أظهرت أمسية أقامها بيت السرد في جمعية الثقافة والفنون بالدمام وضمت ثلاثة قاصين تفاوت المستوى والأسلوب رغم تقارب بيئة المنشأ، ودار حديث المداخلين عن تأثر أسلوب القاصة الأنثى بانعزالها في المنزل عما يجري في الخارج ما يجعل الجانب العاطفي وقضايا الأسرة على رأس القضايا التي توليها الاهتمام بخلاف القاصين الآخرين اللذين شاركاها الأمسية. جاء ذلك ضمن أمسية قصصية نظمها بيت السرد مساء الأربعاء الماضي للقاصين «طاهر الزارعي، ومريم الحسن وناصر الحسن» في قاعة عبدالله الشيخ للفنون في الجمعية، وأدارها القاص عبدالله الدحيلان. وقرأ الدحيلان سيرة كل قاص وإصداراته الأدبية وجانبا من مشاركاتهم في الأمسيات والملتقيات الأدبية ليبدأ القاصون في إلقاء نصوصهم بنوعيها القصيرة والقصيرة جدا، وقد تباينت النصوص بين ما هو واقعي حول المجتمع، وما هو خيالي، حيث قرأ صاحب مجموعة «الدعس على الثلج» القاص ناصر الحسن عدة قصص منها «طلقة رابعة». أما القاص طاهر الزارعي الذي أصدر مجموعته القصصية القصيرة «حُفاة»، ومجموعة قصصية بعنوان «زبَد وثمة أقفال معلقة»، فقرأ عدة قصص منها «خطوات تشرد من الزوبعة، قيامة تعتقل الشهقة»، وقصص قصيرة جدا منها «اقتحام، خدش، بالونات، ابتلاع، اختفاء، التهمة، انشطار»، و «مأزق» التي قال فيها: «أفرغ الكشك من الكتب ووزعها على المفرش الصغير كيفما اتفق، الحرافيش - العطر - العالم ومأزقه - العمى. الشارع يزدحم بالمارة، ورائحة التبغ تفوح من أفواههم. وحده ساراماغو ينزل نظارته على أنفه، ويحدج البائع بنظرة قاسية، ثم يبتسم! هل كان بائع الكتب أعمى حقا؟» . وقرأت القاصة مريم الحسن، التي صدرت لها رواية «الضياع»، ورواية «وأشرقت الأيام»، ومجموعة قصصية «آخر المطاف»، ومجموعة قصص قصيرة جدا بعنوان «خذلان» عام 2014م ، عدة قصص قصيرة جدا منها «عازفة» التي قالت فيها: «انتظرته طويلا.. تأملته من خلف البعد يغني.. معزوفتها تدندن بلحن الحنين.. تراقصت شعراتها مع النسيم.. أحرقها اللهيب.. فاسوَّد القمر». تباين المستوى وفي جانب من المداخلات برر القاص عبدالله الوصالي تباين المستوى واختلاف طبيعة القصص بين الجنسين قائلا : إن القصص هي نتاج طبيعي للمجتمع فالمرأة هي انسانة حبيسة بين جدران بيتها ولذلك جاءت قصص مريم الحسن مليئة بالانثيالات العاطفية، وتناولت قضايا المرأة والعلاقة المتوترة مع الزوج، وابتعدت عن رسم المشهد . كما أشار الوصالي إلى أن الزارعي تناول عدة مواقف، فيما شخصياته وتكون أبطال قصصه في العادة مهمشة، وهو يحاول تبييء القصة، ولكنه يتحاشى الحديث بشكل مباشر عن المكان فلا يذكر مدينة بعينها ولكنه ينقل البيئة المحلية ويضع مؤشرات عنها، ليمتدح الوصالي فيما بعد التقنيات التي استخدمها ناصر الحسن في قصصه، خاتما مداخلته بالقول: إذا كان هؤلاء فرسان القصة القصيرة فالقصة لاتزال بخير. تطور