وزير الداخلية يلتقي رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية    أمير تبوك يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية التوحد بالمنطقة    برنامج مفتوح لضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة "بتلفريك الهدا"    الرياض تستضيف غدًا نهائيات دوري المقاتلين المحترفين للمرة الأولى في المملكة    وزير البلديات يقف على مشروع "الحي" بالمدينة    تأهيل عنيزة يستضيف مؤتمر جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة الدولي الشهر القادم    أمير تبوك يوجه بتوزيع معونة الشتاء في القرى والهجر والمحافظات    «حزب الله» في مواجهة الجيش اللبناني.. من الذي انتصر؟    انعقاد الاجتماع التشاوري للدورة 162 لمجلس الوزاري الخليجي    الأمير عبدالعزيز الفيصل يتحدث عن نمو السياحة الرياضية    استشهاد تسعة فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    آل دغيم يهنيء سمو محافظ الطائف ومجتمع الطائف بهذه الخطوة التنموية    أمير تبوك يستقبل مطير الضيوفي المتنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى    محافظ الطوال يؤدي صلاة الاستسقاء بجامع الوزارة بالمحافظة    "الأمن السيبراني".. خط الدفاع الأول لحماية المستقبل الرقمي    "محافظ محايل" يؤدي صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين    الإحصاء: ارتفاع الإنفاق على البحث والتطوير بنسبة 17.4 % خلال عام 2023    القيادة تهنئ رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بذكرى استقلال بلاده    انخفاض أسعار النفط وسط زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية وترقب لاجتماع أوبك+    اليونسكو: 62% من صناع المحتوى الرقمي لا يقومون بالتحقق الدقيق والمنهجي من المعلومات قبل مشاركتها    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الاستسقاء في جامع الإمام تركي بن عبدالله    بالتضرع والإيمان: المسلمون يؤدون صلاة الاستسقاء طلبًا للغيث والرحمة بالمسجد النبوي    محافظ صبيا يؤدي صلاة الإستسقاء بجامع الراجحي    الداود يبدأ مع الأخضر من «خليجي 26»    1500 طائرة تزيّن سماء الرياض بلوحات مضيئة    «الدرعية لفنون المستقبل» أول مركز للوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا    27 سفيرا يعززون شراكات دولهم مع الشورى    المملكة تشارك في الدورة ال 29 لمؤتمر حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي    السعودية ترأس اجتماع المجلس التنفيذي ل«الأرابوساي»    في «الوسط والقاع».. جولة «روشن» ال12 تنطلق ب3 مواجهات مثيرة    «مساندة الطفل» ل «عكاظ»: الإناث الأعلى في «التنمر اللفظي» ب 26 %    وزير الصحة الصومالي: جلسات مؤتمر التوائم مبهرة    السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    الكشافة يؤكدون على أهمية الطريقة الكشفية في نجاح البرنامج الكشفي    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    شخصنة المواقف    النوم المبكر مواجهة للأمراض    الآسيوي يحقق في أداء حكام لقاء الهلال والسد    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    نيمار يقترب ومالكوم يعود    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    «واتساب» تختبر ميزة لحظر الرسائل المزعجة    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    باحثة روسية تحذر الغرب.. «بوتين سيطبق تهديداته»    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البوعلي: نجاح الخطيب يكون بطرح موضوعات تلامس الواقع
نحتاج أن نلامس قضايا الشباب مع أنفسهم
نشر في اليوم يوم 10 - 07 - 2015

أحمد بن حمد بن احمد البوعلي.. ولدت في عروس الشرق مدينة الدمام، وترعرعت بين نخيل اكبر واحة في العالم بين مياهها الوارفة العذبة وبين أبوين كريمين غمراني بفضلهما وأعطياني من حبهما وأكرماني من معينهما، فلهما الفضل بعد الله في حسن الرعاية والتوجيه، أحسنا تربيتنا وضحيا من اجلنا.
فوالدي المربي الفاضل الأستاذ حمد بن احمد البوعلي، أفنى أربعين ربيعا من عمره في التعليم والتربية والأدب وفي الثقافة والعلم، من أعماله إدارة ثانوية الهفوف وهي المدرسة الأولى في الشرقية والثانية في المملكة، وتخرج من عباءته 36 جيلا منهم الآن أمراء وعلماء ووزراء وفضلاء، لهم جهود مباركة في خدمة الدين والوطن، ووالدتي كانت خير مربية ومتابعة لنا، تعلمت القراءة والكتابة ودرست وطورت من نفسها وهي صاحبة خير وبذل وإصلاح بين أبناء الأسرة.. والحمد لله ففي كل يوم يصبح ويمسي المرء بتقبيل جبينيهما يرجو برهما ودعواتهما، نسأل الله أن يعيننا على القيام بواجبهما ويطيل أعمارهما على طاعته.. أما الحالة الاجتماعية: فمتزوج ولله المنة من زوجة أعانتني على الدعوة وعمل الخير، ولي منها خمسة من الذكور وبنتان، اسأل الله لهم ولأبنائكم الصلاح والفلاح.
المؤهل العلمي
 الدراسة العلمية النظامية وغير النظامية؟
* درست الابتدائية في مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية، والمتوسطة في مدرستي عمر بن الخطاب والأندلس، والثانوية في مدرسة الهفوف، والبكالوريوس من كلية الشريعة في الاحساء، والماجستير من جامعة الملك سعود قسم الثقافة مسار العقيدة والآداب، والدكتوراة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من كلية الدعوة والإعلام، والتي غير اسمها الآن إلى المعهد العالي للدعوة.
 كيف تجمع بين العمل الرسمي والمشاغل الأخرى وطلب العلم الشرعي، أما تجد صعوبة في ذلك؟
* لا، واجد نفسي من المقصرين في طلب العلم الشرعي، وأرجو الله أن يعيننا وإياكم على التزود من معين علمائنا، فطلب العلم فريضة على كل مسلم، ويمكن انشغالنا بالعمل الرسمي وبالأعمال الخيرية والاجتماعية غلب على أوقاتنا، إلا أن الدراسة المنهجية وخاصة الدراسات العليا والالتقاء ببعض أهل العلم والفضل عوّض شيئا يسيرا من طموحي، ولا شك ان الدراسة المنهجية خير معين للبدايات، فلقد تخرجت من جامعات شرعية أفدت منها ومن مشايخها الكرام خلال سنوات الدراسة بمراحلها، إضافة إلى حضوري بعض حلقات العلم التي تعقد في الأحساء وفي الرياض.
المراحل الدراسية
 من المشايخ الذين تأثرت بهم?
* كثير الذين عرفتهم واحتككت بهم، لكنني أجد نفسي متأثرا ومتابعا لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز «رحمه الله» استفدت من منهجه العلمي والعملي، صحيح إنني لم احضر له إلا القليل لكنني محب له ولمنهجه ومعجب بقدرته الفائقة في تعامله مع ولاة الأمر ومع العلماء وفي التعامل مع أقرانه وأعدائه، استمعت له الكثير واطلعت على جل كتبه وكثير من الفتوى له وزرته والتقيت به مرارا واطلعت على شيء من أعماله الخيرية وجئته في منزله لحل مشكلة بين قطبين من علماء الهند وأصلح بينهما.
كما حضرت فترة دراستي للماجستير في الرياض عددا من اللقاءات لشيخنا د. عبدالرحمن بن عبدالله آل جبرين «رحمه الله»، كما أفدت من برامجه العلمية التي كانت تعقد في الاحساء، كما وجدتها فرصة للقاء به عن قرب، وزياراتي له في بيته، حيث أجاب مشكورا على كتاب مائة سؤال وجواب في العمل الخيري، وهو كتاب منشور، وبعدها قدمت له 200 سؤال في العمل الخيري وأجاب عليها «رحمه الله»، فكنت أتردد عليه في بيته مرارا، وأطيل الجلوس معه وكان ابناؤه فضيلة د. عبدالرحمن وسليمان خير معين.
كما حضرت عددا من دروس معالي الشيخ صالح آل الشيخ العامة، وأفدت من كتبه وتوجيهاته، كما أفدت من شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي في دوراته العلمية، وكذلك درست في حلق فضيلة الشيخ ا. د. السيد عبدالرحيم الهاشم أستاذ الفقه في كلية الشريعة، درست عنده صحيح مسلم وبعض المتون.
كما حضرت لفضيلة الشيخ خالد المغربي كتاب العدة شرح العمدة، وهو من علماء الاحساء المغمورين ويشرف الآن على المركز الخيري لخدمة القرآن الكريم وله جهد موفق فيه.
