ما هي إلا أيام قليلة ونسعد بدخول شهر رمضان المبارك، وتبدأ رحلة المتعة والمحبة والشوق في هذا الشهر الفضيل، باستبشارنا بحلول شهر الخير والبركة، ويبدأ معها جموع المصلين بدخول المساجد وتعمر بذكر الله وقراءة القرآن، ونعيش أياما روحانية تتجلى فيها الأعمال الصالحة. يعتبر ذلك الشهر الكريم من أفضل الشهور على مدار العام، حيث إن له استقبالا خاصا به، فيسعد به الصغير والكبير والشيخ والشاب رجلا أو امرأة، الكل في فرح بقدومه ويشعرون بحالة من السعادة التي تملأ القلوب؛ لما لأيامه من حالة نعيشها في جو من الروحانيات الإيمانية. إن التجهيزات والإعدادات والاستعدادات لهذا الشهر الكريم تفوق كل الأيام، من حيث اجتهاد القنوات التلفزيونية في فتح باب الفتاوى الرمضانية، والتي تدور أسئلتها حول رمضان والصيام، وكل ما يمكن الإجابة عليه من تساؤلات. رمضان يعتبر هو النسيم الذي يهب علينا ويسعدنا بعطره الجميل، عطره من المحبة والألفة التي نجدها في تجمع الأهل والأقارب في كل يوم من أيامه، فهو شهر الخير والبركات، وفيه نجد أنفسنا في حالة من السعادة الداخلية والخارجية. ومن خصائص شهر رمضان المبارك أن الله تبارك وتعالى أنزل فيه القرآن، حيث قال «عز وجل» في كتابه: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ». وقرآننا هو دستور أمتنا، وهو الكتاب المبين، وعلينا جميعا العناية بكتاب الله والعمل به في كل أمور حياتنا. إن من أهم الخصائص لهذا الشهر الكريم المبارك الذي يأتي علينا بخيره الوفير وسعادته الخاصة ومشاعره الإيمانية الرائعة، أنه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار . وبالتحري في الخصائص التي هي فيها إفادة في هذا الشهر، نجد أن كل عمل يقوم به الإنسان المسلم المؤمن في هذا الشهر يجازى عليه، وله من الأجر والثواب المزيد، والمزيد والمضاعفة من عند الله «عز وجل»، فمثال ذلك من فطّر صائما فله أجر كبير وهائل يجازيه به المولى «عز وجل». شهر رمضان فيه ليله من أفضل الليالي، ألا وهي ليلة القدر، والتي فيها الكثير من المواعظ والعبر والخير الوفير والحسنات التي يعطيها الله لعباده، والخير الذي يهبه الله لهم، فهي ليلة من أفضل الليالي التي يعيشها المسلمون. يعتبر رمضان فرصه لاغتنام الحسنات وفرصة لترك الذنوب والمعاصي، فيتجه المسلم إلى الله بقلب خاشع في تلك الفرصة، وهي شهر رمضان الكريم، فاتجه نحوه لكي تحصد الخير الوفير من مغفرة وثواب لا يقدران من عند رب العباد. أخيرا، رمضان شهر القرآن فلنجعل بيوتنا وأوقاتنا عامرة بذكر الله وتلاوة القرآن وعمل الخير وإخراج الصدقة وزكاة الفطر والمال والإحسان للفقراء والمساكين ومساعدة المحتاجين، وذلك باستمرار؛ لنيل الثواب العظيم حيث يتضاعف الأجر والثواب في هذا الشهر الكريم، فهنيئا لكل من عزم النية على ذلك.