أسفر هجوم بشاحنة مفخخة في حي سكني في كابول عن سقوط 15 قتيلًا على الاقل وأكثر من مائة جريح صباح الجمعة في اول عملية كبيرة في العاصمة الافغانية منذ تعيين خلف للملا محمد عمر على رأس حركة طالبان. وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس في المكان ان الانفجار ألحق أضرارًا جسيمة في عدد من المساكن ودمر سوقًا للفاكهة، وأحدث حفرة هائلة يبلغ عمقها نحو عشرة أمتار في حي شهيد الواقع شرق العاصمة الأفغانية. وبحسب متحدث باسم الرئيس الافغاني أشرف غني. ارتفعت حصيلة الاعتداء بالشاحنة المفخخة الى 15 قتيلًا. وكان قائد شرطة كابول عبدالرحمن رحيمي قد صرح قبلها بأنهم «أحصوا ثمانية قتلى و128 جريحًا في هذا الهجوم لكن هذه الحصيلة يمكن أن تتغير». وأضاف: «إن عددًا كبيرًا من الأطفال والنساء قتلوا أو جرحوا وبين الضحايا عمال في مصنع للرخام»، مشيرًا الى ان «منفذي هذا الهجوم كانوا يريدون ارتكاب مجزرة». وفي الوقت نفسه يطلق افغان نداءات الى مواطنيهم للتبرع بالدم من اجل التخفيف عن المستشفيات التي اكتظت بالضحايا. وأدان الرئيس الأفغاني -الذي عاد من المانيا حيث خضع لعملية جراحية «ناجحة» في القدم حسب الرئاسة- الهجوم. وقال: «بتنفيذ اعتداء انتحاري في حي سكني لا يحصد اعداء الشعب الافغاني سوى العار». وأكد محققو الشرطة انهم يعتقدون ان مبنى عسكريًا قريبًا من مكان الهجوم كان هدف المهاجمين على الارجح وقد اصيب بأضرار طفيفة. ولم تتبن اي جهة الهجوم الذي قد يحمل بصمات طالبان التي قتلت تسعة اشخاص نهار الخميس في سلسلة هجمات في قندهار مهد حركة التمرد، وفي ولاية لوغار جنوبكابول. ولا يعلن المتمردون عادة مسؤوليتهم عن الهجمات التي تودي بحياة مدنيين وإن كانوا مسؤولين عن معظم حوادث العنف التي استهدفت هؤلاء، كما تقول بعثة الاممالمتحدة في افغانستان في تقرير نشر هذا الاسبوع. وبين الاول من يناير و30 يونيو قتل 1592 شخصًا وأصيب 3329 في اعمال العنف، على ما اعلنت بعثة الأممالمتحدة في افغانستان في تقرير بهذا الخصوص تنشره كل نصف عام. وأحصت البعثة تراجعًا بنسبة 6% في عدد القتلى مقارنة بالنصف الاول من 2014، لكن عدد الجرحى ارتفع 4% في المعارك بين المتمردين وقوى الامن الافغانية، والهجمات والاغتيالات. ولا تشمل هذه الأرقام الضحايا في صفوف الجيش والشرطة الافغانيين اللذين يتصديان بمفردهما لحركة التمرد التي باتت تشمل كل افغانستان تقريبًا وليس جنوب البلاد فقط. وتشكل الهجمات في كابول وقندهار ولوغار الموجة الاولى من الهجمات الواسعة في البلاد منذ تعيين الملا اختر منصور على رأس حركة طالبان الاسبوع الماضي خلفًا لزعيمها التاريخي الملا عمر. وتكشف هذه الهجمات تصاعد نشاط حركة طالبان على الرغم من النزاعات التي سببها انتقال القيادة الاول في تاريخ الحركة. ويرفض جزء من الحركة بقيادة النجل الاكبر للملا عمر مبايعة زعيم الحركة الجديد مشيرين الى تعيينه بشكل متسرع. كما ينتقد كوادر وقياديون في طالبان الحركة لتكتمها لسنتين على وفاة الملا عمر عبر نسب تصريحات اليه في حين انه توفي في ابريل 2013 في مستشفى في كراتشي في باكستان كما اعلنت الاستخبارات الافغانية الاسبوع الماضي. وبرعاية الولاياتالمتحدة والصين استضافت باكستان في بداية يوليو مفاوضات بين طالبان والحكومة الافغانية. لكن مسألة دعم مكتب طالبان في قطر لهذه المبادرة لا يزال موضع جدل. وأرجأت الجولة الثانية من هذه المفاوضات التي كانت مقررة في باكستان إلى أجل غير مسمى.