ودرست كذلك على فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصر العقل أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور فالح الصغير أستاذ السنة النبوية في جامعة الإمام، والمشرف على شبكة السنة وعضو مجلس الشورى، وذلك في دوراتهما التي تقام في الاحساء وفي الرياض.
وعموما التأثير يختلف باختلاف الوقت والمرحلة، لكن المرحلة الدراسية أعدها من أجمل مراحل العمر وكل مرحلة لها طابع مختلف تأثرت بعدد من المعلمين، ففي المرحلة الابتدائية استفدت من الأستاذ الفاضل إسماعيل السماعيل معلم التفسير والقرآن.
وفي المتوسط الشيخ محمد البشر معلم المواد الإسلامية، وكان كفيفا، إلا انه صاحب بصيرة.
كما أفدت من الشيخ أحمد الملا معلم التفسير والشيخ محمد العمر الملحم، وكان له صوت ندي في قراءة القرآن، وشاعر وأثر علينا ببسمته وطيبته وكثرة بكائه في الفصل.
وفي الثانوية الشيخ محمد الخيال «رحمه الله»، والأستاذ محمد غنيم معلم مصري قوي الشخصية مليء بالعلم.
أما الجامعة وما بعدها فأفدت من عدد من المشايخ منهم فضيلة الشيخ د. سعد السويح «رحمه الله تعالى»، وفضيلة الشيخ د. عبدالله سلقيني أستاذ التفسير بكلية الشريعة، وفضيلة الشيخ د. عبدالله قاضي أستاذ الحديث، وهما سوريان لكن كان لهما منهجا علميا فريدا، وفضيلة الشيخ د. محمد العمير إمام وخطيب جامع المثلث، وفضيلة الشيخ ا.د محمد الوهيبي أستاذ العقيدة بجامعة الملك سعود،
فضيلة الشيخ ا.د سليمان بن قاسم العيد استاذ العقيدة في جامعة الملك سعود، فضيلة الشيخ ا.د إبراهيم الحميدان من المعهد العالي للدعوة بجامعة الامام، فضيلة الشيخ ا.د عبدالله اللحيدان من المعهد العالي للدعوة بجامعة الإمام، فضيلة الشيخ ا.د خالد القريشي من المعهد العالي للدعوة بجامعة الامام، كما تعلمت القرآن على المشايخ الشيخ وليد صعب سلمو، والشيخ علي عبدالحليم أستاذ القرآن في كلية الشريعة سابقا.
 الاهتمام الدعوي للشيخ أحمد.. متى؟ وما أسبابه؟
* الدعوة إلى الله «سبحانه وتعالى» من أجل الأفعال، وأعظم الأعمال التي يؤديها المسلم في دنياه، ويحتسبها لأخراه، ويضعها في ميزان حسناته، بل هي من الهموم التي تقعده وتقيمه، ويفكر فيها ليل نهار، يبحث عن نوافذ للأمل، ومخرج من الضيق، فالدعاة إلى الله يقومون بمهمة بالغة الشأن، عظيمة الأهمية بفضل من الله ومنته، ويكفي ان الله يتولاها بنفسه وهي عمل الأنبياء، وكان الاهتمام بالدعوة منذ بداياتي في طلب العلم، وقال عليه الصلاة والسلام: ((بلغوا عني ولو آية)). فالدعوة واجبة على المستطيع والواقع يحتاج منا إلى بذل المزيد من العلم والدعوة والإرشاد، وبلادنا بعلمائها وولاتها قدوة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وقامت هذه البلاد المباركة على الدعوة إلى الله والإحسان للناس قولا وعملا، فنحن نشاهد التنافس في الخير وبذل الكثير من الأموال والأوقات في الداخل والخارج لمصلحة دعوة الله.
ففي المملكة وسائل كثيرة لا يوجد لها مثيل في العالم، كمكاتب الدعوة وتوعية الجاليات والمؤسسات المانحة والخاصة والتي تصب في الدعوة ونصرتها، فهذه البيئة محفزة لكل إنسان يريد العمل، إضافة إلى تخصصي في الدكتوراة في الدعوة ويكفي في بركة ذلك قول النبي «عليه الصلاة والسلام»: لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها.
