رمضان كما عرف انه شهر الخير.. فيه تتضاعف الاجور والجميع يجتهد لينال اعلى الدرجات. لطالما كان وما زال التطوع من افضل الاعمال فالعمل التطوعي الذي يعود على المجتمع وافراده بالمنفعة هو من خير الاعمال. والمتطوع عندما يعمل وهو صائم يشعر بجوع الجائعين وعطش الظمأى. التطوع هو ما يجعلك عضوا من جسد هذا المجتمع. عندنا نتفاعل بحملات العطاء والافطار او زيارة دار المسنين والايتام، نحن هنا لم نساهم فقط في رسم ابتسامة او اعطاء هدايا. هذه الاعمال هي التي تجعل افراد المجتمع يحسون باهميتهم واهمية التلاحم بينهم واننا كلنا إخوة، وكلنا جسد واحد. هذه الاعمال لا ينبغي ان تكون فقط برمضان بلى بسائر الايام، ولا بد ان تكون مزروعة ومغروسة في نفوس العاملين عليها، بزرع المحبة والمودة والاهتمام لكل من يحتاج. ان التطوع يصقل شخصية الإنسان، ويدربها على ان الخير لا حدود له. وانه مهما كانت الكثير من الامور ابوابها مغلقة امامك فان التطوع والعطاء دائما مفتوحة ابوابهما. في رمضان ينتشر عمل الخير، فهو شهر الخير، ومن كان لا يتطوع في غير رمضان لا بد ان يكون رمضان هو البداية له في طريق التطوع. حيث يعد العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري. كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلبا من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات. إن تعقد الحياة الاجتماعية وتطور الظروف المعاشية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتقنية المتسارعة تملي علينا أوضاعاً وظروفاً جديدة تقف الحكومات أحياناً عاجزة عن مجاراتها. مما يستدعي تضافر كافة جهود المجتمع الرسمية والشعبية لمواجهة هذا الواقع وهذه الأوضاع. ومن هنا يأتي دور العمل التطوعي الفاعل والمؤازر للجهود الرسمية. لا مال يساوي قيمة السعادة التي نحظى بها من خلال سعادة الآخرين وخدمة الوطن العزيز، فالعمل التطوعي ثقافة عالمية ويتوجب علينا ترسيخها في ذهن الجيل القادم بإصرار شديد، وحينما أعود للوراء قليلاً أتذكر مواقف من طفولتي وكيف كنت مع أفراد عائلتي نجتمع في الحرم المكي الشريف في كل شهر رمضان المبارك، ونوزع الماء والطعام على زوار الحرم. وما زال افراد عائلتي يقومون بذلك كل سنة. امنيتي بيوم من الايام ان اتطوع بخدمة زوار الحرم المديني (الحرم النبوي) في كل شهر من رمضان. * مستشارة بقسم الموارد البشرية بشركة أرامكو