دارت معارك عنيفة، الأحد، بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة في جنوب اليمن، فيما وصل المبعوث الأممي إلى العاصمة صنعاء في مسعى للتوصل إلى هدنة إنسانية. وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، أشارت مصادر ميدانية إلى أن طيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة في إطار عملية إعادة الأمل شن غارات عدة استهدفت عربتين وناقلة جند للمتمردين في ضواحي بئر أحمد، وأدت إلى سقوط ثمانية قتلى في صفوفهم، فيما أكد مسؤول حكومي، أن الحوثيين وقوات المخلوع على عبد الله صالح قصفوا بصواريخ الكاتيوشا مناطق سكنية في المنصورة وبئر فضل وحي الإنشاءات، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وأكد المسؤول، أن ثلاث قذائف استهدفت روضة أطفال في حي الإنشاءات، حيث يتخذها النازحون ملاذا لهم، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص بينهم طفل ووالده وجرح 11 آخرين. وأكدت مصادر طبية لوكالة فرانس برس حصيلة القتلى المدنيين. وقالت مصادر ميدانية في بئر أحمد: إن مسلحي "المقاومة الشعبية" حافظوا على مواقعهم في محيط اللواء 31 مدرع وسط اشتباكات عنيفة مع الحوثيين. وقال شهود عيان، إن تعزيزات ل"المقاومة الشعبية" وصلت إلى جبهة بئر أحمد، بقيادة نبيل المشوشي، وتمكن من التصدي للحوثيين في الجهة الغربية من المنطقة. وفي مديرية دار سعد، تركزت المواجهات في قرية مصعبين والبساتين، حيث شهدت حرب شوارع بين الطرفين خلفت قتلى وجرحى من الجانبين، بحسب ما أفادت مصادر في "المقاومة الشعبية". وأوضحت المصادر أن طيران التحالف شن غارات عدة على الأطراف الشمالية والشرقية لمديرية دار سعد، مستهدفا تجمعات ومركبات عسكرية للحوثيين، من دون أن يعرف بعد حجم الأضرار، مؤكدة أن مسلحي "المقاومة" أحرزوا تقدما بسيطا في جبهة معسكر سلاح المهندسين. وأفاد شهود عيان، إن الحوثيين وقوات المخلوع منعوا المواطنين من الدخول والخروج عند مداخل عدن الثلاثة، كما قاموا بمصادرة مركبات وشاحنات محملة بالبضائع والخضروات حاولت الدخول إلى المدينة عن طريق التهريب وفي طرق صحراوية وعرة. غارات من جهة أخرى، جدد طيران التحالف في وقت مبكّر من صباح الأحد، غاراته الجوية على مواقع مختلفة يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح بالعاصمة صنعاء. وقال سكان محليون لوكالة الأنباء الالمانية، إن عدة غارات جوية شنها طيران التحالف استهدفت معسكرات الدفاع الجوي، الجميمة وخشم البكرة، حيث سمعت دوي انفجارات عنيفة وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة. وفي لحج، قتل 19 من المتمردين الحوثيين وقوات صالح فجر، أمس، في اشتباكات مسلحة مع "المقاومة الشعبية" في مناطق متفرقة في المحافظة، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية موالية للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي لوكالة فرانس برس. وذكرت المصادر نفسها، إن هجوما مباغتا شنه مسلحو "المقاومة الشعبية" على تجمع للحوثيين في منطقة الوهط، ما أسفر عن سقوط 11 قتيلا وعدد من الجرحى. وأشارت إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت في منطقة بلة المطلة على قاعدة العند الجوية بين "المقاومة الشعبية" والحوثيين المدعومين بقوات صالح، حيث تمكن الفريق الأول من استعادة موقعين في المنطقة، ما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى وعدد من الجرحى في صفوف الحوثيين وصالح، فيما قتل اثنان من "المقاومة الشعبية" وجرح أربعة. وفي موازاة ذلك، ينتظر وصول مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد، إلى العاصمة صنعاء، في مسعى جديد للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان، ما يسمح بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان. وأعلنت الأممالمتحدة، الأربعاء، الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية، وهي الأعلى، في اليمن حيث بات أكثر من 21,1 مليون يمني يمثلون 80% من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، ويعاني 13 مليونا منهم من نقص غذائي و9,4 ملايين من شح المياه. وفشلت محادثات السلام في جنيف الشهر الماضي، بين ممثلين للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين. ومنذ مارس قتل في اليمن أكثر من 2800 شخص بينهم 1400 مدني، وفق الأممالمتحدة، فيما جرح 13 ألفا آخرون. وسيطر الحوثيون منذ يوليو 2014 على مناطق واسعة في اليمن. ومنذ 26 مارس تقود المملكة تحالفا عسكريا لمواجهة تقدم هؤلاء وحلفائهم.