واصل طيران التحالف العربي غاراته على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، في أكثر من منطقة يمنية، في الوقت الذي تلقى فيه الحوثيون ضربة قوية بمقتل أحد قادتهم في اشتباكات مع المقاومة الشعبية في ذمار، امس. وقال مسؤولون وشهود عيان: إن قوات الجيش الموالية للرئيس اليمني انتزعت معبرا حدوديا مع المملكة، في ضربة نادرة لجماعة الحوثي التي تهيمن على البلاد. وأفادت مصادر خاصة بأن هناك خطة عسكرية يجري التحضير لها تقوم على الإعداد لتدريب لواءين عسكريين لاقتحام محافظة عدن، فيما تم الانتهاء من تجهيز قوة عسكرية يقودها اللواء أحمد المقدشي ويرأس أركانها العقيد هاشم الأخضر. وبحسب المعلومات، فإن هذه القوة تلقت تدريبها في منطقتي الشروة وصحراء العبر بين مأرب و حضرموت، ومن المقرر أن تنخرط في القتال مع المقاومة الشعبية في مأرب ومنها تنتقل إلى الجوف. وفي السياق، أكد نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة الشرعية، خالد بحاح، استمرار الجهود الحكومية الرسمية من أجل وضع حد للظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها اليمن في الوقت الراهن. وأوضح بحاح، عقب لقائه السفير الأمريكي لدى اليمن في مقر السفارة اليمنية بالرياض، الليلة قبل الماضية، أن ملف الإغاثة والصحة من أولويات الحكومة في المرحلة الحالية، إضافة إلى التحركات في الجانب السياسي لإيجاد حل جذري للأزمة الراهنة. واستعرض نائب الرئيس اليمني تطورات الأحداث في بلاده وما آلت إليه الأوضاع فيها مؤخرًا؛ جراء عمليات العنف التي تمارسها الميليشيات الحوثية المتمردة، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع بعد مشاورات جنيف الأخيرة التي شارك فيها وفد من الحكومة الشرعية بناءً على طلب الأممالمتحدة، على أساس تنفيذ قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار رقم 2216. من جانبه، أكد السفير الأمريكي لدى صنعاء حرص بلاده على عودة الاستقرار إلى اليمن في القريب العاجل.. مبينًا أن الأيام المقبلة تحمل حلولا للمعاناة التي يمر بها الشعب اليمني في الداخل. من جهته، قال اللواء محمد علي المقدشي رئيس أركان القوات الموالية لهادي: إن العاملين على الحدود يبذلون جهودا مضنية للتعامل مع موجات اللاجئين. وكتب المقدشي على صفحته على موقع فيسبوك: "تدافع الناس بالآلاف من اللاجئين والفارين من جحيم المعارك التي تقودها الميليشيات ضد المواطنين الآمنين يتسبب كل يوم في تضاعف حجم الوافدين على المنفذ، ويتسبب ذلك في انعدام الخدمات وحدوث الاختناق بسبب الازدحام في حرارة الشمس". وقال مستشار الرئيس اليمني للشؤون العسكرية اللواء جعفر محمد سعد: إن العمل العسكري في عدن مستمر لاستعادتها بالكامل من الحوثيين وحلفائهم، مؤكدا العمل على خطة لتوحيد المقاومة وقوات الجيش التي تدعم الشرعية في تكتل واحد. وأكد سعد بحسب الجزيرة أن "هناك خطة لتنظيم العمل العسكري في عدن سواء من القوات الشرعية أو من المقاومة"، مضيفا: إنه تم العمل على أن تكون المقاومة وقوات الجيش تكتلا واحدا. وفي التفاصيل، فقد قصف الطيران مواقع ميليشياتِ الحوثي في منطقة "حرض" بمحافظة حجة، كما استهدف رتلا عسكريا تابعا لهم في منطقة نخيلة بمحافظة لحج. كما شن التحالف عدة غارات جوية على مواقع ميليشيات الحوثي في محافظة البيضاء وسط اليمن. وتأتي الغارات متزامنة مع مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح في جبهة المشجح بمحافظة مأرب. وسقط خلال المواجهات عدد من عناصر الحوثيين وميليشيات صالح، فيما قتل 3 من مسلحي المقاومة الشعبية وأصيب عدد آخر. وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية تمكنها من أسر 9 عناصر من ميليشيات الحوثي. وكانت ميليشيات الحوثي وصالح حاولت التسلل من منطقة المشجح إلى مواقع بالقرب من منطقة نخلا في مأرب، وتصدت لهم المقاومة الشعبية التي تتمركز فيها منذ أشهر وتم دحرهم . أما في شبوة فدارت اشتباكات عنيفة بين مسلحي الحراك الجنوبي والحوثيين، استعملت فيها الأسلحة الثقيلة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. محاكمة المتمردين من جهة اخرى، طالبت أكثر من عشرين منظمة حقوقية وإنسانية يمنية بمحاكمة قادة الميليشيات المتمردة في اليمن، لارتكابهم جرائم ضد المدنيين. وأوضحت المنظمات في بيان صدر امس بصنعاء أن الميليشيات المتمردة مارست هجمات وعمليات قصف ضد الأحياء السكنية وتجمعات النازحين في محافظاتعدن وتعز ولحج، وخلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. وتحدثت عن استخدام الميليشيات المتمردة في عملياتها صواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة، إضافة إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة، مؤكدة أن الميليشيات المتمردة لا تفرق بين أحد من أبناء الشعب اليمني وتمارس عملياتها الإجرامية بحق المدنيين على مرأى ومسمع من الجميع دون مراعاة لحرمة شهر رمضان. ودعت المنظمات الإنسانية والحقوقية اليمنية نظيرتها الدولية إلى إدانة تلك العمليات التي قالت إنها جرائم حرب ضد الإنسانية، كما دعت المنظمات، الشعب اليمني إلى توثيق جرائم الميليشيات وتسجيلها بما يساعد في تحريك المطالبة بمحاكمتها وملاحقتها عبر القضاء الدولي وخاصة محكمة الجنايات الدولية.