نعم.. متى يتوقف قطار الرعب هذا الذي يتمدد على جميع طرق بلادنا الغالية، يبث الخوف والفزع طوال الطريق، هذا الرعب الديناصوري للشاحنات الذي يتسبب في الكثير من الحوادث، بل هو السبب الرئيس لكل الحوادث التي تقع على الطرق الرئيسة في بلادنا الحبيبة، وهو السبب الذي يزرع الحزن والألم في الكثير من البيوت. متى يتوقف هذا الرعب يا وزارة النقل؟ أما آن لهذه المقصلة المرعبة أن تكف عن قصل رقاب الناس وتفتيت أجسادهم ومزجها بحديد المركبات وطرقات الإسفلت الرئيسة؟ لمصلحة من يستمر هذا الفيلم اليومي المرعب الذي يواجه كل من عزم على السفر من مدينة إلى مدينة في بلادنا المترامية الأطراف وكل من سار على الطرق الرئيسة التي كانت جميلة معبدة وممهدة على أرقى المواصفات قبل أن تعبث بها هذه الشاحنات المخيفة التي دمرت الطرق من أجل عيون شركات النقل. لقد فرحنا بهذه الطرق الجميلة، ولكن فرحتنا لم تتم بسبب هذا القطار المرعب من الشاحنات التي تهدم بناء الطرق وتقتل الناس وتقتل فرحتهم معهم على الطرق، لقد أفسدت على الناس سعادتهم كرهوا متعة السفر فكل من أمسك بمقود سيارته انتابه الرعب عندما يتذكر تلك الشاحنات المخيفة على الطريق الذي سوف يسلكه، ويظل يدعو ربه بعد دعاء السفر أن يحميه من قادة تلك الشاحنات التي تسير كالوحوش الكاسرة لتجتث كل ما يقع على طريقها ببلادة وقيادة فاسدة لبعض السائقين الجهلة غير المهتمين بحياة البشر، يبدو لي أن أكثرهم من المشردين في بلادهم يتضح ذلك من عدم شعورهم بالمسئولية بتلاعبهم بهذه الشاحنات وتسابقهم فيها على الطرق الرئيسية كأنهم يمثلون العاب الأطفال في أجهزة الكمبيوتر ليرعبوا البشر بأساليب متعمدة وأساليب غبية وهم يقهقهون فرحين، لأنهم أرهبوا أصحاب السيارات الصغيرة التي تفر كالعصافير عن مزاحمة تلك الشاحنات المتوحشة. أنا أسأل هل سافر مسئول كبير من وزارة النقل أو نائبه يوما على هذه الطرق المرعبة بسيارتهم الخاصة مع عائلاتهم وشاهدوا ما يجري للمسافرين سواء من أبناء الوطن والمقيمين وزوار بيت الله الحرام وزوار المملكة، وشاهد ما يجري من مضايقة هذه الشاحنات لهم؟ لا أظن ذلك فلو عانى لبحث عن حل وبأسرع وقت ولم يترك الأمر على ما هو عليه منذ سنين بلا حل. قال لي أحد المسافرين من أبناء الخليج: إنهم يتشهدون عندما يدخلون بلادنا بسبب خوفهم من هذه الشاحنات المرعبة على هذه الطرق الطويلة التي دمرتها الشاحنات ودمرت معها البشر وأخافتهم. المرور يبذل مشكورا جهودا كبيرة فيما يخصه ولكن مسئولية الطرق والنقل شأن يخص وزارة النقل في التخطيط، للتخلص من مشكلة الشاحنات. لقد شاهدت أثناء سفري من شرق المملكة إلى غربها شاحنات تحمل الحديد والإسمنت والبلاط وكسر الرخام والخشب والمواد الغذائية متجهة غربا، وفي عودتي شاهدت شاحنات تحمل الحديد والإسمنت والبلاط وكسر الرخام والخشب والمواد الغذائية متجهة شرقا لا أعرف سبب هذه العبثية المتواصلة لسنوات بلا حل وبلا علاج ناجع لهذه المشكلة الخطرة التي تدمر الناس وممتلكاتهم، وتدمر الطرق وما يترتب على ذلك من الخسائر في الأرواح والمال العام، مع أنه بالإمكان الحل بإنشاء سكك حديدية للنقل العام، ونقل البضائع بواسطتها أو نقل هذه الشاحنات بحمولتها على القطار وإذا كان ذلك غير ممكن فمن الممكن إنشاء طرق خاصة بالشاحنات بعيدة عن الطرق الرئيسية التي يسلكها المسافرون بسياراتهم الخاصة، أما أن تستمر المشكلة بلا حل فهذا غير معقول! وهل يعقل أنه من أجل إرضاء أصحاب شركات النقل يتم تدمير الطرق وقتل البشر؟ بينما من الممكن أن تساهم شركات النقل بإنشاء السكك الحديدية المأمولة، فتفيد وتستفيد، وتوقف تدمير الطرق والممتلكات وقتل البشر.