أمس الأول، طوينا يوما آخر من أيام أكاديمية أسباير بعد الاحتفال بتخريج الدفعة الثامنة من طلاب هذا الصرح الذي وُجد ليكون إحدى ركائز غدنا الرياضي المشرق. وفي الوقت الذي نشعر فيه بالفخر ونحن نشهد أمس تخريج (18) لاعب كرة و(15) رياضيا من الألعاب الأخرى، فإننا نستذكر ما قطفته الأكاديمية في السنوات العشر الماضية من إنجازات ومحطات مضيئة كان وراءها فكر وتخطيط وصناعة سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الذي وعد بأن تكون الأكاديمية صرحا شامخا للتميز في الدراسة والإنجاز الرياضي فأوفى، وكان غرسه قد أثمر في ولادة أكثر من بطل تربعوا على منصّات التتويج وفي الصفوف الأولى من منتخباتنا الوطنية، وتمثيل أسباير وقطر في المحافل الدولية، نذكر من بينهم بطلنا في القفز العالي معتز برشم وأبطالا آخرين، من بينهم عبدالله التميمي وأحمد الصيفي وأبوبكر حيدر ونجم العنابي الشاب أكرم عفيف، حيث سيظل منتخبنا للشباب بطل آسيا وممثل العرب الوحيد في بطولة كأس العالم للشباب بنيوزيلندا فخر هذه الأكاديمية العملاقة التي رعته وصقلته حتى حصل على هذه الدرجة العالية من التفوق الآسيوي والدولي. لقد استطاعت الأكاديمية أن تحقق المزاوجة بين التدريب والتعليم بعد أن كنا نلاحظ أن الكثير من رياضيينا القدامى لا يهتمون بالجانب التعليمي وبعضهم ترك مقاعد الدراسة منذ سنوات مبكرة وهم في أيام الدراسة الثانوية وذهبوا لمؤسسات أخرى، وبهذا يحسب للأكاديمية أنها شجعت الدراسة وأوقفت ظاهرة تسرب الرياضيين، ولهذا سيغادر الخريجون هذا الصرح وهم مسلحون بكل أسباب النجاح المقرون بالشخصية الناضجة، القادرة على تحقيق أحلام وطموحات المستقبل. إن خريجي هذه الدفعة كما في الدفعات السابقة خرجوا من احتفالية أمس الأول وهم سعداء بالتحصيل العلمي والتأهيل الأكاديمي الذي حصلوا عليه لأنهم باختصار سيحتاجون ذلك عندما ينطلقون إلى النجومية، وسيحملون في جعبتهم ما يحققون به أحلامهم، ويلهمون به أحلام أجيال قادمة، ويتسلحون بروح الأمل والتحدي والمثابرة لرفع اسم قطر عاليا في المحافل الدولية. وفي النهاية لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر لشيخ الشباب سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، مهندس إنجازاتنا الرياضية وصاحب مبادرة إطلاق «أكاديمية أسباير» وتحويلها من مجرد حلم إلى حقيقة لتنال إشادة وتقدير الأوساط الدولية التي أجمعت على الثناء على أهدافها الرئيسية بإعداد جيل رياضي واعد والتركيز على بناء عقول طلابنا الموهوبين وأبدانهم، وتحويلهم إلى أبطال يعتلون منصات التتويج. وأشكر كذلك جميع الذين بذلوا واجتهدوا لتحقق الأكاديمية الهدف الذي وجدت من أجله ومن بينهم القائمون على الأكاديمية، وأخص بالذكر الأخ بدر الحاي مدير شؤون الطلاب في الاكاديمية، والشكر موصول لجميع المدرسين والمدربين والموظفين العاملين في الأكاديمية الذين أسهموا بتفانيهم وإخلاصهم وجهودهم الجميلة في الوصول لما وصلت إليه الأكاديمية، متمنين لأبنائنا الخريجين المستقبل الزاهر والمشرق لتحقيق شعار «اليوم حلم وغداً نجم». نقلا عن استاد الدوحة القطرية