يأتي عيد الفطر المبارك ليكلل فيه المسلم ما بذله من صيام وقيام وصدقة في رمضان بالفرح والأنس وإدخال البهجة على قلوب الأقارب والأحباب، والنفوس في العيد تكون منشرحة والأرواح مشرقة والمشاعر متقدة، ولهذا ما أجمل أن يستثمر المسلم هذه الأجواء الإيجابية في مد الجسور المقطوعة مع قريبه أو جاره أو صاحبه الذي ربما كان معه خلاف قديم أدّى بعد ذلك لجفوة أو خصومة، فالعيد فرصة سانحة لإعادة المياه إلى سواقيها وإعلاء قيمة العفو والتسامح مع الآخرين، ولنتذكر جيداً أن المبادرة للتواصل تدل على خيرية الإنسان المتواصل كما قال عليه الصلاة والسلام «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». من أكبر الحواجز التي تحول بيننا وبين التواصل مع من كانت معه خصومة أو قطيعة أو خلاف، الشعور بأن التواصل يدل على الضعف أو التنازل أو الطمع بما عند الآخرين، وهذا إحساس يمكن التخلص منه عندما نستشعر أن المبادرة للتواصل فضيلة شرعية ومكسب إيماني وطريق الصالحين «وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم» فعندما يستيقن الإنسان أن المبادرة بالتواصل باب من أبواب المغفرة وطريق لقبول الأعمال الصالحة من صيام وقيام سيقوم بالتواصل بغض النظر عن الظنون والأوهام التي قد تحدثه بإدامة القطيعة وبينه وبين أقاربه وأصدقائه في مثل هذه المواسم المباركة. إن الفرصة سانحة مع إقبال عيد الفطر المبارك بأن نستعرض قائمة أرقام في جوالاتنا كانت بيننا وبين أصحابها قطيعة لنبارك لهم حلول العيد السعيد، ولنعد المياه إلى مجاريها سائلين المولى أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، ومستشعرين أن لغة العفو والتسامح هي التي يجب أن تسود في هذه الأيام المشهودة، تقبل الله من الجميع صالح الأعمال، وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير حال.