الاساليب وقال القاص حسن البطران: استمعنا إلى قصص تمثل ثلاث مدارس قصصية، مؤكدا تطور أساليب القص لديهم عن مستوياتها السابقة، فقصة ناصر الحسن توزعت في ثلاثة مشاهد، يظنها القارئ للوهلة الاولى منفصلة وفي النهاية يتبين انها تجتمع في مسرح واحد وتبين روعة النص من خلال هذا الجانب، وتكشف الواقع الاجتماعي وان تخللتها بعض الاشارات السياسية. وانتقد البطران ميل مريم الحسن إلى المبالغة في العاطفة في قصصها، وقال إنها قد توافرت على عناصر القصة القصيرة جدا باستثناء قصتين توسعت فيهما فاقتربت من القصة، وقال البطران إن الزارعي تتضمن قصصه اشارات صريحة خادشة بالإمكان الاستغناء عنها باستخدام الرمزية. وأشار إلى أن بعض القصص مزجت بين الفصحى وبين لغة المجتمع وهو أمر يحسب له، مبينا أن الزارعي حاول من خلال المزاوجه أن يوضح البيئة المحلية التي نعيش فيها منطلقا إلى الحالة الوطنية. اشكالية التوقف أما الدكتور مبارك الخالدي فقد أوضح أن طول القصص لدى طاهر الزارعي يخلق مشكلة في التواصل مع القصة وفي تلقيها، وقال إن ناصر الحسن لديه مشهدية جميلة في قصصه، لكن اشكالية التوقف وإنهاء القصة وقع فيها ناصر الحسن وطاهر الزارعي، منوها بطول بعضها التي يمكن اختزالها لتكون أكثر نضجا، وهناك اخطاء لغوية في هذه القصص ينبغي أن يتجاوزها القاصون. قراءات حرة وقبل نهاية الأمسية أعلن عبدالله الدحيلان أنه تم فتح المجال من قبل «بيت السرد» لاستقبال نصوص المهتمين بفنون السرد والراغبين بالمشاركة في أمسيات قادمة تحت عنوان «قراءات حرة». وأوضح أن الهدف من هذه الخطوة إتاحة المجال للمشاركين لطرح أعمالهم الإبداعية المطبوع منها أو المخطوط أمام المهتمين والمتذوقين. ويمكن للراغبين والراغبات في المشاركة إرسال أسمائهم أو مساهماتهم على فرع الجمعية. وفي ختام الأمسية كرّم الدكتور مبارك الخالدي ضيوف الأمسية القصصية مهديا لهم لوحات تشكيلية لخطاطين من خطاطي الجمعية. ليالٍ فوتوغرافية من جهة اخرى تبدأ اليوم لجنة التصوير الضوئي في الجمعية فعالياتها الرمضانية تحت عنوان «ليالٍ فوتوغرافية» وتستمر لمدة خمسة أيام، يقدم خلالها الفنان المصور البحريني جان البلوشي محاضرة بعنوان «جانوغرافيا» مساء اليوم، فيما ستقدم المصورة سميرة أحمد السليس يوم غد الاثنين تجربتها الفوتوغرافية في السفر والمخصصة هذه الأمسية للسيدات. أما المصور السيد عدنان شبر، فسيقدم يوم الثلاثاء أمسية «إيقاع الصورة الفوتوغرافية بين الهواية والاحتراف»، ويشهد يوم الاربعاء تقديم المصور خالد آل عفين «تصوير الطبيعة وأسرار الفلاحة»، وخصص يوم الخميس لأمسية بعنوان «فن التكوين» يقدمها المصور البحريني وليد العباس. كما ستقدم اللجنة خلال الأيام القليلة القادمة مسابقة تصوير فوتوغرافية، سيتم الإعلان عنها متضمنة الشروط والتفاصيل. د.مبارك الخالدي يكرم الزارعي