقية. معاقل الأسد من جهة أخرى، هز انفجار قوي مبنى نقابة المهندسين في مدينة اللاذقية، صباح السبت، مما أسفر عن خسائر مادية كبيرة. وفيما أشارت صفحات موالية للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الانفجار ناتج عن إصابة البناء بصاروخ غراد استهدفه من ريف اللاذقية لم يتبن أي فصيل عسكري إطلاق صواريخ غراد على مدينة اللاذقية، اليوم. وقال ناشطون: إن صوت الانفجار كان قويا وتردد صداه في أرجاء المدينة، فيما توجهت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى موقع الانفجار، دون تأكيد وقوع إصابات بشرية. وقال الناشط الإعلامي رامز الأحمد: إن قوات الأمن وعناصر الشبيحة فرضوا طوقا أمنيا على المكان ومنعوا المدنيين من الاقتراب، فيما بقيت أغلب المحال التجارية والمكاتب المهنية في شارع بغداد مغلقة. وأشار إلى أن المدينة تعيش حالة خوف من توالي سقوط الصواريخ أو حدوث انفجارات، ولا سيما أن جيش الفتح حقق تقدما مهما في محور سهل الغاب بريف حماة المجاورة. يذكر أن مدينة اللاذقية تعرضت للقصف بصواريخ غراد عدة مرات في الآونة الأخيرة، ويتوقع ناشطون ازديادها مع امتلاك عدة فصائل هذا النوع من السلاح في ريف اللاذقية، وكان آخرها الفرقة الثانية الساحلية التي أعلنت عن نيتها الاستمرار بقصف المدينة. حمص وريفها جددت قوات الأسد قصفها، بقذائف الهاون والدبابات، على مدينة تلبيسة وقرى الحولة وأم شرشوح والهلالية في ريف حمص الشمالي، ما أسفر عن إصابة العديد من المدنيين بجروح. وأفاد موقع "مسار برس" أن اشتباكات وصفت بالعنيفة دارت، فجر السبت، بين المعارضة وقوات الأسد على عدة جبهات من قريتي أم شرشوح والهلالية. وكان قتيلان وعدة جرحى من المدنيين سقطوا، مساء الجمعة، جراء استهداف قوات الأسد قرية المكرمية شرق مدينة تلبيسة بقذائف الهاون والدبابات. أما في ريف حمص الشرقي، فقد اندلعت اشتباكات أمس، بين تنظيم داعش وقوات الأسد في محيط مستودعات مهين على أطراف قرية مهين، فيما اغتنم التنظيم 6 دبابات، وكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر. وأعلنت عدة فصائل تابعة للمعارضة، كانت تتمركز في محيط مهين، مبايعتها لتنظيم داعش طوعا، بعد سيطرة الأخير على كامل القرية. وكان التنظيم سيطر على كامل بلدة مهين شمال شرق بلدة القريتين، بعد اشتباكات مع قوات الأسد، أسفرت عن مقتل وجرح عناصر من الأخيرة، لتنسحب قوات الأسد نحو مستودعات مهين على أطراف البلدة. وفي مدينة حمص، تعرض حي الوعر، منتصف الليل، لقصف عنيف بقذائف الدبابات مصدره قوات الأسد المتمركزة في الكلية الحربية، ما أدى لوقوع إصابات من المدنيين. إلى ذلك، يتخوف أهالي الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، بشكل كبير، من تقدم تنظيم داعش من الجهة الشرقية لمدينة حمص باتجاه مناطقهم، ويطالبون قوات الأسد بوقف تقدمه.