بعد ثلاثة عقود من عرض الجزء الأول من فيلم (المدمر) يعود النجم الأمريكي أرنولد شواريزنجر لتجسيد تلك الشخصية. ويشهد فيلم (المدمر: البداية) أو «Terminator Genisys»، الذي بدأ عرضه مؤخراً، عودة نجم أفلام الحركة إلى سلسلة الأفلام المكونة من أربعة أجزاء، التي حصدت 1.5 مليار دولار عالمياً. وقال شواريزنجر لوكالة رويترز: «كانت مفاجأة كبيرة لي حين تلقيت اتصالا هاتفيا بعد شهر من تركي منصب حاكم كاليفورنيا، مرحبا يا أرنولد. أما زلت ترغب في أن تكون (المدمر)؟». وبعد أن شغل منصب الحاكم بين عامي 2003 و2011 سعى شواريزنجر جاهدا للعودة بفيلم يحقق إيرادات ضخمة خاصة بين جمهور الشباب الذين كانوا أطفالا في أوج مجده. وأنتجت شركة باراماونت بيكتشرز الفيلم بميزانية تقدر بنحو 155 مليون دولار، ومن المنتظر أن يبدأ عرضه على مستوى الولاياتالمتحدة في عطلة عيد الاستقلال. وقال موقع «رينتراك» الذي يتابع إيرادات الأفلام في دور العرض إنه حقق 50 مليون دولار على مدى خمسة أيام في دور السينما بأمريكا الشمالية. وقال جيتندر سيديف الخبير في الدعاية للمشاهير: «إن أرنولد مضطر ليبدأ من الصفر لبناء هذه المصداقية والجاذبية بين جمهور أصغر سنا وينطوي قيامه بهذا في هذا السن على تحدّ كبير». ويعي شواريزنجر أن عودته إلى (المدمر) ستكون اختبارا لشعبيته بين الجماهير. وقال النجم الأمريكي: «حين تعمل بالسياسة يجب أن تقوم بالأمور التي يريدك الناس أن تفعلها. حين تعمل بالسينما تحتاج أيضا أن تقدم أنواعا مختلفة من الأفلام يريدك الناس أن تقدمها وإلا فإنهم لا يشاهدون الفيلم». وكان محللون مختصون في تقييم الأفلام السينمائية أشاروا إلى أن العديد من الاختلافات في الجزء الجديد من فيلم (المدمر) عن باقي الأجزاء الأربعة السابقة، التي بدأت منذ عام 1984، حيث إن الجزء الحالي تدور أحداثه بين ثلاثة أزمنة مختلفة 1984 و2017 و2029، وما حدث من تطور في تلك الأزمنة، ما أدى إلى نهاية البشرية بسبب اختراع يسمى (جينيسيز) الذي يؤدي إلى احتلال الروبوت (الإنسان الآلي) -المدمرون- لحُكم العالم بأسره، فلم يتبق من البشرية إلا القليل يقاومون هؤلاء الأشرار، وقائد المقاومة هو (جون كونر) الذي استطاع أن يحمي ما تبقى من البشرية ضد المدمرين. ومن ضمن من قام بمساعدته هو طفل صغير يدعى (كايل ريس) الذي سيصبح جندياً والذراع الأيمن له بعد ذلك حينما يصبح شاباً، وخوفاً من انقراض البشرية سيقوم القائد (جون كونر) بإرسال الجندي (كايل ريس) عبر آلة الزمن إلى عام 1984 لوالدة (جون كونر) وتسمى (سارة كونر) التي تملك أسرار محاربة هؤلاء المدمرين بمساعدة المدمر (تي 800) حتى يتمكنوا من تغيير أحداث الماضي كي لا يصل بهم المستقبل إلى نهاية العالم والبشرية، فيحاولون جاهدين إزالة وتدمير الاختراع المسمى (جينيسيز)، هذا الاختراع الذي يسيطر به المدمرون على العالم بأكمله من خلال التكنولوجيا وسيطرتها على الناس من خلال الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، فتتوالى الأحداث المشوّقة التي تدور أغلبها في عام 2017، وفي النهاية تتفاجأ بأحداث غير متوقعة. والفيلم مصنّف ضمن أفلام الخيال العلمي التي تعتمد على اللامعقول، فيما يمكن للمشاهد قبوله واستيعابه بدرجة كبيرة لأن المؤثرات البصرية والإخراج والفكرة محبوكة بذكاء، ولكن في هذا الجزء أصبحت القصة نوعاً ما أكثر واقعية وإنسانية. والجديد في هذا الجزء أنه للمرة الأولى يتم تسليط الضوء على شخصية الأب أو زوج (سارة كونر) والمفاجأة أنه سيكون (كايل ريس)، إلى جانب المفاجأة الأخرى المتمثلة في شخصية البطل (أرنولد شواريزنجر) وسبب ظهور تقدم العُمر عليه رغم أنه روبوت (إنسان آلي). كما أنه منذ بداية المشاهد الأولى للفيلم يشد انتباه المشاهد لتتابع الأحداث وما بين كل مشهد وآخر يزداد الشغف بمعرفة ما سيحدث، وعلى الرغم من أن الفيلم يندرج تحت تصنيف أفلام الأكشن والخيال العلمي، لكنه يحتوي على بعض المشاهد الكوميدية، خصوصاً مع شخصية المدمر وابتسامته المصطنعة.