تأثير الإعلام السلبي على مشروعية زواج التعدد في قنوات الدراما مثلاً -والتي تعد الثانية متابعة وجماهيرية من مجموع القنوات العربية 1296 قناة حسب إحصائيات عربية منشورة- فبعض مسلسلاتها تُظهر دور المتعدد بشكل سلبي مصطنع خال من المبادئ الشرعية والأخلاقية وبعضه للأسف واقع صادق نعايشه بألم وفأل في ذات الوقت. لذا نظرية العقل الجمعي المعروفة لدى متخصصي الاتصال والإعلام تشكلت فجعلت نظرة المجتمع -ذكوراً وإناثاً بالمنطق والدلائل- نظرة سلبية تجاه شخص المتعدد السلبي الطاغي بالشهوة، وهذا خلل يجب إصلاحه، ولعلَّ هذا ما أنوي القيام به من خلال كتابي حول التعدد «الهبنقع.. عن المتعدد السلبي» الجاري نشره قريباً. الفكرة الرئيسة في هذه المقالة تؤكد على بيان السلوكيات الخاطئة للمتعدد متجاوزاً في ذلك الحكم الشرعي والذي يُرجع فيه إلى الخبراء من علمائنا الأجلاء، وللعلم فما أذكره لا يعني بأي حال من الأحوال المغالاة وبطش المتعدد وأتعهد بالحياد التام حول كل حرف مدون هنا. أتساءل، لماذا يتكفل الأبناء والزوجة الأولى بسداد فاتورة شهوة الأب الطاغية في كثير من الأحيان؟ وما الذي تجنيه سلوكيات الأب -قليل الفقه والتفقه- نحو أمزجة الأبناء ونفسياتهم المقتولة قبل اتخاذ قرار التعدد؟ وهل شماعة أنا حر تكفي لتبرير شراسة الأب وظلمه؟ وكيف ومتى يمكن للرجل تحقيق التعدد الإيجابي والذي يمحي سوداوية تلطيخ وبشاعة وجُرم المتعددين السلبيين؟ أبو مهند أنموذج يكشف الجزء الواقعي الذي أردت إيضاحه وهو جواز التعدد دينياً وخُلقياً وعرفياً واجتماعياً، لكن بعد الكشف المخبري والديني والنفسي على مبررات المتعدد وقدراته في تنفيذ العدالة الأسرية. أبو مهند ميكانيكي يعشق العمل على مكائن السيارات وقِطعِها في ورش مدينة الدمام البهيَّة، يبلغ من العمر 50 عاماً عُرف بسقطات اللسان وشدة الأعصاب والغضب متسكعاً في أزقة الحي شاكياً زوجته أم مهند بالواقع والمُلفّق من الصفات. دوماً ما يطلق أمام أبنائه الثلاثة «أبتزوج أبتزوج أبتزوج على أمك»، ناسياً هذا البليد أنّ ذلك كافٍ مستقبلاً لتبرئ الأبناء من علاقتهم بالأب الخاذل والمتخاذل عاطفياً وخُلقياً. كنت حين الحادثة في 16 من عمري وللأسف لا أُجيد سوى الرحمة والتعاطف مع نفسيات الشباب وأطفال الآباء وكفى. أما اليوم فقد تناسيت ذلك الشخص البليد والذي كان له من اسمه نصيب فهو -ابو مهند- سيف مسلط على رقاب زوجاته النساء وعلى براءة أطفاله، وتذكرت خيبة الأمل التي امتدت حتى يوم كتابة المقالة بذكرى الأزواج المتعددين، وحاولت بشكل عاجل رصد كل ما في مُخيلتي من السلوكيات الخاطئة للآباء المتعددين. من السلوكيات راية الحرية والاستقلال التي يرفعها زوراً وبهتاناً متناسياً الأمانةَ و الخُلق، زاعماً انتهاء دوره تماماً رعاية وتربية. ومنها قلة الإنفاق المالي بحجة قلة ذات اليد وكذلك انعدام الإنفاق العاطفي بحجج المشاغل وأنه قائم بدور التعليف والتسمين على أكمل وجه. ومنها عدم المبيت مطلقاً بين أركان بيت الأبناء والزوجة الأولى بل