إذا ما سلمنا أن مباراة السوبر السعودي التي تجمع النصر (بطل الدوري) وغريمه الهلال (بطل كأس خادم الحرمين الشريفين) في العاصمة البريطانية لندن، فإن هناك استفادة جديدة سوف تضاف لفريق النصر ولقبا جديدا سيكون علامة قوية في تاريخه. وبغض النظر عن تحقيقه للقب من عدمه فإن لقب الفريق (القارّي) سيضاف إلى ألقابه؛ كونه الفريق السعودي الوحيد الذي لعب مباريات رسمية في جميع قارات العالم آسيا وأمريكا وأفريقيا وأوروبا، وهذا يعكس أهمية ومكانة فريق النصر الذي يمثل أحد أهم أركان الكرة السعودية بتاريخه وإنجازاته. ونجزم أن مثل هذه الألقاب هي اولا وأخيرا اعتبارية تسعد الجماهير وتجعلهم يتغنون بفريقهم بالطريقة التي يفضلونها وتناسب توجهاتهم كعاشقين له، واللقب (القارّي) يجعل جماهير النصر تكون أكثر نشوة والتصاقا بناديهم. وقد شاع في الآونة الأخيرة بالكرة السعودية وبشكل ملحوظ ومبالغ فيه تعزيز الألقاب الاعتبارية للأندية من جانب الاعلام والجماهير؛ بغية تحقيق انتصار معنوي، بعيداً عن الملاعب والتأثير على الجماهير المنافسة، وهذا شكَّل انقسامات كبيرة وتجاذبات غير جيدة بين تلك الجماهير يتحمل الاعلام المروج لها وزرها. جميل التغنّي بفريقك ومدحه وتمييزه عن غيره، ولكن لا بد أن نعلم أن ما يدور في فلك هذا التمييز لا يتعدّى إطار المنافسة الحميدة والجيدة بين الأندية وتنتهي بانتهاء المباراة في الملعب سواء كان خاسرا أو منتصرا. واللقب الجديد (القارّي) الذي تنوي جماهير النصر إطلاقه على فريقها سيكون بمثابة مرحلة جديدة من التنافس المحموم بين الجماهير للبحث عن ألقاب مماثلة لأنديتها؛ حتى يكون هناك مجال مقنع للمجاراة والتنافس. وإن كنت شخصيا لا أرى فيها ما يضير ليجعل البعض متشنجا أو محتقنا تجاه مثل تلك الألقاب، فهناك أندية سبق وأن أطلقت على نفسها ألقابا مفتعلة أو منسوخة من أندية أخرى على سبيل المثال لا الحصر اللقب الأهلاوي (الملكي) الذي نازعه عليه الهلال ويحاول ترسيخه له بقوة إعلامه. ولن تقف الدائرة عند هذا الحد وسوف تطالعنا بعض وسائل الاعلام والجماهير بألقاب جديدة قد تكون ذات جدلية كبيرة بين الجماهير، وقد تكون مستحقة، ولكن يبقى الأمر اعتباريا، ولا بد أن يفهم كل من ينساق وراء هذه الألقاب بأنها اعتبارية أولا وأخيرا وليست بطولات يحققها الفريق وتضاف لسجله. نحن ندرك تماما أهمية المنافسة وانعكاسها على قوة وارتقاء مستوى الكرة السعودية، والتحفيز أحد أركان المنافسة لاستنهاض همم اللاعبين وتقديم أفضل ما لديهم، ولكن لا بد أن ندرك أيضا أن هؤلاء المنافسين هم أخوة لنا وأقارب وأصدقاء. ولا بد أن نعرف أن اللاعبين أنفسهم اصدقاء خارج الملعب ورفقاء قد لا يفترق بعضهم عن بعض في معظم الأوقات، ويعلمون أن المنافسة مكانها الملعب فقط وتنتهي بانتهاء المباراة. (القارّي) اللقب المنتظر لجماهير الشمس والذي سوف تتغنى به كثيرا، ولأعوام مديدة، قد تقض مضاجع جماهير غريمهم التقليدي كثيرا. [email protected]