الظاهرة اللافتة للنظر في ديارنا المقدسة التي خصها رب العزة والجلال بوجود بيته العتيق ومسجد خاتم أنبيائه ورسله عليه أفضل الصلوات والتسليمات فيها هي أن رجالات الأعمال والخيرين وباذلي المعروف ينشطون في شهر رمضان الكريم لمضاعفة أعمالهم الخيرية في شتى مسالك ومضارب الخير وهي كثيرة للغاية قد لاتحصيها هذه العجالة، وهم يشكرون على تلك الأفعال الانسانية الكبرى. وتتكرر ضمن تلك الظاهرة في هذا الشهر العظيم الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان صورة جميلة من صور الخير حيث تبرعت حرم الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز الأميرة سارة بنت خالد بن مساعد بن عبدالعزيز بمنزلها الواقع بحي الرحمانية بالرياض لصالح الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض، ووجهت سموها أن يستفاد منه لخدمة أكبر قدر ممكن من فتيات الجمعية. هذا العمل الانساني الخيري الذي ثمنه سمو رئيس اللجنة التنفيذية بجمعية – انسان – الخيرية هو لون من ألوان الدعم السخي الذي مازال يبذله أبناء هذا الوطن لفعل الخير في سائر شهور العام وبالأخص في شهر رمضان الكريم حيث تتضاعف تلك الأعمال الخيرية التي يتسابق لبذلها رجالات الأعمال وفاعلو الخير لصالح المنتفعين منها من الفقراء والمعوزين وذوي الحاجات. ان ماقامت به سمو الأميرة – يحفظها الله – يعد امتدادا لدعمها المستمر لبرامج وأنشطة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، وتلك الجمعية تقوم بأعمال انسانية كبرى يشار لها بالبنان، فقد تحولت الى مثال حي من أمثلة مايجب أن تقوم به الجمعيات المماثلة بالمملكة، فرعاية الأيتام التي رسمت سمو الأميرة سارة صورة من صورها الانسانية هي لمسة حانية سوف تعود على الجمعية بخيرات متعددة. وتبرع سموها بمنزلها لخدمة اليتيمات بشكل مباشر يأتي انطلاقا من حرصها الشديد على دفع مسيرة الأعمال الخيرية الى الأمام، فهي تضرب بهذا التبرع الكريم صورة جديدة من صور البر والاحسان لفئة غالية من فئات مجتمعنا السعودي الآمن، فتأهيل ورعاية اليتيمات تمثل في حقيقتها عملا انسانيا كبيرا توج بتبرع سموها السخي، وهو من الأعمال الانسانية العظيمة التي يشار لها بالبنان يقوم بها الخيرون والخيرات في بلادنا الكريمة. لقد ثمن أعضاء مجلس ادارة الجمعية هذا التبرع الانساني الكريم لما فيه مصلحة اليتيمات بالجمعية، ويمثل التبرع في حقيقة الأمر لفتة كريمة من سمو الأميرة سارة لخدمة فئة غالية من فئات مجتمعنا السعودي، وهم بحاجة لمثل هذا التبرع الكريم الذي سوف يستفيد منه كوقف خيري استثماري يعود ريعه لرعاية الأيتام في هذه الجمعية الهامة من جمعيات الخير المسؤولة عن رعاية اليتيمات في هذا الوطن المعطاء. صورة هذا التبرع الذي سوف يتحول الى مركز يحمل اسم الأميرة سارة وسوف يخصص كناد للفتيات واقامة الأنشطة النسائية للجمعية فيه تمثل صورة جميلة من صور فعل الخيرات التي جبل عليها أبناء المملكة القادرين على العطاء في مجالات انسانية عديدة مساهمة منهم لبذل أعمال الخير والبر في بلد اتخذ قادته من تعاليم ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة دستورا لتحكيمه في كل أمر وشأن، وتلك المبادئ تحث على فعل الخيرات وممارستها. تلك الصورة الجميلة التي ظهرت من خلال تبرع سمو الأميرة بمنزلها لصالح الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض تشكل واحدة من عشرات الصور التي تتكرر دائما وبالأخص في شهر رمضان العظيم لتدل من جديد على أن سمة التكافل المنشود بين طبقات المجتمع السعودي هي سمة واضحة وظاهرة وتمارس بشكل علني ومشهود وتترجم بكل مضامينها التمسك بمبادئ وتعليمات وتشريعات عقيدتنا الاسلامية السمحة التي نادت باشاعة التكافل بين المجتمعات البشرية لخير الانسان وسعادته وأمنه واستقراره. * كاتب وإعلامي