أوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار أمين مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف بن محمد البنيان، أن المنطقة الشرقية تحتل مكانا بارزا في خارطة السياحة الخليجية، بحكم موقعها المتميز بجوار دول مجلس التعاون الخليجي، باعتبارها نقطة ربط بين الجهات المختلفة. وذكر البنيان أن إستراتيجية التنمية السياحية للمنطقة الشرقية، وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، تتضمن رؤية واضحة وأهدافا محددة للتنمية السياحية في المنطقة، وبيان مواردها ومقوماتها السياحية، والأسواق السياحية المستهدفة، وأولويات التطوير السياحي، بما يتكامل مع الإستراتيجية العامة لتنمية السياحة، وخطط التنمية الشاملة في المملكة، حيث تهدف إلى أن تكون المنطقة الشرقية الوجهة الأساسية على الخليج العربي للعطلات العائلية التي تجمع بين الاسترخاء والأنشطة المتنوعة، والاستمتاع بالمزايا التراثية والبيئية للمنطقة، والرحلات البرية والبحرية، ضمن إطار القيم الدينية والتقاليد الاجتماعية. وستعمل الخطة على توسيع مجال السياحة في المنطقة الشرقية على نحو منظم ومدروس؛ لتُصبح أحد العناصر المهمة في تنويع قاعدة اقتصاد المنطقة، وتوفير فرص وظيفية جديدة، وزيادة الدخل للمجتمع المحلي، والمساعدة في تنمية القطاعات الاقتصادية الأخرى المرتبطة بقطاع السياحة، والمحافظة في الوقت نفسه على كيان المجتمع المحلي وحماية البئية الطبيعية والتراث الثقافي. وأضاف مدير عام هيئة السياحة بالشرقية، أن المنطقة شهدت نقلة نوعية في قطاع الإيواء السياحي، حيث تنامى إلى أكثر من (114) فندقا منها (13) فندقاً من درجة (5) نجوم، وأكثر من (750) وحدة سكنية مفروشة، كما ستشهد في السنتين القادمتين تدشين نحو (40) فندقاً خمسة نجوم وأربعة نجوم، كما أن نجاح المنطقة الشرقية سياحياً على مستوى دول الخليج انعكس في تنامي عدد وكالات السفر والسياحة ومنظمي الرحلات السياحة، حيث ارتفعت في المنطقة الشرقية بنسبة (23.4%)، بينما وصل عدد المرشدين السياحيين المرخصين من قبل هيئة السياحة في المنطقة ل (44) مرشدا مرخصاً، وتشير الأرقام الرسمية إلى أن حجم الإنفاق الكلي للسياحة في المنطقة الشرقية يزيد على (11) مليار ريال، بعد أن نجحت الشرقية في استقطاب أكثر من (7 ملايين زائر). وحول مشاريع تهيئة المواقع الأثرية، لفت البنيان إلى أن الهيئة قامت بتهيئة مركز زوار دارين، والعين العودة، والخباز الشعبي، والدكاكين الشعبية، والمقهى الشعبي بتاروت، إنشاء مركز الصقور وتطوير العين الحارة في حفر الباطن، إضافة إلى إنشاء مركز زوار في جزيرة جنة. وأشار المهندس البنيان إلى أن الهيئة كشفت عن مواقع أثرية، وقامت بتطوير بعضها ودراسة تحويل بعضها كمتاحف مفتوحة؛ لما تحتويه من كنوز أثرية، ومن هذه المواقع: الموقع الأثري الذي اكتشف في شمال الراكة، حيث كشف فريق أثري مختص تابع لهيئة السياحة والآثار مباني تاريخية تقع شمال حي الراكة، وموقع حفرية دارين حيث وجدت فيه منطقة سكنية لثلاث حضارات استوطنت الموقع، وتمتد إلى (2500) عام قبل الإسلام، والفترة الثانية إلى قبيل الإسلام، والثالثة تعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة، كما اكتشفت هيئة السياحة قطعا أثرية فخارية تعود إلى فترة ما قبل الإسلام في منطقة «الدوسرية» جنوب مدينة الجبيل، وشارك في أعمال التنقيب ألمان وسعوديون حيث عثر على قطع فخارية تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، ويضم الفريق (11) باحثًا و(40) عاملاً، وقد عثر على مجموعة متكاملة من الأواني الزجاجية والفخارية وآلاف من القطع الفخارية تعود إلى عصور مختلفة تظهر تعاقب حضارات بالموقع. ويحتوي الموقع على منطقة سكنية، تحوي وحدات شبه كاملة، وفي موقع آخر في مدينة الجبيل اكتشف ميناء ثاج في مملكة الجرهاء التي سادت في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام.