أكد أصحاب المتاحف التراثية بمحافظة القطيف على أهمية المتاحف العامة والشخصية، مشددين على نقل الموروثات والصور والمهن، بالاضافة الى التشجيع على المحافظة على تلك المقتنيات لما تمثله من أهمية تاريخية هامة. مطالبين بضرورة تشجيع مثل هذه المتاحف الشخصية عبر الدعم المعنوي والمادي لتكون همزة وصل للمفكرين لدراسة الماضي ووضع الخطط للمستقبل. وشدد الباحث التاريخي محمد المصلي - صاحب متحف شخصي - خلال لقاء بعنوان "تراثية القطيف" أقيم مساء أمس الاول بمحافظة القطيف على أهمية المتاحف العامة والشخصية في معظم الدول خاصة المتحضرة منها. لافتا للدور الهام للمتاحف في القطيف وحرصها على الموروثات والصور والوثائق والمهن وغيرها، مطالبا بضرورة التوسع في انشاء المزيد من المتاحف الشخصية والحرص على القائمة منها. مبينا أن مهرجان "واحتنا فرحانة" استطاع استقطاب عدد من المتاحف الشخصية مثل متحف محمد علي الناصر، متحف المصلي، متحف عبدالواحد حريز، مقتنيات عثمان الليرات، ومتحف شاكر الجشي. ودعا لمزيد من تشجيع القائمين على المتاحف التراثية الخاصة، عبر تقديم المساعدة المادية والمعنوية، وكذلك دعمها عبر تقديم المواد والصور لتكون همزة وصل للمفكرين. وذكر أن المتاحف التراثية الخاصة تساهم بشكل فاعل بالعديد من الفعاليات لخدمة الباحثين والمتتبعين والمهتمين بمحافظة القطيف والمنطقة الشرقية عموما من أفراد وجماعات بدون مقابل، بهدف النهوض بالوعي الثقافي والتاريخي والحضاري والفني والتراثي والسياحي للمنطقة، عبر محاضرات وأمسيات وندوات في تجمعات أغلبها ميدانية في المهرجانات كمهرجان النخلة ومهرجان الدوخلة ومهرجان واحتنا فرحانة وغيرها، بمساعدة بعض أعضاء المتحف المتواجدين. وقال رئيس ادارة مهرجان القطيف عبد رب الرسول الخميس: إن خيمة واحة التراث استطاعت طيلة ايام المهرجان تسليط الضوء على موروث القطيف الحضاري من آثار وتحف ثمينة ونادرة والصور القديمة والوثائق والمخطوطات والاكلات الشعبية. داعيا للاهتمام بالمهن القديمة التي تواجه خطر الانقراض، مطالبا بضرورة تكريس هذه المهن عبر وضع برامج لتعليمها لنشرها على نطاق واسع بين الاجيال القادمة. وأكد رئيس بلدية القطيف المهندس زياد مغربل، أن للمتاحف الخاصة دورا كبيرا ومهما، ليس في حفظ المقتنيات والمجموعات الأثرية والتراثية، بل إن دورها يتعدى ذلك. وبين أن أصحاب المتاحف الخاصة يبذلون كثيرا من أموالهم وأوقاتهم؛ للحفاظ على الموروث الشعبي وعرضه في متاحفهم الخاصة. وأضاف ان البلدية تعمل جاهدة على اقامة البيت القطيفي الذي احتضن عددا من المتاحف بشكل دائم من خلال مشروع مركز الأمير سلطان الحضاري الذي تقرر بناؤه في موقع الحي القطيفي الحالي. وذكر مدير الحي التراثي بمهرجان القطيف جمال العيد، ان الحي القطيفي أقيم خلال مدة قصيرة رغم الحر والرطوبة التي لا تطاق. حيث تزامن العمل مع شهر رمضان، مضيفا بقوله: "لسنا راضين عن هذا العمل كل الرضا وطموحنا أكبر وأكثر". وشدد العيد على مكانة المتاحف وأهميتها في الثقافة الوطنية، مشيدا بجهود أصحاب المتاحف الخاصة الذين أسهموا عبر متاحفهم في التعريف بحضارة المنطقة وأصالة تاريخها. وأكد فاضل ابريه المشرف على مسابقة "مستر شيف" أهمية المتاحف ودورها كمصادر هامة لإبداع الأجيال الواعدة، وللتبصر والتعرف على تاريخ المنطقة. مشيرا الى ان غالبية المتاحف الخاصة تواجه العديد من الصعوبات التي يتطلب حلها حتى تتمكن المتاحف من تأدية رسالتها". مشيرا الى ان مشاركته في الحي القطيفي كانت عبارة عن تقديم الاكلات الشعبية كالعصيدة والخبيصة والسيويا والتلاقيم وبعض الطبخات كالمجبوس والمطبق والمحموص وغيره.