والتقصير في الأدوار المنزلية بتوكيل دائم للابن الأكبر أو لمنتفعين من ذوي القربى يرون ذلك ترزقاً مشروعاً يخفي قباحة وخباثة نياتهم وأفعالهم. ومن السلوكيات الإجرامية وضع خطة تدريجية تمكنه من الهرب النهائي بحيث لا يُعرف و لا يراه أبناؤه إلا في جنازة أو عرس أو مرض. وهذه خيانة كبرى في صناعة الدور المشاعري والوجداني ومشاركته في حياة الأبناء. هو هروب ناجح لكنه قد تأكد أنه تخطيط لضيق في قبره وهوان عمله والله الهادي إلى سبيل الرّشاد. من الأخطاء التَفكُّه في المجالس بنوادر الزوجة الأولى والحملة التعبوية الهادفة لأمرين: أولاً الإساءة للزوجة بأنها المتسببة بهذا القرار والشرخ الأسري، وثانياً إقرار بشكل مباشر أو غير مباشر على نزاهته ورجولته لكسب وتعاطف الرأي الأسري العام حول صحة وشرعية قراره. من السلوكيات الخاطئة تبريره بأنّ الرسول متعدد الزوجات. ووقفة مع مقولته الشهيرة: (الشرع حلل أربع) فالبليد لم ينجح في (العدالة) وهو أمر واحد كلف الله به المتعدد، فكيف تفشل في الأمر الواحد وتزعم نجاحك في الاقتران بمثنى وثلاث ورباع من الأوامر. تتشابه عقليات المتعددين السلبيين في أنه لم يقصِّر البتَّة ولم يأل جهداً في تعزيز الإصلاح قبل قرار التعدد لكنه باء بالفشل، وهذا أمر يحتاج للتثبت من قيامه بثلاثيات العلاج الشرعي الأُسري من الهجر وغيره. من السلوكيات جعل المتعدد ماله وسيلة دوماً لشراء ذمم من سيؤيده على قرار التعدد خصوصاً ذوي القربى منعدمي الأمانة، بل يجعل المال وسيلة ضغط وحرمان لساكني البيت الأول من النفقة الشرعية ما لم ينكسروا ويقبلوا بقرار التعدد السلبي. فلتعلم يابليد أنَّ الإنفاق واجب وتكليف لا علاقة له بالقرارات الأخرى. أما السلوك العاشر وغير الأخير فيتلخص في الوهم والتبرير المنسجم مع خيالاتنا وحزاوي الدار من أنّ السحر كان السبب والطامة الكبرى في التفريق؛ مما جعل البليد يتمسك وتزداد فاعليته نحو قرار التعدد الجديد وللأسف كثير منهم يعيش عقوداً من الزمان بهذه الحجة الغبية. طبعاً لا ننكر ما للسحر من تأثير بالغ على الجانب الأسري فهذا دافع للطلاق والتيه في قرارات أسريّة متخبطة، كما للسحر تأثير سلبي على صحة الفرد، فمن تخصص الصحة بمنظور الدين (الصحة الروحية أو الدعم الديني) نبين أن له دوراً عظيماً في تعزيز صحتنا وتحقيق التوازن بين مكوناتنا البشرية من عقل وجسد وروح. الضرَّة قد تكون مُضرّة والشريكة الجديدة من اسمها قد تكون ذات فكر تملكي متعنت، وهذا ما يشجع البليد (المتعدد السلبي) على استكمال مسلسل الظلم والسلوكيات الخاطئة؛ لذا تتحمل الزوجة الثانية ومن بعدها عبئا كبيراً في تقويم سلوك الزوج المتعدد حال بدر منه فكرة الاستقلال أو البخل المنطقي في المال والعاطفة أو غير ذلك من السلوكيات الخاطئة. ختاماً لا تجعل من هذه الأسطر مبرراً للاعتداء أو الفرقة أو الكراهة للأب المتعدد بل اجعلها لتكون نبراساً لتقويم السلوك الخاطئ وتعزيز السلوك الصائب تجاه أمانة الزوجات والأبناء والبنات بالنصح والعطف ولين الجانب تجاهه.