أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في اليوم الأول من زيارة غير مسبوقة إلى كينيا، السبت، أن "أفريقيا تسير قدما". وقال أوباما في افتتاح قمة عالمية حول ريادة الأعمال: "أردت أن أكون هنا لأن أفريقيا تسير قدما. أفريقيا واحدة من المناطق التي يسجل فيها أكبر نمو في العالم". وأضاف: "الناس يخرجون من الفقر، والدخل في ارتفاع، والطبقة الوسطى تتسع، وشبان مثلكم يستفيديون من التكنولوجيا لتغيير الطريقة التي تدير بها أفريقيا أعمالها". تعقد القمة وسط إجراءات أمنية مشددة أدت إلى إغلاق مناطق في العاصمة الكينية وإغلاق المجال الجوي فوقها عند هبوط طائرة الرئيس الأميركي السبت، وإقلاعها الأحد، إلى أثيوبيا المجاورة. وأكثر ما يقلق الأجهزة الأمنية في كينيا حركة الشباب الصومالية التي شنت عددا كبيرا من الهجمات الانتحارية والمجازر على الأراضي الكينية ولا سيما الهجوم على جامعة غاريسا الذي أدى إلى مقتل 147 طالبا في أبريل. وحذرت السفارة الأميركية من أن هذه القمة بحد ذاتها قد تكون "هدفا محتملا للإرهابيين". من جهته، قال الرئيس الكيني اوهورو كينياتا: إن تنظيم هذه القمة يقدم وجها آخر لأفريقيا مختلفا عن الصورة التي ترسمها وسائل الإعلام. وأكد أن "هذا الخطاب عن اليأس الأفريقي خاطئ وفي الواقع لم يكن يوما صحيحا". وأضاف: "بينوا أن أفريقيا منفتحة ومستعدة للأعمال". واحتلت زيارة اوباما الصفحات الأولى للصحف الكينية، أمس أيضا. وعنونت صحيفة ذي ستاندارد "كينيا أنا هنا" مع صورة للرئيس الأميركي عند وصوله إلى المطار، بينما اختارت ذي ستار عنوان "وصل أوباما". وكان عدد كبير من الكينيين تجمعوا، مساء الجمعة، على الطريق المؤدية من المطار إلى وسط المدينة لتحية الرئيس في سيارة الليموزين التي استقلها مع أوما، أخته من أبيه. وتحدثت صحيفة ذي ديلي نيشن عن "ظاهرة أوباما" ودعت الكينيين إلى التمثل به واغتنام "الفرص التي تقدم لنا كأفراد وكامة بلا حدود". وأضافت، "إذا كان هناك شيء يجب تعلمه من الزيارة الرئاسية فهو أننا نستطيع بالتأكيد تجاوز الانقسامات الصغيرة التي كانت سببا في جعلنا نقف ضد بعضنا البعض". وكان اوباما وصل، مساء الجمعة، إلى نيروبي، حيث كان في استقباله نظيره الكيني اوهورو كينياتا. وبعد أن صافح عددا من المسؤولين الكينيين كان بينهم أخته غير الشقيقة أوما، جلس وراء مكتب في المهبط لتوقيع كتاب ذهبي قبل أن يستقل سيارة الليموزين إلى الفندق حيث تناول العشاء مع عدد من أفراد عائلته الكينية. وتثير زيارة الرئيس الاميركي حماسا كبيرا في كينيا حيث ينظر إليها على أنها دعم كبير لهذه الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، وشهدت هجمات تنفذها حركة الشباب، وأعمال عنف أفضت إلى اتهام قادة كينيين من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وقال حاكم منطقة العاصمة ايفانز كيديرو: إن الزيارة "تصويت على الثقة لمدينتنا وبلدنا". وقد أطلق حملة كبيرة لتحسين العاصمة، حيث تم تنظيم الشوارع وبناء العديد من الأرصفة في الأسابيع الماضية. ويقوم أوباما بأول زيارة له إلى مسقط رأس والده منذ توليه مهامه الرئاسية وكذلك بأول زيارة لرئيس أميركي خلال ولايته. وأعلن قائد شرطة العاصمة بنسون كيبوي، أن عشرة آلاف شرطي أي ربع قوات الشرطة الوطنية سيتم نشرهم في العاصمة. وستتركز المحادثات التي سيجريها أوباما مع كينياتا على مكافحة الإرهاب. وكانت نيروبي شهدت في 1998 هجوما داميا للقاعدة استهدف السفارة الأميركية وأوقع 224 قتيلا. والولايات المتحدة هي شريكة رئيسية لكينيا في مكافحة الإرهاب. وأرسلت نيروبي قوات إلى الصومال في إطار قوة الاتحاد الأفريقي بينما تستهدف طائرات أميركية من دون طيار باستمرار المقاتلين في حركة الشباب. وكان أوباما صرح في واشنطن، الأسبوع الماضي: "رغم التحديات العديدة، تتمتع أفريقيا بحيوية تفوق التصور وهي إحدى الأسواق الأسرع نموا في العالم بينما أبدى السكان الرائعون قدرة استثنائية على التحمل والصمود". وأضاف، إن "الفرص في أفريقيا استثنائية وعلينا كسر الأنماط والحواجز". وهذه "العودة إلى أرض الأجداد" تعرقلت لفترة طويلة بسبب اتهام المحكمة الجنائية الدولية للرئيس الكيني اوهورو كينياتا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية نظرا لدوره في أعمال العنف التي تلت الانتخابات في نهاية 2007 ومطلع 2008. وأسقطت هذه الملاحقات في ديسمبر بسبب عرقلة من قبل الحكومة الكينية، كما قالت مدعية المحكمة الجنائية الدولية، مما فتح الطريق لهذه الزيارة الرئاسية. إلا أن كينياتا أكد أن نائبه المثير للجدل وليام روتو والذي لا يزال ملاحقا من قبل المحكمة الجنائية الدولية سيكون حاضرا في اللقاءات مع أوباما. وسيلتقي أوباما، اليوم الأحد، ممثلين عن المجتمع المدني في كينيا كانوا قد عبروا عن استيائهم من تزايد القيود في البلاد. ومن غير المقرر أن يزور أوباما قبر والده في قرية كوجيلو غرب كينيا. وقال أوباما: "سأكون صادقا معكم. زيارة كينيا كمواطن عادي سيكون لها معنى أكبر على الأرجح من زيارتي كرئيس لأنني سأكون قادرا على الخروج من غرفتي في الفندق أو من قاعة المؤتمرات".