يلاحظ في العديد من المؤسسات التطوعية ضعف وتدني مهارات القائمين على الانشطة التطوعية مع التقدير الكبير لنية وإخلاص هذه الفئة من أبناء المجتمع الاوفياء. ف (الفاعلية + الكفاءة) في المرحلة الراهنة المعاصرة من الاشتراطات الهامة للكوادر الناشطة في المؤسسات التطوعية. هناك من يستخدم مصطلح الفاعلية والكفاءة دون معرفة الفرق العلمي بينهما، الفاعلية Effectiveness مقياس لمدى إنجاز الأهداف، أما الكفاءة Efficiency فهي مقياس لحسن استغلال الموارد. والسؤال الجوهري والمفيد هنا: لماذا تغيب هذه المهارات عن الناشطين في الميدان التطوعي؟ هناك دراسة حديثة هامة أجريت على أكثر من 600 مؤسسة من مؤسسات العمل الخيري والتطوعي في المملكة تشير الى ان %93 من المنظمات غير الربحية ليس لديها رسالة واضحة!! وان %70 من المنظمات غير الربحية لا يوجد لديها أهداف وان أغلب هذه الاهداف ليست ذكية !! إذا كيف يعمل الافراد ويحققون الاهداف في بيئة عمل اداري فوضوي وغير منظم ؟ في تقديري اولى عقبات عدم فاعلية هذه المؤسسات قادة وأعضاء مجالس الادارة الذين يعتقدون كمال كفاءتهم وانهم ليسوا بحاجة الى مهارات جديدة وليسوا بحاجة الى تطوير ذواتهم وصقل مهاراتهم ! . قيل: ( من ظن انه قد علم فقد جهل ) ففي أعظم وأكبر مؤسسات العالم يعتبر مشروع تنمية الموارد البشرية والتدريب لجميع المستويات الادارية خيارا استراتيجيا. هذه العقلية الادارية التقليدية اذا عشعشت في اي مؤسسة غير ربحية فانها في الاغلب الاعم تراوح مكانها في نقطة الصفر فلا إبداع ولا تغيير أو تجديد إداري يحدث ما يضيع الجهود التي تبذل من قبل الاعضاء خصوصا الجدد منهم الذين سرعان ما يهربون من هذا المناخ الكئيب الذي يكرر السلبيات والأخطاء ويعزز حالة الجمود والتحجر الفكري وعدم الابداع، فتتضاعف فرص الإحباط والفشل. أغلب المؤسسات التطوعية تفتقد إلى وجود كوادر بشرية مدربة للعمل التطوعي وتفتقد الى البرامج التدريبية الخاصة المقننة وفق رؤية ثاقبة لتنشئة جيل قيادي جديد من المتطوعين يساند ويواكب تطور المؤسسة ويقلل الآثار السلبية بتغيير إدارييها بعد انتهاء الدورات الإدارية لها. نعم يجب ان نعترف بأن بعض قيادات العمل التطوعي معمرة في مناصبها أكثر من القيادات السياسية في الوطن العربي، وهذا الحال ينطبق على مؤسسات العملين الخيري والتطوعي للجنسين (الرجال والنساء). يقول تشرشل: ( إذا كنت ترغب في استكشاف بحار جديدة عليك أولا أن تتحلى بالشجاعة اللازمة لمغادرة الشاطئ. كاتب وباحث أكاديمي