تتراجع درجات الحرارة بالمنطقة الشرقية الاثنين، الى بداية الاربعينيات المئوية عند الظهيرة في المتوسط، ويعد الاقل في المعدل مقارنة بنفس الفترة من العام، وتسجل الرطوبة نسبا منخفضة حيث تتميز الاجواء قبل بداية رمضان بالجفاف النسبي غالبا، فيما تشتد موجات البوارح خلال ال48 ساعة القادمة بإذن الله، وتبلغ سرعة الرياح اقصى سرعاتها يومي الاثنين والثلاثاء مثيرة للأتربة والغبار في اتجاهات شمالية غربية، ثم يعود الطقس للاعتدال في نهاية الاسبوع، وتتسم الحالة الجوية هذه الايام بنمط الخصائص الصيفية المتوافقة مع بداية مربعانية القيظ، والتي يشتد أوار الحرارة في طالعها التالي في الثالث من شهر الصيام موافقا لظهور نجم الدبران في 20 يونيو الجاري، وهي المنزلة المعروفة ب (التويبع) ضمن طوالع الصيف تعقب الثريا، و(الدبران) نجم أحمر من القدر الأول يبعد عن الأرض 65 سنة ضوئية، والذي يعني عدم علاقته بمؤثرات مناخية، باستثناء ما يتم بموعد ظهوره في بداية دخول المنزلة الثانية للصيف، حيث تتكرر بأيامه شدة الحر وهبوب الرياح الشمالية الجافة التي تبلغ ذروتها وسط النهار، وتنصرف فيه الشمس إلى الجنوب تجاه خط الاستواء. ويشير خبراء الطقس الى ان المتغيرات الجوية تتسارع نحو الحالة الصيفية المعتادة سنويا، ومتوقعة في الاسبوع الاول من رمضان المبارك، من حيث زيادة ارتفاع درجات الحرارة، فيما تتداخل العناصر الجوية خلال الفترة الحالية فتأخذ جملة مؤثرات الفصل الملتهب، إلا من بعض التذبذب في مستوى درجات الحرارة، التي قد يطرأ عليها بعض الانخفاض تباعا نتيجة تأثير سرعة الرياح الشمالية السائدة هذا الاسبوع، اضافة الى تراجع نسبي ملحوظ في معدل الرطوبة، وتكون الرياح شمالية الى شمالية شرقية معتدلة الى نشطة السرعة على وسط وشرق المملكة اليوم، مؤدية الى انخفاض مدى الرؤية الافقية نتيجة الغبار، وتتشكل السحب الركامية الرعدية على اجزاء من مرتفعات الجنوب الغربي، فيما تستعد المنطقة الشرقية لدخول فترة الرطوبة العالية بدءًا بمنتصف شهر رمضان، المصاحب لتغلغل منخفض الهند الموسمي، ويؤثر ذلك في الاحساس بالحر الشديد مع ارتفاع درجات الحرارة مقتربة من الخمسينيات المئوية، واستمرار نشاط البوارح بالعواصف الغبارية التي تمتد للوسطى والشمالية. وفي غضون ذلك، يتأثر بحر العرب وغرب المحيط الهندي حاليا باضطرابات جوية قوية جدا، بما ساعد في تشكل سحب ركامية عملاقة شمال خط الاستواء امتدت في اليومين الماضيين الى جنوب غرب الهند، مع دورانية للرياح في نفس المنطقة التي تقع على خط عرض 10 شمالا وبين خطي طول 60 و70 شرقا، وبلغت سرعة الرياح 15 عقدة لتوضح ان هناك نظاما استوائيا قد يتطور لاحقا بإذن الله، فيما لوحظ ان الرياح الموسمية كانت ضعيفة على بحر العرب، ودرجة حرارة مرتفعة جدا الى 30 مئوية مما يسمح بسهولة بتطور الانظمة الاستوائية، كما ظهر امتداد للمرتفع الجوي عبر الطبقات الوسطى والعليا من الجو فوق منطقة بحر العرب محتملا في التشكل والتطور؛ نظرا لوجود الكثير من الظروف المساعدة لذلك، وبالأخص درجات الحرارة المرتفعة جدا لمنطقة بحر العرب وغرب المحيط الهندي، حيث رصدت الاقمار الاصطناعية صورا توضح مدى ضخامة السحب الرعدية وكثافتها ونشاطها الملحوظ والكبير. وتوقع الباحث الفلكي سلمان آل رمضان تراجعا في مستوى الرطوبة هذه الايام، تزامنا مع طالع الثريا في بداية فصل الصيف، وقال: ان نجومها كانت تعد أشهر دليل وتقويم لمعرفة الطقس، وبعد اسبوع من طلوعها واقترانها ليلة 27 من الشهر القمري، موعد لشدة الحر في أوان اقتراناتها بالنصف الثاني من الشهر بإذن الله تعالى، واشتهرت ايامها بالطقس الجاف وفيها يشتد الحر والسموم، ويندر نزول الأمطار ويكثر فيها هبوب الرياح والعواصف وتغور المياه، ويرتج البحر وييبس العشب، مع استمرار موسم البوارح بالرياح الشمالية المحملة بالغبار والأتربة، والتي تمتاز بأنها رياح مستمرة غير مستقرة، لذلك فإن فرص تقلب الجو وهبوب الرياح المثيرة للغبار العالق ما زال حدوثها متوافرا، وموسم البوارح يمتد من أواخر أبريل حتى منتصف يوليو، وأهل الزراعة يعرفون (الثريا) بالجوزاء الأولى، ويبدأ فيها تلون البلح في طلع بواكير النخل وبداية نضج الثمار، وفيها كان يطيب ركوب الخليج العربي للغواصين قديما لاستخراج اللؤلؤ.