تصدرت المأكولات الحجازية موائد الإفطار الجماعي في شهر رمضان المبارك، كعادة سنوية عرفت بها جدة قديمًا، كمظاهر اختزلتها صفحات ثقافتها وتراثها وحضارتها لتعيشها الأجيال الحالية وتستضيفها جنبات الأحياء والمساجد وبعض المرافق العامة في صورة روحانية ترسّخ مكانة الأعمال الإنسانية والاجتماعية وحب الخير بين طبقات المجتمع السعودي، وفي مقدمتها السمبوسة والبقلاوة والشوربة واللقيمات والقطايف والمنتو واليغمش والفول الذي يمثل الأكلة الشعبية الأولى في وجبة الإفطار ومختلف أنواع العصائر. واعتاد القائمون على هذه الموائد الإشراف على تنظيمها عبر كوادر تطوعية شابة قبل موعد الإفطار بساعة واحدة، حيث يتم حجز المواقع والترتيب قبل حلول شهر رمضان والتأكد من تجهيزها، وتعد هذه السمة سائدة في معظم مناطق ومحافظات المملكة، حيث يتم تبادل الوجبات التي تعدها ربات البيوت كمشاركة في هذه الموائد.وكالة الأنباء السعودية كان لها جولة رصدت خلالها الأجواء التي تمثلها هذه الموائد وخاصة في تعميق روح التواصل بين الميسورين من المجتمع والفقراء، كفضائل حث عليها الدين الإسلامي، ليكون شهر رمضان موسماً للتنافس في القيام بمثل هذه الأعمال التي يزداد أجرها وفضلها في شهر الصيام والقيام. كما تقدم الجمعيات الخيرية في محافظة جدة نماذج مشرقة في تنظيم موائد الإفطار الجماعي للصائمين في رمضان، حيث تقوم جمعية البر الخيرية ومكاتب توعية الجاليات في جدة بتقديم أكثر من 1000 وجبة إفطار صائم يوميًا عبر سبعة مكاتب منتشرة في أحياء مدينة جدة وبعض ضواحيها، بموجب بطاقات تعريف خاصة بتلك الأسر والمحتاجين، ثم صرفها لهم بناء على دراسة ميدانية من قبل باحثات متخصصات بغرض إيصالها لمستحقيها. وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية البر بجدة مازن بن محمد بترجي أن عملية تقديم هذه الوجبات تتم عبر خطة تسويقية تعرف الجمهور بالمشروع من خلال توزيع البروشورات والمطويات الخاصة بالمشروع من خلال الصحف والمساجد والمدارس والأسواق التجارية بمحافظة جدة.