 الشيخ أحمد أحد أبرز خطباء الشرقية.. ما السبب الذي أوصلكم لهذا المقام؟
* اذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده.
أجد نفسي مقصرا ومستفيدا من إخواني الخطباء ومشايخي الكرام.
وما زلت احضر بين الفينة دورات متقدمة في فن الإلقاء والخطابة، وأسعد بعمل استبانة للمصلين استفيد من ملحوظاتهم وموضوعاتهم المقترحة، كما أني أطلب من مشايخي وزملائي الحضور لبعض الخطب للاستفادة منهم، وعندي مجلس منوع للخطبة يحضره علماء وشباب وعامة يعقد دوريا استمع من خلاله لكل ما يرد.
فالخطابة أثر من آثار الرقي الإنساني ومظهر من مظاهر التقدم الاجتماعي، ولهذا عُنِيَ بها كل شعبٍ، واهتمت بها كل الأمم في كل زمانٍ ومكانٍ، واتخذتها أداةً لتوجيه الناس، وإصلاح المجتمعات.
ما زلت أستذكر وصية صاحب السمو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية «رعاه الله» في لقائه مع الأئمة والخطباء في هذا العام والعام الماضي ((بأن يركز الأئمة والخطباء على ما ينفع الحاضرين في معاشهم أكثر من أي شيء آخر)).
هذا التوجيه من أسرار نجاح أي خطيب يريد أن يكون مؤثرا.
فماذا يستفيد الناس من التحليل السياسي على المنبر أو الحديث أو عن مشكلة سياسية في بلد آخر.
نحن في حاجة إلى تركيز المعلومة ومناقشة قضايا الناس والمستجدات العصرية التي تعود بالنفع على المصلين في دينهم ودنياهم.
نحتاج إلى أن نلامس قضايا الشباب مع أنفسهم ومع والديهم ومع أصدقائهم ومجتمعهم، نحن في أمس الحاجة إلى التأليف بين الناس والتماسك بين المجتمع القرب من الناس والحنو عليهم وحبهم.
فالخطبة من أهم وسائل الدعوة الناجحة لو استطعنا أن نصل إلى قلوب المصلين لحققنا مكاسب عظيمة لمجتمعنا.
العمل الخيري
 ماذا تعني لكم جائزة الأمير محمد بن فهد لأعمال البر؟
* الجوائز منهج جميل للتحفيز وبث روح المنافسة الشريفة، ولإبراز قدرات ممكن الاستفادة منها، وجائزة الأمير محمد بن فهد «رعاه الله» جائزة فريدة، وقد من الله علي وتم ترشيحي لها مرتين، وهي وسام يحمد الإنسان الله عليها ويشكره، ولا شك أنها محفزة للإنسان لبذل المزيد، واسأل الله أن يتقبل منا ومنه، وأشكر الأمير على عنايته للعمل الخيري، فهو أب حان كريم السجايا جميل الطباع، واطلعت على بوادر لتطوير الجائزة في بداية رمضان لتكون أعم واشمل، فجزاه الله خيرا ووفقه وتقبل منه ما قدمه لدينه وبلده وللعمل الخيري.
 مؤسسة قبس ما دورها وسبب إنشائها؟
* قبس للقرآن والسنة والخطابة، بدأت مسابقة باسم مسابقة الأمير محمد بن فهد بن جلوي أمير الاحساء السابق «رحمه الله»؛ وفاء له وتقديرا من الأهالي لجهوده في حب العلم وأهله، ورغبة من أبنائه في أن يكون لوالدهم عملا ينفعه كصدقة جارية وقد أحسنوا الاختيار.
والأمير محمد كان خير معين للعمل الخيري في الاحساء، فهو رئيس ومؤسس جمعية البر، وكانت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تحظى برعايته، ومنذ أواخر عام 1410 ه كنا نتلقى منه تبرعا سخيا بعد كل مناسبة يرعاها، وبنت الهيئة له جامعا في باكستان في ولاية لاهور مدينة ساهيوال في منطقة تابعة لجامعة البدر الإسلامية، والتي يشرف عليها الدكتور سيد ضياء الله بخاري وهو أيضا إمام جامع الامير محمد.
