جدة – محمد العواجي تصوير – عبدالقادر الحسني تصدرت المأكولات الحجازية موائد الإفطار الجماعي في شهر رمضان المبارك كعادة سنوية عرفت بها جدة قديمًا كمظاهر اختزلتها صفحات ثقافتها وتراثها وحضارتها ليعيشها الأجيال الحالية وتستضيفها جنبات الأحياء والمساجد وبعض المرافق العامة في صورة روحانية ترسّخ مكانة الأعمال الإنسانية والاجتماعية وحب الخير بين طبقات المجتمع السعودي, وفي مقدمتها السمبوسة والبقلاوة والشربة واللقيمات والقطايف والمنتو واليغمش والفول الذي يمثل الأكلة الشعبية الأولى في وجبة الإفطار ومختلف أنواع العصائر. واعتاد القائمون على هذه الموائد الإشراف على تنظيمها عبر كوادر تطوعية شابة قبل موعد الإفطار بساعة واحدة, حيث يتم حجز المواقع والترتيب قبل حلول شهر رمضان والتأكد من تجهيزها, وتعد هذه السمة سائدة في معظم مناطق ومحافظات المملكة, حيث يتم تبادل الوجبات التي يعدونها ربات البيوت كمشاركة في هذه الموائد . وكالة الأنباء السعودية كان لها جولة رصدت خلالها الأجواء التي تمثلها هذه الموائد وخاصة في تعميق روح التواصل بين الميسورين من المجتمع والفقراء كفضائل حث عليها الدين الإسلامي ليكون شهر رمضان موسماً للتنافس في القيام بمثل هذه الأعمال التي يزداد أجرها وفضلها في شهر الصيام والقيام . كما تقدم الجمعيات الخيرية في محافظة جدة نماذج مشرقة في تنظيم موائد الإفطار الجماعي للصائمين في رمضان, حيث تقوم جمعية البر الخيرية ومكاتب توعية الجاليات في جدة بتقديم أكثر من 1000 وجبة إفطار صائم يوميًا عبر سبعة مكاتب منتشرة في أحياء مدينة جدة وبعض ضواحيها بموجب بطاقات تعريف خاصة بتلك الأسر والمحتاجين ثم صرفها لهم بناء على دراسة ميدانية من قبل باحثات متخصصات بغرض إيصالها لمستحقيها. وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية البر بجدة مازن بن محمد بترجي, أن عملية تقديم هذه الوجبات تتم عبر خطة تسويقية تعرف الجمهور بالمشروع من خلال توزيع البروشورات والمطويات الخاصة بالمشروع من خلال الصحف والمساجد والمدارس والأسواق التجارية بمحافظة جدة . بدوره أفاد أمين عام جمعية البر بجدة وليد أحمد باحمدان, أن الإقبال الكبير على تنظيم وجبات الإفطار الجماعي في رمضان يجسد روح التآلف والإخاء بين مختلف شرائح المجتمع, حيث أنها أعمال بر وخير تقدم من أهل الفضل والخير للمحتاجين والفقراء بإشعارهم بأنهم يعيشون حياة طبيعية وهانئة وإزالة الحواجز النفسية لديهم, أسوة بغيرهم في معايشة أيام وليالي هذا الشهر الكريم . من جانبه أوضح مدير عام جمعية نماء الخيرية بمنطقة مكةالمكرمة "المستودع الخيري سابقاً" فيصل بن عبدالرحمن الحميد أن مشروع إفطار صائم الذي تنفذه الجمعية يعتبر مشروعاً تاريخياً ويستهدف تقديم أكثر من 1000,000 وجبة إفطار صائم ضمن مشاريع الجمعية الرمضانية هذا العام من خلال 85 نقطة يجري عبرها توزيع الوجبات للصائمين والصائمات وفق آلية منظمة ومتكاملة أعدت قبل موسم رمضان من خلال كوادر بشرية مؤهلة في مثل هذه الأعمال . وبين أن المشروع الذي انطلق مع دخول شهر رمضان المبارك يتسابق