استعادت فصائل المعارضة السورية أمس، عدداً من المواقع في ريف إدلب وباتت على تخوم غرفة عمليات قوات النظام و «حزب الله» بين إدلب شمال غربي البلاد وريف حماة في الوسط، في وقت استمرت المعارك بين قوات النظام والميليشيا الموالية من جهة ومقاتلين محليين في الزبداني في شمال غربي دمشق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الاشتباكات العنيفة استمرت في ريف جسر الشغور الجنوبي الشرقي بمحافظة إدلب وسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، بين حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، ولواء الحق، فيلق الشام، جيش السنة، الفرقة 101 مشاة، جند الأقصى، جبهة النصرة، جبهة أنصار الدين، لواء صقور الجبل، أجناد الشام، الفرقة 111 مشاة، جنود الشام الشيشان، الحزب الإسلامي التركستاني، أنصار الشام، حركة أحرار الشام الإسلامية، وصقور الغاب، وفصائل مقاتلة وإسلامية من جهة أخرى، في محيط قرية البحصة التي يقطنها مواطنون من الطائفة المرشدية التي تبعد عن مقر قيادة عمليات حزب الله اللبناني وقوات النظام والمقاتلين الآسيويين في جورين، أقل من كيلومترين». وأضاف: «تعد هذه أقرب نقطة تم الوصول إليها لمركز قيادة عمليات النظام وحزب الله والقوات الإيرانية في سهل الغاب وجسر الشغور منذ بدء الاشتباكات بين الطرفين إضافة لاشتباكات في محيط المشيك والزيارة وتل واسط والمنصورة وفورو بسهل الغاب، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، ومعلومات مؤكدة عن تقدم جديد للفصائل الإسلامية وجبهة النصرة وجند الأقصى والفصائل في المنطقة». وكان مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أكد وصول المعارضة الى «بعد أقل من كيلومترين عن مركز قيادة حيوي لعمليات قوات النظام والمسلحين الموالين لها في قرية جورين». وأشار إلى «اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محيط قرية البحصة التي تبعد أقل من كيلومترين عن جورين». وتقع جورين على تلة مرتفعة في محافظة حماة (وسط) تشرف على منطقة سهل الغاب حيث تدور معارك منذ أيام بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة. وتتخذ قوات النظام مدعومة بمقاتلين إيرانيين ومن «حزب الله» اللبناني من القرية مركزاً لقيادة العمليات العسكرية في سهل الغاب. وتمكنت الفصائل المقاتلة بعد سلسلة هجمات نفذتها وهجمات مضادة من قوات النظام في سهل الغاب من السيطرة على مواقع عدة في هذه المنطقة الاستراتيجية الواقعة في شمال غرب سورية والملاصقة لمحافظة اللاذقية حيث مسقط رأس عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته. ووفق عبد الرحمن، «يقاتل الى جانب قوات النظام مئة عنصر من حزب الله اللبناني بالإضافة الى القوات الموالية لها ومقاتلين شيعة أفغان وإيرانيين». وفي حال تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة على جورين، يصبح بإمكانها وفق عبد الرحمن، التقدم باتجاه جبال محافظة اللاذقية واستهداف سلسلة من القرى التي ينتمي أغلب سكانها الى الطائفة العلوية التي يتحدر منها الأسد. وأضاف عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «ستكون معركة وجودية بالنسبة الى العلويين»، مشيراً إلى معلومات عن «توجيه نداءات إلى الشبان العلويين لحمل السلاح والدفاع عن محيط قرية جورين». ومنيت قوات النظام منذ نهاية شهر آذار (مارس) بسلسلة خسائر ميدانية في شمال شرق البلاد، لا سيما بعد سيطرة الفصائل المقاتلة بشكل شبه كامل على محافظة إدلب. وتمكن مقاتلو هذه الفصائل منذ نهاية شهر تموز (يوليو) من التقدم من إدلب باتجاه الجنوب وإطلاق معركة للسيطرة على سهل الغاب. من جهته، قال موقع «كلنا شركاء» المعارضة، إن «كتائب الثوار استعادت سيطرتها على محطة زيزون الحرارية وعدداً من المواقع الحيوية التي كان النظام تقدم إليها في سهل الغاب بريف حماة، وشنت هجوماً معاكساً على مواقع قوات النظام المنسحبة». وقال مسؤول العلاقات العاملة في «فيلق الشام» أحمد الأحمد إن فصائل غرفة عمليات "جيش الفتح" شنت هجوماً معاكساً على المناطق التي شهدت معارك عنيفة خلال