والأمير «رحمه الله» جمع بين الإمارة والعلم، فهو مثقف من الطراز الأول ومتابع للحركة العلمية والثقافية في العالم الإسلامي، وهو أول من اخبرنا بمشكلة البوسنة والهرسك قبل انتشارها، وكان داعما ومحفزا للعمل الخيري، فجاءت فكرة المسابقة عام 1423ه، والتي كان وراء نجاحها أبناء الأمير «وفقهم الله»، وكان للأمير عبدالعزيز بن محمد دعم واضح ومتابعة مستمرة وتفاعل له أثره على العاملين.
واليوم - بفضل الله - هي مؤسسة خيرية تابعة لوزارة الشؤون الإسلامية بمقتضى الأمر السامي برقم (42/ق/م) بتاريخ 27/3/1432ه، ومن أعمالها المسابقات الدورية وإقامة المحاضرات والدورات العلمية والملتقيات التوعوية وإنشاء دور ومراكز ومعاهد ومدارس وروضات وحلقات دائمة وموسمية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وعلومهما، وتعليم فنون الإلقاء والخطابة، وتدعم العمل النوعي في خدمة أهدافها، وبها مجلس الأمناء برئاسة الأمير عبدالعزيز بن محمد بن جلوي، ومجلس إداري ومجلس علمي به عدد من مشايخ الاحساء لمتابعة أعمالها العلمية وبرامجها، ويدير شؤونها اليوم أخي الأستاذ صلاح الحمد، وما زلنا في بداية الطريق ونسأل الله العون.
الدمار والضياع
 الأمن الفكري مسؤولية تريد أكثر الجهات المساهمة في تعزيزها، ما الدور الإيجابي والسلبي لهذه المبادرات؟
* بلادنا الغالية تسير بخطى ثابتة نحو التقدم والازدهار، حاملة على عاتقها إعلاء دين الله تعالى ورفع مكانته بين الناس كافة في جميع أنحاء العالم، ويكفينا فخراً وعزاً أن يكون منهجها تحكيم كتاب الله وسنة نبيه «صلى الله عليه وسلم»، معلية شأن العلماء والدعاة في أرجائها المتباعدة، وعلى الرغم من ذلك كله إلا أن هناك نبتة من أبناء هذه البلاد نبتت على غير هدى في كهوف خارج أسوار البلاد، بسبب ما تلبست به أفكارهم من شوائب، وسارت به عقولهم لما فيه الضرر لهم ولغيرهم، فوقعوا صرعى بيد غيرهم ممن يتمنون الدمار والخراب لهذه البلاد، ويحرصون على نزع فتيل الفتن لينتشر الظلم ويضيع الأمان، وان هذه الفتنة التي حلت بديارنا فتنة التكفير والتفجير والتقسيم ستولي بإذن الله، وتحتاج منا للوقوف في وجهها ليمكن معالجتها بحكمة وتعقل وحزم، والأخذ بأيدي شبابنا إلى طريق الجادة قبل أن تتخطفهم الأيدي الآثمة التي تمتد في الخفاء لتأخذهم للهاوية.
هذا الفكر لم ينبت من أرضنا ولم يفرزه تعليمنا أو حلقات التحفيظ ولم يتبنه علماؤنا الراسخون.. هذا نبت خارج البلاد تحت أغطية واشكال معروفة ومكشوفة، والواجب علينا تبصير شبابنا بما يدور حولهم من الفتن المهلكة التي باتت تأكل الحرث والنسل، والناظر في أحوال البلاد من حولنا يرى العجب من قتل وتدمير وتشريد وظلم واعتداءات، وكل ذلك بسبب غياب الوعي الفكري لدى من يقع في مثل هذه الجرائم العظيمة، وتعلقهم بشبهات زرعها في عقولهم أصحاب المطامع السيئة، مما يؤكد أهمية الأمن الفكري وحماية النشء من الوقوع فيما وقع فيه من سبقهم من الشباب، ويكون ذلك بالقرب منهم والعمل معهم لتحقيق رؤاهم والاخذ بيدهم نحو الهدف عن طريق فكر جمعي بين المؤسسات الدينية والاجتماعية والتعليمية والشبابية والأمنية، والتي تقوم بدور كبير في وقاية المجتمع والذود عن حياضه، فنحن نحتاج للعمل الوقائي في معالجة مثل هذا الفكر انطلاقا من المسجد، والمدرسة، والأندية الثقافية والرياضية والأمنية، واستغلال أوقات الفراغ عند الشباب وشغلها بما يفيد من أنشطة نافعة للفرد والمجتمع، من خلال تنسيق الجهود لرؤية وطن ويمكن العاملين للتصدي لمثل هذه الأفكار وتوجيهها التوجيه السليم.
