في أحد محلات الحلاقة كان أحد الزبائن مسلماً رأسه للحلاق "المغتر" بذكائه وفهلوته، وفي منتصف الحلاقة دخل طفل صغير إلى المحل، فقال الحلاق للزبون هذا الطفل هو أغبى طفل في العالم، فقال الزبون: كيف؟، فأجابه الحلاق: سأريك الآن، ووضع الحلاق بيد الطفل اليمنى دولاراً وباليد اليسرى وضع عشرة دولارات وقال له: أيهما تختار؟، فرفع الطفل دون تردد يده اليمنى التي تحمل الدولار الوحيد قائلاً: أختار هذه، وخرج من المحل سعيداً، وبعدها بقليل خرج الزبون من المحل ولحق بالطفل الصغير، ثم سأله.. لماذا اخترت الدولار؟، فأجابه الصغير قائلاً: بمجرد أن أختار العشرة ستنتهي اللعبة!، وحينها وقف الزبون وهو يقول لنفسه: من الغباء أن تظن نفسك الأذكى. من الغباء أيضاً أن نبحث عن صديق بلا عيوب، ومن الغباء أن نطمح بصديق يتخلى عن عيوبه من أجلنا، فجوهر الصداقة يقتضي أن تقبل صديقك بعيوبه ومزاياه. من الغباء أن تكذب على المرأة في مشاعرك، أو تحاول أن تخفي عنها ما تظن أنه يغضبها، فالمرأة تكتشف بسهولة كل ما نظن أننا أخفيناه عنها، وهي تصدق كذبنا لأنها أرادت تصديقه، وعندما تريد الكذب على زوجتك فتذكر أنها تمتلك أدق جهاز لكشف الكذب في العالم. من الغباء أن نصدق السياسيين عندما يتحدثون عن المبادئ، ومن الغباء أن نتجاهل المصالح التي تدفعهم لكل ما يفعلون. من الغباء أن تعالج كل مشاكلك مع محبوبك بالزعل، ومن الغباء أن يكون الهجر هو الوكيل الحصري لتقبل المواقف السيئة، فالزعل هو خسارة حتمية للحظات وساعات وأحياناً أيام كانت من المفترض أن تكونا معاً بسعادة. من الغباء أن نستمر في حياتنا التي لا تعجبنا دون أن نصنع شيئاً سوى التذمر، وكما يقول أنيشتاين: (من الغباء فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات ومع ذلك ننتظر نتائج مختلفة). من الغباء أن تستمر وقتاً طويلاً في عمل لا تحبه، فالحياة أقصر من أن تقضي ثلث يومك في تعاسة. من الغباء أن تسأل نفسك: من أين أتيت؟، ومن الذكاء أن تسأل نفسك: إلى أين ذاهب؟، ومن الغباء أن تضيع الوقت في التفكير بالأسباب، فالذكي يسأل عن الحلول أولاً، ويسأل عن الأسباب لاحقاً. من الغباء أن يفقدك حزن الماضي وقلق المستقبل سعادة اللحظة الحاضرة، والأذكياء يدركون أن السعادة طريق حياة وليست محطة وصول كما يقوله خبراء السعادة. من الغباء أن تعتقد أن الحفاظ على أسرارك هو مسؤولية غيرك، والذكي يعلم أن الذين تضرروا من إفشاء خططهم أضعاف أضعاف الذين استعانوا على حوائجهم بالكتمان. من الغباء أن نظن الأحلام تتحقق بدون قتال من أجلها، فالذكي يدرك أن الأحلام تخلص لمن يخلص لها، وما أجمل العبارة التي يقول صاحبها: (كل القصص العظيمة في التاريخ تقوم على تفصيلة درامية واحدة فقط.. وهي أن البطل لم يستسلم أبداً). من الغباء أن تتمسك برأيك على الدوام، فالأذكياء يبحثون عن تفوقهم من خلال تبني الآراء الجديدة التي تتفوق على آرائهم السابقة. من الغباء ألّا تتغابى أحياناً، ومن الغباء أن تتذاكى دائما، ومن الذكاء ألّا تكرر الغباءات السابقة.