عليه الكثير في أحياء محافظة جدة القديمة ويعد من خيرة المشروعات وأفضلها ويقبل عليه الكثير, مشيراً إلى أن المشروع الخيري يشارك فيه العديد من الجهات الخيرية ضمن منظومة يعمل عليها شباب متطوعون أكفاء تدفعهم روح المحبة وعمل الخير لخدمة هذه الشريحة من المجتمع والجميع يجلس على هذه المائدة ويجمعهم حب التعارف والحكايات الرمضانية التي يكون لها طابع إنساني كبير في نفوسهم. كما شاركت عبر تنظيم موائد الإفطار الجماعي الرمضاني جمعية الإحسان لرعاية الإنسان الخيرية بمنطقة مكةالمكرمة من خلال مشروع إفطار جماعي للصائمين الذي تم تدشينه مستهل شهر رمضان المبارك بمشاركة عدد من الفتيات المتطوعات في خمس مراكز إنتاج للوجبات تنتج أكثر 500 وجبة يومياً يتم توزيعها من قبل 30 شاباً على 5 مراكز توزيع مختلفة على مدى أيام الشهر الكريم . كما حظيت هذه الموائد بمشاركة الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بجدة من خلال تقديم 600 وجبة إفطار للصائمين بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمكةالمكرمة في بادرة اجتماعية تعكس روح التكاتف والتكافل وتظهر مدى التكامل بين المؤسسات الخيرية العاملة لتحقيق أهدافها بتعاون من رجال الأعمال في تنفيذ مثل هذه البرامج والمشاريع . واحتضنت حديقة أميرة طرابلسي العامة التابعة لجمعية أصدقاء حدائق جدة, مبادرة الإفطار في شهر رمضان المبارك تحت شعار " فطورنا … يجمعنا " في جو تسوده الألفة والمحبة وتشجيع التعاون بين أبناء المجتمع . وحرصت الجمعية أن تعايش هذه الموائد روحانية رمضان التي تعود عليها الصائمون واستشعار روح الأخوة والتآلف التي حثنا عليها ديننا الحنيف التي يتميز بها شهر الخير, مفيدة أنه تخلل الإفطار تقديم الأهازيج الحجازية وقام على تنظيم هذه المبادرة فريق تطوعي من الشباب المتميزين بحبهم لفعل الخير وعشقهم وتفانيهم للعمل التطوعي . ويجتمع أكثر من 3000 صائم من مختلف الجنسيات العربية والإسلامية يومياً على السفرة الرمضانية التي يعدها أهل الخير في جامع الملك سعود بجدة أحد أقدم الجوامع التاريخية في حي "الشرفية" بمحافظة جدة, الذي يقدم أكبر وجبة إفطار في رمضان تشمل أكثر من 2500 وجبة متنوعة الأغذية عبر ما يزيد عن 200 شخص من أهل الخير والمهتمين بالأعمال التطوعية في هذا الشهر الكريم الذي تتضاعف فيه الحسنات . وأكد أحد الداعمين لهذا العمل الخيري الدكتور محمد بن عبود العمودي, فضل هذه الأعمال وخاصة إفطار الصائمين لما لها من أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى, مشيرا إلى أن العمل الخيري متأصل في أبناء هذا الوطن وفيه إبراز للصورة الإنسانية للمجتمع السعودي وتدعيم التكامل بين المسلمين, داعياً مجتمع رجال الأعمال إلى دعم العمل الخيري واستثمار هذه الأيام المباركة . من جانبهم وصف عدد من ممثلي الجمعيات الخيرية ومنظمي موائد الإفطار الجماعي في رمضان, إقامة هذا الموائد بالسنن الحميدة التي يتسامى بها المجتمع السعودي وأبنائه الذين جبلوا على حب الخير وبذل المعروف ومساعدة الضعفاء والمحتاجين في هذا الشهرالكريم.