والواقع أننا ما زال هناك نقص في التكامل الحقيقي والتنسيق الناجع لملف الأمن الفكري لشبابنا، وما يجري من بعضهم مؤلم ومحير في نفس الوقت، ونحتاج إلى رؤية عملية مشتركة ومعلنة تقوم على تخطيط منهجي بعيد وقريب المدى، نحن في حاجة الى ربط الشباب بحقيقة دينهم وبولاة أمورهم وعلمائهم، والحث الدائم للم الشمل وعدم الوقوع في الفرقة التي يبغضها الله تعالى ورسوله.
 المدرسة الأحسائية الفقهية تميزت باختلاف التنوع والالتقاء، كيف وصلت لهذه المرحلة؟
* هذا بتوفيق من الله ثم بالوعي المبني على ثقافة شرعية وتجربة واقعية وتربية لقبول الآخر، قام بها الآباء واستلهمها الأبناء، ولو يعلم الناس مافي أجواء التنوع المحمود من نعمة ما تركوها، قال تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)).
وقد يوهم البعض أنَّ المذاهب الإسلامية تختلف في كل شيء! والواقع: أنَّ أحكام الشريعة تنقسم إلى قسمين رئيسيين: الأحكام المتفق عليها بين علماء المذاهب الفقهية، وهذا القسم لا مجال للخلاف أو الاختلاف حوله؛ لأنه لا يقبل الاجتهاد، وصاغه الشارع صياغة جازمة، فضلا عن عدم قبول الخلاف فيه.
الثاني: الاختلاف في الفروع: كالاختلاف في الحل والحرمة ونحوهما وهذا مشروع بضوابطه، كما قال السبكي: "قال والدي «أيده الله»: والذي يظهر لنا ويكاد أن يقطع به أن الاتفاق فيه خير من الاختلاف"، لكن كون الاتفاق خيراً من الاختلاف لا يمنع مشروعية أصله، واعتباره سعة ورحمة كما أشار إلى ذلك بكونه يفضي إلى ترخص المقلد في الأخذ بقول بعض العلماء، "يجوز التقليد للجاهل، والأخذ بالرخصة من أقوال العلماء بعض الأوقات عند مسيس الحاجة من غير تتبع الرخص، ومن هذا الوجه يصح أن يقال الاختلاف رحمة إذ الرخص رحمة".
الاحساء أنموذج للتعايش وقبول الآخر والتناصح معه وحواره بالتي هي أحسن، وقد ثبت بالتجربة عبر سنين طويلة أن الاحساء بمذاهبها مشروع ممكن تصديره والاستفادة منه، فالمالكية يصلون خلف أئمة الحنابلة والشافعية يؤمون بالأحناف والجميع يعتقد هذا دينه، مع المحافظة على أصول كل مدرسة والاستفادة منها وفي الاحساء عدد من المنتديات التي تجمع بين المدارس العلمية للحديث المشترك والتزاور بينهم والتعاضد بما ينفع البلاد والعباد.
من جهة أخرى، لا بد من التأكيد على أن المجتمع الأول وجدت فيه ليس طوائف او مذاهب بل أديان، ومع ذلك كانت هناك وثيقة واضحة المعالم مرسخة مفهوم حماية الوطن من الداخل والخارج، ملتزمون بها ويعرفون عقوبة من خالفها وهذا ما حصل لبني قريظة.
الاسلام وداعش
 الهجوم على المساجد أصبح صبغة داعشية، لماذا استهدفت هذه الجماعة دور العبادة؟
* مما يؤسف له أن قضية التكفير والتفجير صارت من أكثر القضايا التي سيطرت على بعض الشباب «هداهم الله»، مستندين إلى مرجعية دينية غير معتبرة، فأصيب بعض الشباب بالخلل فقوض أركان هذا الدين وهدم بناءه.
