أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، كتاباً جديداً، بعنوان "صورة العربي في سرديات أمريكا اللاتينية" للباحث الكوبي ريجوبيرتو إرنانديث باريديس، وترجمه إلى العربية أحمد عبد اللطيف. رصد الكتاب التحول الثقافي لدول أمريكا اللاتينية ، ذلك التحول الذي ترك بصمته اللافتة في أدب هذه القارة وساهم -إن لم يكن أنشأ- أحد أهم التيارات الأدبية التي ظهرت بالقرن العشرين "الواقعية السحرية". واختار المؤلف أبرز تجليات هذا التأثير، فأورد نماذج من أعمال الكُتّاب الأكثر تأثيراً في الأدب العالمي: غابرييل غارثيا ماركيز، خورخي لويس بورخيس، جورجي أمادو، إيزابيل الليندي، ورصد فيها ظهور العربي. وبالإضافة لذلك، أسس لحضور المهاجر الجديد في المجتمع، بداية من عمله كبائع جوال ومرورا بالعمل في التجارة المستقرة، ثم طموحات الأجيال التالية في العمل الأكاديمي والوصول لمرتبة أساتذة في الجامعات. كما تطرق الكتاب كذلك إلى ما يمكن أن نسميهم "الآباء المنسيين للواقعية السحرية" وهم كُتّاب عرب أسسوا لهذا التيار، غير أنهم لم يحظوا بالشهرة الكافية التي تعادل تأثيرهم في هذا الاتجاه الأدبي، ولعل أبرزهم الروائي لويس فياض الذي ينتمي للجيل الثاني من المهاجرين. ويُرجع المؤلف تيار "الواقعية السحرية" للعرب، ويرى أن حكايات التراث العربي المتماهية مع "ألف ليلة وليلة" فتحت أفقًا جديداً في الثقافة الجديدة، حدث ذلك عبر الحكايات الشفاهية من ناحية، ومن ناحية أخرى عبر كتابات الروائيين الذين اعتمدوا على مخيلتهم العربية وتراث آبائهم وأجدادهم، لعمل روايات تتناول المجتمع الجديد وترصد مشاكلهم كمهاجرين. باريديس باحث كوبي، ولد في هافانا عام 1963، حصل على درجة الدكتوراه في علوم التاريخ، وتولى بعض المناصب من بينها مدير "متحف بيت العرب" التابع لإدارة مؤرخ هافانا. عُني منذ بداية مساره البحثي بالكثير من جوانب الثقافة العربية ومسارها وتفاعلها في كوبا، وقد شمل ذلك كل ما هو عربي، سواء كان هذا الموروث أو البصمة العربية مرئية أو غير مرئية. ثم عكف بعد ذلك على دراسة الموضوع نفسه، في أمريكا المتحدثة بالإسبانية والبرتغالية.