انتهت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي العام الماضي 2009 من مرحلة تحديد مسارات خطوط السكك الحديدية التي ستربط البلدان الخليجية مع بعضها البعض. وسوف تمتد هذه السكة، التي يصل طولها 2117 كم، من الكويت مروراً بالسعودية، البحرين، قطر، الإمارات وحتى عمان. وهذا خبر مفرح بلا شك. فسكة الحديد الخليجية من شأنها تقليص المسافات وزيادة الترابط بين سكان المنطقة من ناحية وتسهيل نقل البضائع من بلد إلى آخر من ناحية أخرى. خصوصاً وأن بلداننا الخليجية تتجه نحو إلغاء الإجراءات الحدودية وإنشاء السوق والعملة الخليجية الموحدة. الأمر الذي من شأنه إعطاء التنقل بالقطارات ميزة نسبية. ولهذا ومن أجل دعم مؤسسة أو شركة القطارات الخليجية المستقبلية وأغراء مواطني المجلس باستخدامها الواسع لا بد من الاهتمام بتسويق هذه الخدمة ولفت الانتباه إليها. فالقطارات لن تصبح وسيلة شائعة في منطقتنا بين عشية وضحاها. خصوصاً وأننا من عشاق استخدام السيارات الخاصة على الطريقة الأمريكية. فتسويق القطار الخليجي يحتاج من الشركة التي سوف تتولى إدارة المشروع في المستقبل إلى جهد كبير جداً. وقد تكون التكلفة من الأمور المهمة. فتذكرة التنقل بالقطار بين البلدان الخليجية يفترض أن تكون على الأقل في السنوات الأولى مغرية لجذب الناس إلى هذه الوسيلة. وأنا أعني هنا كلاً من تذاكر الدرجة الأولى والعادية. فاعتدال أسعار تذاكر القطارات مقارنة مع تذاكر الطائرات سوف يشكل إغراء لشريحة واسعة من المواطنين والمقيمين في الخليج للتنقل عبر السكك الحديدية. وأعتقد أن بإمكان شركة قطارات الخليج المستقبلية أن ترفع أرباحها إذا لم تقتصر على نقل الركاب وحدهم. فالقطارات من أنسب الوسائل لنقل البضائع أيضاً. كما أن تصميم القطارات التي سوف نستخدمها للتنقل بين بلداننا هي من الأمور الهامة. مثلها مثل الخدمات التي سوف تقدم على ظهرها أثناء الرحلة. وأعتقد أن القطار الخليجي سوف يكون جذاباً إذا ما خصصت إحدى عرباته أو ممراته لتكون بمثابة سوق حرة أو مقهى مصغر ليتمكن المسافرون أثناء الرحلة من الترفيه عن أنفسهم. فالمفاضلة بين وسيلة نقل وأخرى لا ينفصل عن مدى الراحة التي نشعر بها أثناء السفر. كذلك فإن سرعة القطارات، التي سوف يتم استخدامها من الكويت إلى مسقط، من الأمور الحاسمة لجذب الاهتمام. فنحن الآن نعيش ثورة وتنافسا بين البلدان في هذا المجال. فالصين التي كانت قطاراتها وإلى الأمس القريب تسير بسرعة 140 كم في الساعة قد أطلقت في الشهر الماضي أسرع قطار في العالم. فقد قطع القطار الصيني الجديد، الذي تصل سرعته إلى 350 كم في الساعة، المسافة بين مدينة ووهان عاصمة إقليم هوباي وسط البلاد ومدينة جوانزجهاو الصناعية التي تبعد عنها مسافة 1069 كم خلال 3 ساعات بعد أن كانت الرحلة في الماضي تستغرق سبع ساعات ونصف الساعة في القطارات التقليدية. من هنا فإن شركة القطارات الخليجية المستقبلية يفترض أن تهتم بسرعة القطارات التي سوف تشتريها. وأنا متأكد بأنه عندما يحين ذلك الموعد فإن سرعة القطار الصيني ستصبح من الماضي. مما يعني أن القطارات التي سوف نستخدمها للتنقل بين بلداننا سوف تمكننا من قطع المسافة بين الكويت ومسقط خلال مدة زمنية قد لا تتعدى خمس إلى سبع ساعات. فدعونا نحلم.