طالب مختص بضرورة تطبيق الحوكمة الشفافية والمحاسبية على الجمعيات غير الربحية بالمملكة، مؤكداً بأنها تمنع أشكال الفساد الإداري والمالي، وتحجب ظاهرة "شخصنة الجمعيات الأهلية"، مشيرا إلى أنها تعمل على تقويم عمل الجمعيات وقياس العائد الاقتصادي وإبرازه. وقال المهندس عبدالله خوجة عضو المجلس التنفيذي لمجلس الجودة السعودي خلال أمسية نظمتها شعبة الهندسة القيمية بالهيئة السعودية للمهندسين حول رفع فاعلية العمل التطوعي أمس الأول تحت شعار حوكمة الجمعيات غير الربحية أن الجهات المانحة تتجه أولوياتها دائماً إلى الجمعيات غير الربحية التي تتمتع بهياكل مؤسسية قوية؛ أي الجمعيات التي تعتمد على أساليب الكفاءة والإدارة المهنية التي يتبعها القطاع الخاص ولكن ليس بهدف الربح. وأفاد خوجة أنها تمنع ظاهرة (شخصنة الجمعيات الأهلية)، حيث تتوزع المسؤوليات على الأعضاء في ظل القوانين واللوائح العامة والخاصة، وأيضاً تساعد على بناء كوادر في الجمعيات الأهلية وصف ثان وصف ثالث من القيادات المستقبلية. وأشار خوجة أن الحوكمة تساعد في تحديد الأهداف وسبل تحقيقها والرقابة على الأداء وضمان الاستمرارية بأسلوب علمي على دراسة احتياجات وأولويات المجتمعات والفئات المستهدفة. ولفت خوجة إلى أن الحوكمة تحد من العمل بأسلوب أزمة الإدارة وتفعيل مفهوم إدارة الأزمة في ظل التخطيط الاستراتيجي والبعد عن التخبط والعشوائي. وشدد على أنها تقلل من الأزمات المالية والإدارية وتساعد على الخروج منها بأقل الخسائر وتضمن استمرار وبقاء الجمعية. وأبان أن تطبيق الحوكمة تحقق القيادة الرشيدة والكفاءة والفاعلية في استخدام الموارد، القيادة التي تتصف بالأمانة والجديرة بالثقة والاحترام والشفافية والقابلية للمحاسبة عن المسؤولية تجاه الجمعية والمتعاملين معها، كما أنها تساعد في تقويم عمل الجمعيات وقياس العائد الاقتصادي وإبرازه. وتناول خوجة التعريف بالحوكمة ودورها في تدعيم الأنظمة والمبادئ والمعايير التي توضح وتؤكد حقوق الأطراف ذات العلاقة، وتوضيح حقوق ومسؤولية مجالس الإدارات والجمعيات العمومية بالمؤسسات غير الربحية، وتدعيم المعايير الأخلاقية ومبادئ الإفصاح والشفافية وآلية وضع وتطبيق الضوابط للسيطرة على تعارض المصالح. وخلص خوجة إلى أن حوكمة الجمعيات لا يمكن تجاهلها، حيث ان الجمعيات الناجحة كانت شاهداً على أهمية الحوكمة وقابليتها للتطبيق في كافة المنظمات، وفي كل الأحجام والصناعات، والأماكن التي واجهت مشكلات حوكمة الشركات عندما بدأت تنتشر حول العالم. من جانبه، استعرض المهندس عصام المؤمن نائب رئيس شعبة الهندسة القيمية دور وحجم الأعمال التطوعية بالمملكة وتطرق لبعض الأمثلة الناجحة للهيئات والجمعيات التطوعية، كما بين سبل الاستفادة من تقنية الهندسة القيمة لتحديد أولويات ومجالات التطوير والرقي بالعمل التطوعي، إلى جانب اقتراح ومناقشة التنسيق والتكامل والتبادل بين مهام وأنشطة العمل التطوعي بالمملكة، ودعم وتعميق التعاون بين الاستشاريين والأخصائيين والمهنيين والمهتمين بمجال العمل التطوعي.