والإسلام دين عظيم ودقيق في الألفاظ والحكم والحديث في هذه الأمور وخاصة التكفير ومعني بها العلماء فقط، وأما الاعتداء على المساجد، فالإسلام حرم استهداف دور العبادة أو هدمها مصداقاً لقوله تعالى في سورة الحج:
((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً)). ولا ظلم يفوق ظلم من منع ذكر الله في المساجد وسعى في خرابها وهدمها، وانتهاك حرمات المساجد، أو التعدى على إقامة ذكر الله فيها، فقال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْى وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
وذكرت المادة 53 من اتفاقية لاهاي لعام 1954 التي نصت على حماية الممتلكات الثقافية والدينية، كما أورد البروتوكول الثاني الخاص بالنزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي في المادة 14 ما نصه "يحظر ارتكاب أية أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية، أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب واستخدامها في دعم المجهود الحربي".
فما يفعله الدواعش في التعدي على المساجد يقصد به اشعال الفتنة وخلخلة الامن، ولا شك انه تعد على حرمات الله ينم عن جهل بالشريعة وتأويل في غير مكانه وخلل في التفكير.
 هناك ردود أفعال مختلفة تجاه القضايا التي تمس المجتمع بصورة فتوى أو مسلسل هل هذه الردود ظاهرة طبيعية؟
* ضجيج الناس لأي خلل يحصل في المجتمع دليل على وعيهم وحبهم لدينهم وخوفهم على بلادهم أن تمس بأي أذى، وهي ظاهرة صحية إذا انتهج الناس الطريق الصحيح في المعالجة من غير تهويل أو تقليل، فنحن في دولة مؤسسات ويوجد طرق كثيرة في إيصال المقصود.
والفتوى أمرٌ عظيمٌ وشأنٌ كَبير، لا يجوزُ الإقدامُ عليه إلا لمن كان ذا عِلمٍ ضَليعٍ وعقلٍ سَديد، جثَا بالرُّكَب أمامَ العلَماءِ الربانيِّين، وسَهرَ الليالي لتحصيل أدلة الوحيَين والتبصُّرِ بقواعد ومقاصد الدين وعلى هذا المنهجِ تربّى السلَف الصالح، وتواصى عليه العلماءُ الربانيون، قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: (أيُّ سماء تُظِلُّني وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني إن أنا قُلتُ في كتاب الله ما لا أعلم؟!
فلا بدّ من إحكامِ قواعدِها الشرعيّة وضوابطها الدينيّة، خاصةً في نوازل الأمّةِ وأيّام الفتن، ورسولنا يقول: ((أشدُّ ما أتخوَّف على أمتي ثلاثة: زلَّة عالم وهذا إنما يحصل بالفتوى، ألا فليحذر شبابُنا من فتاوَى لا مصدَر لها، أو من فتاوى لا يتبنَّاها علماءُ الأمّة، ولا تجتمع عليها كلِمتُهم، خاصّة في المسائلِ العامّة والنوازل التي تنزل بالأمّة الإسلاميّة اليوم. قديمًا قال ربيعة شيخ مالك: «وبعضُ من يُفتي هنا أحقُّ بالسّجن من السُّرَّاق».
وأما أهل الأعمال الدرامية والمسلسلات الرمضانية فأنصحهم بأن يتقوا الله في شبابنا وان تكون أعمالهم هادفة المعنى والمبنى من غير استهزاء بثوابت أو زيادة في فكرة أو تنقيص من الرموز، والعدل في النقد فهم محاسبون في الدنيا وفي الآخرة.
فما من كاتب إلا سيبلى
ويبقي الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
 كلمة في ظل هذه المتغيرات السياسية للمنطقة؟
* المتغيرات كثيرة والأعداء متربصون والحساد كثر والمثبطون في ازدياد والمنافقون متواجدون في كل زمان ومكان، وليس لنا إلا العصمة بالله وعدم التفرق، وأن نفوت الفرص على المتربصين ونكون مع قيادتنا صفا واحدا ومع علمائنا يدا واحدة ومع مجتمعنا كالبنيان المرصوص ونتسامى عن خلافاتنا، اليوم حزم وعزم وغدا فتح ونصر.
 كلمة لقراء ملحق آفاق الشريعة.
* آفاق نجوم (اليوم) ووجهه الطريق ومهب الريح وقراؤها مميزون وكما أنهم يستفيدون من طرحها ونشاطها المسدد يجب عليهم أن يسعوا في تطويرها من خلال المقترحات والمشاركات، شكرًا لآفاق على ما تبذله من جهد وفكر متمنيا للجميع التوفيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.