تحدث كثيرا في الاعلام المرئي والمقروء الأسبوع الماضي عن زيارتي سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- لكل من روسيا وفرنسا وأيا ما قيل وأيا ما سمعنا نظل نحتفظ بوجهة نظر حول التوسع السعودي الجديد في الانفتاح على دول ذات فاعلية في مجلس الأمن تملك خبرات بحثية وطبية وتسليحية وفضائية واسكانية من خلال ضخ مبالغ تصل لأرقام عشرية من مليارات الدولارات في مصلحة الوطن واليكم البرهان. ان استثمار رأس المال السعودي في بناء القدرات الوطنية في مجال الطاقة النووية السلمية وأبحاث الفضاء والطب والطائرات المدنية والتحلية وتبادل الخبرات والدراسات التي ستعود بالنفع على الشعب والوطن قاطبة سيحقق مردودا اقتصاديا وتنمويا مرتفعا، بمعنى آخر أن كل ريال سيصرف على تلك الاتفاقيات سيحقق انجازا في التدريب والتأهيل والتعليم والسياحة الاقتصادية وفي كل المجالات المطروحة على شباب وشابات الوطن وسيستفيدون من فرص العمل التي ستحققها الشركات خلال عمليات توريد وتشغيل الطائرات والزوارق والمحطات ووضعهم كمنظومة بشرية ضمن مصاف الدول المتقدمة من حيث الاستخدام والاستنفاع والتطوير والبرمجة والصيانة والتشغيل، وهو ما سينعكس على فتح مجالات لهم في تخصصات علمية وعسكرية وطبية وهندسية وانتاجية وصناعية وميكانيكية متنوعة تنسجم مع حجم سوق الخريجين والخريجات من الداخل والخارج وما سيحقق اضافات نوعية في الكم والنوع ناهيك عن المغازي السياسية التي تندرج ضمنها تلك الاتفاقيات المتنوعة. إن سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- الاقتصادية والتنموية متعددة المشارب التي تهدف الى الانفتاح المتعدد وفق منظومة تبادل المصالح مع تلكما الدولتين وغيرهما تأتي من منطلقات أساسية في النهج السعودي أبرزها الحرص على جلب كل ما ينفع الوطن والمواطن ولو كان غاليا في كل المجالات الحياتية بما يحقق الاستقرار والرخاء والأمن الداخلي والخارجي من منطلق رباني كريم، حيث يقول جل في علاه «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم». وبما أن المملكة العربية السعودية تعيش على مسافة قريبة من التوترات والحاجة ماسة لبناء الانسان والوطن جنبا الى جنب مع تعزيز القدرات والامكانات فقد أدرك خادم الحرمين الشريفين من منطلق المسئول الأول أن ما ينفق على بناء الوطن في أي مجال تنموي ودفاعي وخبراتي وعلمي لن يكون هدرا بل ستظل قليلة بحجم المنافع الذي سيكون على ضوئه ستتغير براويز كثيرة أبرزها الطاقة النووية للأغراض السلمية وتوليد الطاقة الكهربائية والفضاء والأقمار الاصطناعية والرحلات الاستكشافية للعالم الخارجي ومشاريع تحلية المياه المالحة والنقل الحديدي وسيرى الجيل الجديد خلال سنوات أن النحت السعودي قد امتزج أكثر وأكثر مع الحداثة العلمية بما لا يقل عن مصاف الدول التي جلبت تلك الخبرات مع الحفاظ على وتيرة التطوير والتأهيل لأبناء الوطن من الجنسين مع العناية بمراكز الأبحاث حتى نصنع جيلا شابا مستخدما ومصنعا ومفكرا. وقبل الختام كلما رحل قائد لهذه البلاد جاء من خلفه ليستكمل رسم لوحات من ابداعاته وفنه ورسمه عما يحلم أن تكون عليه المملكة العربية السعودية شعبا وجغرافية. وفي الختام الكثيرون من ضيوف الحرم المكي هذه الأيام يبدون الاعجاب ويتبادلون النظرات المعمقة وكلمات الثناء والدعاء لكل من يساهم في تطريز صورة جميلة ذات سكينة وأمن وأمان للبيت العتيق حكومة وشعبا. * أستاذ مشارك مناهج الدمام