الأيام القليلة الماضية، وتبدلت خلالها خريطة السيطرة في المنطقة عشرات المرات، مشيراً إلى «أن الثوار سيطروا على تل حمكة وتل خطاب وتل أعور وسد زيزون وبلدة فريكة إضافة إلى محطة زيزون الحرارية وأنهم يحاصرون قوات النظام في قرية الزيادية المجاورة للمحطة الحرارية، وسط انسحابات عشوائية لقوات النظام إلى معسكر جورين القريب». كما أكد أن انسحاب قوات النظام في شكل عشوائي من هذه المناطق كبدهم عشرات القتلى والجرحى أثناء انسحابهم، و «تركوا الكثير من الجثث وراءهم في قرية فريكة، كما تم تدمير عشرات الآليات والدبابات لقوات النظام خلال المعارك التي امتدت منذ مساء (أول من) أمس». ولم يتوقف هجوم «الثوار» بعد استعادتهم المناطق التي كانوا خسروها خلال الأيام الماضية، وتابعوا هجومهم باتجاه معسكر جورين، أهم قواعد النظام العسكرية في المنطقة، وهاجموا حواجز قرية "البحصة" الموالية للنظام بهدف السيطرة عليها وشق طريقهم إلى معسكر جورين. وتسبب اقتراب المعارك من القرى الموالية للنظام حركة نزوح جماعي لسكان هذه القرى باتجاه البلدات والمدن البعيدة نسبياً عن خط الجبهة، وسط نداءات صادرة من قيادات «قوات الدفاع الوطني" لشبان القرى الموالية للنظام لحمل السلاح والوقوف في وجه الهجوم الكبير لكتائب "جيش الفتح" على قراهم، وفق «كلنا شركاء». الى ذلك، قال «المرصد» إنه «ارتفع الى ما لا يقل عن 10 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري والمحاصر من قبل جبهة النصرة والفصائل الإسلامية منذ اكثر من عامين، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية». في الوسط، تعرضت أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، لقصف من قبل قوات النظام، ما أدى لإصابة ثلاثة أطفال بجروح، وفق «المرصد» الذي قال إن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في محيط مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، وسط استمرار القصف الجوي على مناطق الاشتباكات». واستهدفت الفصائل الإسلامية عربة لقوات النظام في محيط قرية الجبين بريف حماه الشمالي بصاروخ موجه، و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، كذلك قصفت الفصائل الإسلامية بقذائف الهاون تمركزات لقوات النظام في تل ملح بريف حماة»، وفق «المرصد». معارك قرب دمشق في الشمال، قال «المرصد» إن الطيران الحربي شن غارات على مناطق في محيط مطار كويرس العسكري والمحاصر من قبل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية « في ريف حلب الشرقي، في وقت «دارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات بمحيط قريتي حندرات وباشكوي بريف حلب الشمالي، بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، ترافق مع قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق الاشتباكات من قبل الطيران المروحي، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي المرجة بحلب القديمة». في الجنوب، تستمر الاشتباكات العنيفة بين الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري السوري و «حزب الله» اللبناني و «جيش التحرير الفلسطيني» و «قوات الدفاع الوطني» من جهة، والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى في مدينة الزبداني في شمال غربي دمشق، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى «قصف متبادل بين الطرفين وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وزاد: «تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى في حي جوبر، كما قصفت فصائل إسلامية منطقة مشفى الكباس عند أطراف المتحلق الجنوبي، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية». في ريف درعا، «قضى رجل من بلدة أبطع تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام عقب اعتقاله في وقت سابق، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الحراك ولم ترد معلومات عن إصابات، كما لقي مقاتل من جبهة النصرة مصرعه خلال اشتباكات مع لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة وادي اليرموك»، وفق «المرصد».